[ما صحة الرواية التي وردت في تاريخ الطبري عن حادثة قتل أم قرفة .. قتلة عنيفة؟]
ـ[أبو حمزة الحمصي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 06:16 م]ـ
[ما صحة الرواية التي وردت في تاريخ الطبري عن حادثة قتل أم قرفة .. قتلة عنيفة؟]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما صحة الرواية التي وردت في تاريخ الطبري* عن حادثة قتل أم قرفة .. قتلة عنيفة .....
هل من رد مفصّل على هذه الرواية ... علماً أن المشككين من النصارى و اللادينيين كثيراً ما يكررونها في منتدياتهم ....
---
* (( ..... حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن عبدالله بن أبي بكر قال بعث رسول الله زيد بن حارثة إلى وادي القرى فلقي به بني فزارة فأصيب به أناس من أصحابه وارتث زيد من بين القتلى وأصيب فيها ورد ابن عمرو أحد بني سعد بني هذيم أصابه أحد بني بدر فلما قدم زيد نذر ألا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو فزارة فلما استبل من جراحه بعثه رسول الله في جيش إلى بني فزارة فلقيهم بوادي القرى فأصاب فيهم وقتل قيس بن المسحر اليعمري مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر وأسر أم قرفة وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر وكانت عند مالك بن حذيفة بن بدر عجوزا كبيرة وبنتا لها وعبدالله بن مسعدة فأمر زيد بن حارثة أن يقتل أم قرفة فقتلها قتلا عنيفا ربط برجليها حبلين ثم ربطهما إلى بعيرين حتى شقاها .... ))
تاريخ الطبري
الجزء 2 - الصفحة 127 و ذكرت أيضاً في نفس الجزء صفحة 265
و في الطبقات الكبرى الجزء 2 – صفحة 90
و في تاريخ اليعقوبي الجزء 2 – الصفحة 71
.
.
ـ[العاصمي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 06:57 م]ـ
سندها عند ابن جرير الطبري واه لا يصح، ابن حميد - و هو الرازي - واه ... ثم الحديث مرسل ...
و قد يوجد للقصة طريق آخر ... لكن السند الذي سقته لا يصح ...
ـ[أبو حمزة الحمصي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 07:32 م]ـ
بارك الله بك أخي العاصمي .... الطريق الآخر للقصة جاء عن
محمد بن أسحاق
عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن أم المؤمنين عائشة
هذا رد منقول عن "السيف البتار" من منتدى ابن مريم على هذه الرواية
فما تم نقله عن الطبري حول قصة أم قرفة فقد ذكر إن في سند هذه القصة محمد بن أسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن أم المؤمنين عائشة، فمحمد بن أسحاق وعروة بن الزبير غير موثوقين وغير جديرين بالإعتماد عليهما في الحديث، حيث القاعدة في علم الرجال تقول بان الجرح مقدم على التعديل
وأما ما ذُكر عن امر امرأة أسمها أم قرفة من بني فزارة قتلها زيد بن حارثة (رضي الله عنه) بأن ربط رجليها إلى بعيرين حتى شقاها ونسب هذه الرواية إلى تاريخ الطبري، وحين راجعنا هذا النص في تاريخ الطبري وجدنا ان هناك أموراً قد تم التغاضي عنها، فالطبري يروي هذه القصة عن الواقدي، والواقدي ضعيف في علم الرجال حيث قال عنه النووي في كتابه المجموع ج1 ص114:
(الواقدي رحمه الله ضعيف عند أهل الحديث وغيرهم، لا يحتج برواياته المتصلة فكيف بما يرسله أو يقوله عن نفسه)، فلا يمكن قبول هذه الرواية أو الإعتماد عليها، وفي نفس الموضع يروي الطبري رواية أخرى أن السرية التي غزت بني فزارة كانت بقيادة أبي بكر بن أبي قحافة، مخالفاً بذلك الرواية المذكورة آنفاً التي جعلت الغزوة بقيادة زيد بن حارثة (رضي الله عنه)، بل أنَّ هناك مصادر أخرى كالبيهقي والدارقطني تذكر أن مقتل أم قرفة إنما كان في عهد خلافة أبي بكر بن أبي قحافة وأنها أرتدت عن الإسلام فأستتابها فلم تتب فقتلها وروايات أخرى تقول انه قتلها في الردة، وهكذا نجد أن الروايات التأريخية متضاربة حول حقيقة أم قرفة، بالإضافة إلى كون معظمها روايات أما مرسلة أو ضعيفة وكلاهما لا يحتج به ولا يوثق به.
فحكاية أم قرفة التي قتلت شر قتلة لأنها هجت الرسول صلى الله عليه وسلم المذكورة في الكتب هي روايات ضعيفة أو مختلقة أصلاً، فرسول الله أرحم من أن يقتل أو يأمر بقتل عجوزاً نصفين وهو المبعوث رحمة للعالمين، والدليل على ذلك أنه عفا على العشرة الذين توعدهم قبل فتح مكة بالقتل "ولو كانوا متعلقين بأستار الكعبة" بمن فيهم عبد الله بن سرح، فكيف يعفوا على مثل هذا الزنديق ويقتل أم قرفة قتلة شنيعة يأباها الإسلام الذي حرم التمثيل بالميت، وكيف أن رسولنا الكريم قد عفا عن مشركي قريش الذين آذوه عندما قال لهم:"ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. فكان رده صلي الله عليه وسلم:أذهبوا فأنتم الطلقاء".
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 10:54 م]ـ
ربما تكون القصة واهية من ناحية السند لكن يجب أن يكون واضحًا في ذهن أي مسلم أن إجماع علماء المسلمين هو على أن من يسب الرسول أو يقع في عرضه فجزاؤه القتل و اقرأ إن شئت (الصارم المسلول على شاتم الرسول) لشيخ الإسلام ابن تيمية أو (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) للقاضي عياض الأندلسي.
القضية هي إنك إن قرأت هنا أو هناك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قتل فلانًا أو علانًا لأنه سبه أو شتمه، فهذا ليس لرغبة دموية في نفس نبينا سيد المرسلين صلوات ربي و سلامه عليه، بل هو تأسيس لقاعدة شرعية أمر بها الله تعالى حفاظًا على عرض نبيه و رسوله إلى العالمين.
و الله أعلم.