تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال سفيان عن ابى اسحاق عن ابى جعفر عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال "كان السواك من اذن النبى صلى الله عليه وسلم موضع القلم من 25/ 04 /2007 سنن النسائى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ركعتين ثم ينصرف ليستاك "هذا فى صلاة الليل. ولما بات ابن عباس عند خالته ميمونة قال " فقام صلى الله عليه وسلم فتوضأ وصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين –الحديث – وكان يستاك لكل ركعتين. "

وفى جامع الترمذى عن ابى سلمة قال "كان زيد بن خالد الجهينى يشهدالصلوات فى المسجد وسواكه على اذنه موضع القلم من اذن الكاتب لا يقوم الى الصلاة الا استن "وهو حديث حسن صحيح.

و فى الوطأ عن ابن شهاب الزهرى عن ابى السباق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بالسواك "

وقد روى ابو نصير من حديث عبد الله بن عمر و رافع بن خديج قالا: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " السواك واجب و غسل الجمعة واجب على كل مسلم. " ويشهد لهذا الحديث: ما رواه مسلم فى صحيحه من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "غسل يوم الجمعة على كل محتلم وسواك وشىء من الطيب ما قدر عليه. "

واذا كان هذا شأن السواك وفضله وحصول رضى الرب به و اكثار النبى صلى الله عليه وسلم على الامة فيه و مبالغته فيه حتى عند وفاته وقبض نفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم: لم يمتنع أن تكون الصلاة التى يستاك لها احب الى الله من سبعين صلاة.

و اذا كان ثواب السبعين اكثر فلا يلزم من كثرة الثواب ان يكون العمل الاكثر ثوابا أحب الى الله تعالى من العمل الذى هو أقل منه ,بل قد يكون العمل الافل احب الى الله تعالى ,وان كان الكثير أكثر ثوابا.

وهذا كما فى السنن عنه صلى الله عليه انه قال دم عفراء احب الى الله من دم سوداوين" يعنى فى الاضحية.

وكدلك ذبح الشاة الواحدة يوم النحر أحب الى الله من الصدقة باضعاف أضعاف ثمنها وان كثر ثواب الصدقة.

وكذلك قراءة سورة بتدبر ومعرفة و تفهم وجمع القلب عليها احب الى الله تعالى من قراءة ختمة سردا وهذا وان كثر ثواب هذه القراءة. وكذلك صلاة ركعتين يقبل العبد فيهما على الله بقلبه و جوارحه ويرغ قلبه كله لله فيهما أحب الى الله تعالى من مائتى ركعة خالية من ذلك وان كثر ثوابهما عددا.

ومن هذا: " سبق درهم ثمانية الآف درهم " ولهذا قال الصحابة رضى الله عنهم: "ان اقتصاد فى سبيل و سنة خير من اجتهاد فى خلاف سبيل و بدعة. "

فالعمل اليسير الموافق لمرضاة الرب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أحب الى الله تعالى من العمل الكثير اذا خلا من ذلك او عن بعضه. ولهذا قال الله تعالى: (2:67 الذى خلق الوت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا)

وقال (7:18 انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم أيهم احسن عملا) وقال (7:11 وهو الذى خلق السموات والارض فى ستة ايم وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا). فهو سبحانه انما خلق السموات والارض والموت والحياة وزين الارض بما عليها ليبلو عباده أيهم احسن عملا لا اكثر عملا.والعمل الاحسن: هو الاخلص والاصوب وهو الموافق لمرضاته ومحبته دون الاكثر الخالى من ذلك. فهو سبحانه وتعالى يحب ان يتعبد له بالأرضى له وان كان قليلا ,دون الاكثر الذى لا يرضيه و الاكثر الذى غيره أرضى له منه. ولهذا يكون العملان فى صورة واحدة و بينهما فى الفضل – بل بين قليل احدهما و كثير الاخر فى الفضل – اعظم مما بين السماء والارض. وهذا الفضل يكون بحسب رضى الرب سبحانه وقبوله له و محبته له وفرحه به سبحانه و تعالى ,كما يفرح بتوبة التائب أعظم فرح ,و لا ريب ان تلك التوبة الصادقة أفضل و احب الى الله تعالى من اعمال كثيرة من التطوعات و ان زادت فى الكثرة على التوبة. ولهذا كان القبول مختلفا و متفاوتا بحسب رضى الرب سبحانه بالعمل. فقبوله يوجب رضى الله سبحانه و تعالى بالعمل و مباهاة الملائكة به و تقريب عبده منه.

وقبوله يترتب عليه كثرة الثواب والعطاء فقط.كمن تصدق بالف دينار من جملة ماله –مثلا –بحيث لم يكترث بها و الالف لم تنقصه نقصا يتأثر به بل هى فى بيته بمنزلة حصى لقيه فى داره اخرج منها هذا المقدار اما ليتخلص من همه وحفظه و اما ليجازى عليه بمثله او غير ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير