ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 10 - 03, 05:19 م]ـ
أشهر نسخ ((الجامع الصحيح)) المخطوطة:
كان من أثر عناية الأمة بالجامع الصحيح حرص علمائها في المشرق والمغرب على اقتناء نُسخ هذا الكتاب المبارك وإيداعه في المساجد والمكتبات الخاصة والعامة حتى تعم فائدته القاصي والداني.
ثم حين تسلط الأعداء على كثير من الدول الإسلامية سُرقت ونهبت كثير من مخطوطات هذا الكتاب ونقلت إلى دول العالم المختلفة وحفظت في مكتباتها.
وتوجد مخطوطاته متفرقة ما بين نسخة كاملة، أو أجزاء، أو قطع، وقد أحال ((الفهرس الشامل)) على 2327 موضعاً في مكتبات العالم المختلفة توجد به مخطوطات هذا الكتاب (1).
وتشتمل مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة على (226) نسخة أصلية من هذا الكتاب، بعضها كاملة، وأخرى أجزاء، تعود لفترات مختلفة، وعليها خطوط مشاهير العلماء، وبعضها يحتاج إلى دراسة (2).
كما يضم ((مركز خدمة السنة والسيرة النبوية)) بالمدينة المنورة عدداً كبيراً من مصورات ومخطوطات هذا الكتاب.
ولعل أقدم نسخة من ((الجامع)) معروفة حتى الآن القطعة التي نشرها المستشرق منجانا في كمبردج عام 1936م، وقد كتبت عام 370هـ، برواية المروزي عن الفربري (3).
ومن مخطوطاته:
نسخة الحافظ أبي علي الصدفي (4) (ت 514هـ):
قال الحافظ محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي (ت 1339هـ): وقد عثرت على أصل شيخه الحافظ الصدفي الذي طاف به في البلاد بخطه بطرابلس، في جلد واحد مدموج لا نقط به أصلاً على عادة الصدفي وبعض الكتاب، إلا أن بالهامش منه كثرة اختلاف الروايات والرمز إليها، وفي آخرها سماع القاضي عياض وغيره من الشيخ بخطه، وفي أوله كتابة بخط ابن جماعة، والحافظ الدمياطي، وابن العطار، والسخاوي قائلاً: هذا الأصل هو الذي ظفر به شيخنا ابن حجر العسقلاني وبنى عليه شرحه الفتح، واعتمد عليه، لأنه طيف به في مشارق الأرض ومغاربها: الحرمين، ومصر، والشام والعراق، والمغرب، فكان الأولى بالاعتبار كرواية تلميذه ابن سعادة (5).
كما وصف نسخة الصدفي الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الفاسي في رحلته الحجازية فقال: وقفت بمحروسة طرابلس على ((نسخة)) من البخاري في سفْر واحد ست عشرة كراسة، وفي كل ورقة خمسون سطراً من كل جهة،وكلها مكتوبة بالسواد،لا حُمرة بها أصلاً، وهي مبتدأه بما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه (كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)، وعند تمام كل حديث صورة: ((ا هـ)) ولا نقط بها إلا ما قَلّ، وبآخرها، عند التمام ما صورته: آخر ((الجامع الصحيح)) الذي صنعه أبو عبد الله البخاري رحمه الله، والحمد لله على ما مَنّ به، وإياه أسأل أن ينفع به، وكتبه حسين بن محمد الصدفي، من نسخة بخط محمد بن علي بن محمود مقروءة على أبي ذر رحمه الله وعليها خطه، وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة 21 محرم عام ثمانية وخمسمائة، والحمد لله كثيراً كما هو أهله وصلواته على محمد نبيه ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كثيراً كثيراً، وعلى ظهرها: كتاب ((الجامع الصحيح من حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسننه وأيامه)) تصنيف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رواية أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، رحمه الله (6).
قال الكتاني: وقد انقطع خبر هذه ((النسخة)) من عام 1211هـ، ولم أر لها ذاكراً، ولا ناعتاً من الرحالين، والبحاثين، ثم ذكر أنها موجودة لدى صديقه أحمد بن محمد الشريف السنوسي في الكتب التي بجغبوب (7).
ثم آلت إلى ملك ليبيا محمد إدريس المهدي السنوسي عام 1388هـ، وكان الشيخ ابن عاشور قد استعار النسخة من ناظر مكتبة الأوقاف ببنغازي عام 1376هـ ليصحح عليها نسخة ((الصحيح)).
يقول الدكتور التازي: وأغلب الظن أن المخطوط ما يزال ((بطبرق)) (8).
¥