تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو حاتم الرازي: ((حماد صدوق لا يحتج بحديثه، وهو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الآثار شوش، وكان حماد إذا سئل عن شئ من الرأي سرّ به،، فإذا سئل عن الرواية ثقلت عليه، وربما كان يسأل عن شئ من حديث إبراهيم فيقول: قد طال العهد بإبراهيم)).

قال حماد بن سلمة: ((كنت أسأل حماد بن أبي سليمان عن أحاديث مسنده، وكان الناس يسألونه عن رأيه، فكنت إذا جئت قال: لا جاء الله بك)).

قال حماد بن زيد: ((قدم علينا حماد البصرة، فجعل فتيان البصرة يسخرون به، فقال له رجل: ما تقول في رجل وطئ دجاجة ميتة فخرج منها بيضة؟، وقال له آخر: ما تقول في رجل طلق امرأته ملئ سكرجة؟)).

قال ابن حبان: ((الفقيه إذا حدث من حفظه وهو ثقة في روايته لا يجوز عندي الاحتجاج بخبره، لأنه إذا حدث من حفظه فالغالب عليه حفظ المتون دون الأسانيد.

وهكذا أكثر من جالسناه من أهل الفقه، كانوا إذا حفظا الخبر لا يحفظون إلا متنه، وإذا ذكروه أول أسانيدهم يكون قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلا يذكرون بينهم وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحداً)).

فإذا حدق الفقيه من حفظه ربما صحف الأسماء، وأقلب الأسانيد روفع الموقوف، وأوقف المرسل، وهو لا يعلم، لقلة عنايته به، وأتى بالمتن على وجهه، فلا يجوز الاحتجاج بروايته إلا من كتاب أو يوافق الثقات في الأسانيد)).

قلت: هذا إن كان الفقيه حافظاً للمتن، فأما من لا يحفظ متون الأحاديث بألفاظها من الفقهاء، فإنما يروي الحديث بالمعنى، فلا ينبغي الاحتجاج بما يرويه من المتون، إلا بما يوافق الثقات في المتون، أو يحدث به من كتاب موثوق به.

والأغلي أن الفقيه يروي الحديث بما يفهما من المعنى، وأفهام الناس تختلف، ولهذا ترى كثيراً من الفقهاء يتأولون الأحاديث (الصحيحة) بتأويلات مستبعدة جداً بحيث يجزم العارف المنصف بأن ذلك المعنى الذي تأوله (به) غير مراد بالكلية، فقد يروي الحديث على هذا المعنى الذي فهمه. وقد سبق أن شريكاً روى حديث الوضوء بالمد بما فعهمه من المعنى، وأكثر فقهاء الأمصار يخالفونه في ذلك.

)

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 09 - 02, 12:18 م]ـ

مثال على الاختصار المخل والذي بسببه صُحِحَ حديثٌ منكرٌ

في كتاب السنة لابن أبي عاصم (1/ 205) ط،3 تحقيق الشيخ الألباني رحمه الله

99 باب

471 ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا نعيم بن حماد ويحيى بن سليمان قالا حدثنا عبدالله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال حدثه أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((رأيت ربي في المنام في أحسن صورة)) (((وذكر كلاما)))

471 حديث صحيح بما قبله وإسناده ضعيف مظلم عمارة بن عامر أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/367) من هذه الرواية ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ومروان بن عثمان هو ابن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري الزرقي ضعيف كما في التقريب

وذكر المزي في التهذيب أنه روى عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب

فتعقبه في تهذيبه بقوله: وفيه نظر فإن روايته إنما هي عن عمارة بن عمرو بن حزم عن أم الطفيل امرأة ابي في الرؤية وهو متن منكر

كذا قال ((ابن عمرو بن حزم)) وإنما هو ابن عامر كما تراه في الكتاب وكذلك هو عند ابن أبي حاتم كما سبقت الإشارة إليه

================

وهذا المتن متن منكر والعياذ بالله وقد أشار إليه الحافظ بقوله ((وهو متن منكر))

وهذا المتن المنكر اختصره ابن أبي عاصم هنا وأشار إلى ذلك بقوله بعد القطعة من الحديث ((((وذكر كلاما))))

وأصل الحديث هو:

((عن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((رأيت ربي في المنام في صورة شاب موقر في خضر عليه نعلان من ذهب وعلى وجهه فراش من ذهب)) الطبراني في الكبير (25/ 143) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 158) مختصر أيضا، وابن الجوزي في العلل (1/ 29_30) والهيثمي في المجمع (7/ 179)

وفي (الجزء المطبوع من) المنتخب من علل الخلال تحقيق الشيخ طارق بن عوض الله ص 284 رقم 183

قال مهنا سألت أبا عبد الله عن حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (((يذكر أنه رأى ربه في المنام في صورة شاب موفر رجلاه في حضر عليه نعلان من ذهب وعلى وجهه فراش من ذهب))

فحول وجهه عني وقال هذا حديث منكر

قال الشيخ طارق عوض الله وفقه الله

((أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 471

إلا أن ابن أبي عاصم اختصر الحديث فحذف القدر المنكر منه وقال ((ذكر كلاما)). فلم يتنبه الشيخ الألباني _ حفظه الله _ (رحمه الله) لنكارته في تخريجه على السنة، واعتبره صحيحا بالأحاديث التي قبله التي فيها ((رأيت ربي في أحسن صورة)) والله الموفق

والله أعلم وأحكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير