ثانياً: حديث ابن عباس.
أخرجه الترمذي (5/ 164 / 2890)، والطبراني (12/ 174 / 12801)، وأبونعيم في " الحلية " (3/ 81)، وابن نصر (66) – كما في " الصحيحة " (1140) –، وابن عدي في " الكامل " (7/ 205)، والبيهقي في " الشعب " (2/ 495 / 2510)، وفي " الدلائل " (7/ 41)، والمزي في " تهذيب الكمال " (19/ 560).
من طريق يحيى بن عمرو بن مالك النكري، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن بن عباس، قال: ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة: {تبارك الذي بيده الملك} حتى ختمها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني ضربت خبائي على قبر، وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة: {تبارك الذي بيده الملك} حتى ختمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر ".
قال الترمذي: " حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".
وقال أبونعيم: " غريب من حديث أبي الجوزاء، لم نكتبه مرفوعاً مجوداً إلا من حديث يحيى بن عمرو عن أبيه ".
قلت: يحيى بن عمرو قال أحمد: " ليس هذا بشيء "، وضعفه ابن معين، وأبوزرعة، والنسائي، وغيرهم، وقال العقيلي: " لا يتابع على حديثه "، وذكر الذهبي في " الميزان " (7/ 208) هذا الحديث من مناكيره.
ثالثاً: حديث أنس.
رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " – كما في " تفسير ابن كثير " (8/ 151، 152) –، من طريق الفرات بن السائب، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن رجلاً ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله إلا {تبارك}، فلما وضع في حفرته أتاه الملك، فثارت السورة في وجهه، فقال لها: إنك من كتاب الله، وأنا أكره مساءتك، وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضراً ولا نفعاً، فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرب تبارك وتعالى فاشفعي له، فتنطلق إلى الرب، فتقول: يا رب! إن فلاناً عمد إلي ما بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه؟ فإن كنت فاعلاً ذاك به فامحني من كتابك، فيقول: ألا أراك غضبت، فتقول: وحق لي أن أغضب، فيقول: اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه، قال: فتجيء، فيخرج الملك، فيخرج كاسف البال لم يحل منه بشيء، قال: فتجيء فتضع فاها على فيه، فتقول: مرحباً بهذا الفم، فربما تلاني، ومرحباً بهذا الصدر، فربما وعاني، ومرحباً بهاتين القدمين فربما قامتا بي، وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه ".
قال: فلما حدث بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد إلا تعلمها، وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجية.
قال ابن كثير: " وهذا حديث منكر جداً ".
قلت: الفرات بن السائب، قال فيه البخاري: " منكر الحديث "، وقال ابن معين: " ليس بشيء ".
ويظهر على الحديث آمرات الوضع، والله أعلم.
والخلاصة: أن الحديث لم يصح إلا موقوفاً على ابن مسعود، وله الحكم الرفع.
والله أعلم، والحمد لله أولاً وأخراً وظاهراً وباطناً.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 02:57 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18410&highlight=%C7%E1%E3%E4%CC%ED%C9
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[23 - 09 - 05, 03:53 م]ـ
مشكورين بارك الله فيكم
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 12:06 ص]ـ
لقد قال الشيخ مصطفى العدوى بتضعيف الحديث ومنهج الشيخ هو عدم العمل بالحديث الضعيف ولكنى اذا اخبرت الناس بذلك سيمتنعون من قراءة السورة ولا ادرى ماذا افعل؟