3 - و قد تصحف علي بن حفص، عند الحاكم، الى ابن جعفر، و قد نبه على هذا و غيره، الشيخ الفاضل المحقق المدقق عمرو بن عبد اللطيف، زاده الله توفيقا، و بلغه مناه.
4 - الصواب أن أبا أسامة أرسله، و لم يسنده، و ذكر أبي هريرة مقحم مدرج في نشرة المصنف، عفا الله عن ناشره المتقحم ... و قد نبه على هذا، الشيخ الكريم النقاد عمرو بن عبد اللطيف، زاده الله من فضله، و أكرمه في الدنيا و الآخرة.
5 - قلت - أكرمك الله -: وله طريق أخرى من حديث أبي هريرة أخرجها عبد الله بن المبارك فقال في كتابه الزهد: (1/ 255) (735) أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قال حدثنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا عبد الله قال ...
و ليس ابن المبارك القائل: أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قال حدثنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا عبد الله ...
و انما هذا السند الذي وصل به الينا كتاب الزهد لشيخ الاسلام الامام ابن المبارك ... يرويه أبو عمر بن حيويه و الوراق، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن الحسين بن الحسن المروزي، عن عبد الله، و هو: ابن المبارك ...
و للحسين، و تلميذه ابن صاعد، زيادات على الكتاب، تعرف بالتأمل فيمن انتهى اليه السند ... و قد أغفل هذا كثير من الناس، لا يميزون الزيادات عن مادة الكتاب ...
فالصواب أن يقال - مثلا -: قال عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد: أخبرنا يحيى بن عبيد الله، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع).
و الحديث واه جدا، و مثله حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -؛ فلا يصح أن يعتبربهما، بله أن يقوى بهما الحديث ...
6 - قلت - حفظك الله و رعاك -: ورواه ابن الجعد في مسنده (1/ 109) (627) حدثنا علي أنا شعبة عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع).
هذا يوهم أن ابن الجعد قال: حدثنا علي أنا شعبة ...
و ليس كذلك؛ فعلي، هو: ابن الجعد، و الرجل لا يروي عن نفسه ...
ثم ان الكتاب ليس مسندا، و لا هو من تصنيف ابن الجعد، بل هو من تأليف تلميذه أبي القاسم البغوي، جمع فيه حديث شيخه ابن الجعد، و له فيه زيادات كثيرة يرويها البغوي عن شيوخ آخرين غير ابن الجعد، و قد طرز كتابه بنفائس غالية، و درر ثمينة، و حلاه بأخبار طريفة، خاصة في ترجمة أميري المؤمنين في الحديث: شعبة و الثوري ...
ثم ان هذا الحديث موقوف، و مع ذلك لا يصح سنده، و إبراهيم الهجري ليس بذاك المتقن ...
و لهذا الأثر طريق آخر، أراه هو المحفوظ - و لم أصححه -؛ اذ هو منقطع؛ لأن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يسمع من عم أبيه ابن مسعود - رضي الله عنه -، لكنه يمشى، و لعله أمثل ما جاء في هذا الباب، و الله - تعالى - أعلم.
و على كل حال؛ فقد تقدم أن الشيخ الفاضل عمرو بن عبد اللطيف، قد قطع بتحقيقه و تدقيقه خطبة كل خطيب، و أوعب في الكلام عن علل الحديث، و نبه على أغلاط من غلط في روايته، أو الكلام في تصحيحه، حفظه الله، و بارك في سعيه.
و الله أعلم.
و بارك الله في أخينا الفاضل شاكر، جعل الله سعيه مشكورا، و جهده مأجورا.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[07 - 10 - 05, 04:28 ص]ـ
أخي الحبيب العاصمي أحسن الله إليك ونفع بعلمك وسددك.
لقد رجعت إلى التحفة (9\ 324) والنص فيها هكذا ((حديث كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع) م في مقدمة كتابه عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه و (3\ 1) عن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم (عن أبي هريرة) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. و (3\ 2) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن حفص عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به. د في الأدب (88\ 4) عن محمد ببن الحسين _ هو ابن اشكاب _ عن علي بن حفص به مسندا. و (88\ 4) عن حفص بن عمر النمري عن شعبة ولم يذكر (أبا هريرة).
فقد رجعت حفظك الله ونلت برد اليقين والحال على ما نقلته أنا وأما مراجعتي لكتاب تقييد المهمل فهو ليس بين يدي الآن.
¥