تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[27 - 09 - 05, 03:02 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن مناظرة أهل البدع غالبا ما تكون على طريقتين:

الأولى: المناظرة على باب الإلزام.

الثانية: من باب التعليم والبيان:

وسنجيب على هذه الشبهة من الوجهين

الأول: عند التنازع في مسألة من المسائل لا بد من قانون جامع يتحاكم إليه المتخاصمون يظهر من خلاله الصواب من الخطأ.

وفي هذا المسألة لا قانون يجمع بيننا وبينهم لأنهم لا يؤمنون بما نؤمن به ولو أتيتهم بكل آية ما تبعوا قبلتك فإن قالوا آمنا بما ستحاكمونا إليه بينا لهم وهو ما سيأتي بعد.

فإن قالوا قانونكم كذب على الشريعة وافتراء.

قلنا: فالجواب على السؤال عبث لا فائدة منه والأصل مناظر الأصول لا الفروع.

الوجه الثاني من الإلزام: أن الذي ادعيتم بدعته هو عندكم سنة والأصل ما وفق مذهب المخالفين عدم الاعترض عليه لأنه بأصل المذهب عندكم حسن وشرع.

والأصل فيه عندكم عدم اعتبار مخالفة خصومكم.

الوجه الثاني للتفهيم والتعليم على أصول أهل السنة:

أولا: إن هذا لم ينفرد به ابن عمر رضي الله عنه بل جاء ذلك عن غيره كما قال ابن حزم المحلى (3: 16) (وقد صح عن ابن عمر وأبي أمامة بن سهل بن حنيف أنهم كانوا يقولون في أذانهم حي على خير العمل ولا نقول به لأنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا حجة في أحد دونه).

وروى ابن أبي شيبة في المصنف (1: 195) والبيهقي في السنن (1: 425) من طريق جعفر عن أبيه ومسلم بن أبي مريم أن علي بن حسين كان يؤذن فإذا بلغ حي على الفلاح قال حي على خير العمل ويقول هو الأذان الأول).

ثانيا: ثبوت هذا عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم يشير إلى وجود أصل منسوخ لم يعلم به ابن عمر رضي الله عنه ويدل على ذلك الرواية عن (نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ فِي النِّدَاءِ ثَلاثَاً وَيَشَّهَدُ ثَلاثَاً،).

فقوله ثلاثا ثلاثا يدل على قدم العلم بالمسألة والدليل على ذلك ما رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين والإقامة مرة مرة ... )

وهذه الرواية الصحيحة تدل على مخالفة الفعل الذي فعله مما تبين أن مارواه عن النبي صلى الله عليه وسلم زيادة علم على ما كان عنده ولما كان هذا موافق لباقي الروايات المنقولة علمنا أن هذا كان آخر القول والفعل منه وكذا القول في كل من ثبت عنه من الصحابة ذلك القول.

قال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار: (2: 19) (وأجاب الجمهور عن أدلة إثباته بأن الأحاديث الواردة بذكر ألفاظ الأذان في الصحيحين وغيرهما من دواوين الحديث ليس في شيء منها ما يدل على ثبوت ذلك قالوا وإذا صح ما روي من أنه الأذان الأول فهو منسوخ بأحاديث الأذان لعدم ذكره فيها).

فإن وفينا المقال حقه فالحمد لله وإلا فللحديث بقية إن بقت شبهة.

وجزاكم الله خيرا.

ـ[الخطيفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 03:12 م]ـ

شيخنا الفاضل بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا على التوضيح

فقد وفيت وكفيت واسال الله ان يجعل ماقمت به في ميزان حسناتك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[28 - 09 - 05, 04:35 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الحبيب الخطيفي حفظه الله ورعاه وجزاك الله خيرا على متابعتك أهل الشبه وردك عليهم فهذا الجهد المبارك الذي يقوم على أساس علمي مع كامل التتبع له ورده قلّ من يقوم به من طلاب العلم في زماننا فأنت صاحب الفضيلة في هذه المسألة والدال على الخير كفاعله.

أخوكم المحب شاكر العاروري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير