: ما شيء سنح لك في خطبتك ? قال: و ما هو ? قال: قولك: يا سارية الجبل الجبل
, من استرعى الذئب ظلم , قال: و هل كان ذلك مني ? قال: نعم و جميع أهل المسجد
قد سمعوه , قال إنه وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم ,
و أنهم يمرون بجبل , فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا و قد ظفروا و إن جازوا
هلكوا , فخرج مني ما تزعم أنك سمعته. قال: فجاء البشير بالفتح بعد شهر فذكر
أنه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر يقول:
يا سارية بن حصن الجبل الجبل , قال: فعدلنا إليه ففتح الله علينا.
قلت: و هذا سند واه جدا , فرات بن السائب , قال البخاري: " منكر الحديث ".
و قال الدارقطني و غيره: " متروك " , و قال أحمد " قريب من محمد بن زياد
الطحان , يتهم بما يتهم به ذاك ".
فتبين مما تقدم أنه لا يصح شيء من هذه الطرق إلا طريق ابن عجلان و ليس فيه إلا
مناداة عمر " يا سارية الجبل " و سماع الجيش لندائه و انتصاره بسببه.
و مما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله تعالى لعمر و ليس
ذلك بغريب عنه , فأنه " محدث " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لكن ليس
فيه أن عمر كشف له حال الجيش , و أنه رآهم رأي العين , فاستدلال بعض المتصوفة
بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء و على إمكان اطلاعهم على ما في القلوب
من أبطل الباطل , كيف لا و ذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب
و الاطلاع على ما في الصدور. و ليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل
و الله عز وجل يقول في كتابه: * (عالم الغيب , فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من
ارتضى من رسول) *. فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن
يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم!! سبحانك هذا بهتان عظيم.
على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر رضي الله عنه كشفا , فهو من الأمور الخارقة
للعادة التي قد تقع من الكافر أيضا , فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان
الذي صدر منه فضلا على أنه يدل على ولايته و لذلك يقول العلماء إن الخارق
للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة و إلا فهو استدراج , و يضربون على هذا مثل
الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء: أمطري ,
فتمطر و للأرض: أنبتي نباتك فتنبت , و غير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة.
انتهى
وحسنه بن حجر في الإصابة
والله أعلم
ـ[ضعيف]ــــــــ[07 - 11 - 05, 08:46 ص]ـ
هذه القصة ذكرها السخاوي في المقاصد الحسنة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 11 - 05, 02:43 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=49489#post49489
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=49641#post49641
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10986#post10986
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=50551#post50551
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[22 - 02 - 10, 11:50 م]ـ
بارك الله في الجميع
- هذه القصة مشهورة عند أهل العلم
ليس عند أهل السير والمغازي والأنساب والتاريخ والتراجم فحسب
وقد ذكرها غير واحد من كبار علماء السير والمغازي
كابن إسحاق والواقدي وسيف وغيرهم من المعتنيين بالسير
وتناقلها العلماء من غير إنكار كالبلاذري وابن قتيبة وابن عبد البر والبيهقي وابن الجوزي وابن الأثير وابن تيمية وابن القيم وغيرهم
وله طرق يشد بعضها بعضا كما قال ابن كثير وعبد الكريم الحلبي
وإذا اجتمع أهل السيرة على شيء فهو صحيح خاصة إذا لم يوجد فيه ما ينكر
وهذه القصة موافقة لحديث إن يكن في هذه الأمة ملهمين ....
ومنهج الحكم على أخبار السير والمغازي ليس كمنهج الحكم على أحاديث الأحكام والعقائد
وأن المرفوعات ليست كالموقوفات في الحكم عليها عند أهل الحديث
وأن أحاديث الأحكام والحلال والحرام ليست كأحاديث الزهد والرقاق
ومن خلط بين هذه الأبواب في الحكم والمنهج
وجعل لهما حكما ومنهجا واحد فقد أخطأ خطأ فادحا وخالف أهل هذه الفنون
والأدلة على ذلك مبسوطة في مظانها
- نعم إذا طبقنا منهج المحدثين على أحاديث الحلال والحرام من المرفوعات على هذه القصة حكمنا بضعفها من أجل التفرد
فابن عجلان مع كونه متفرد عن إمام مكثر له أصحاب
هو مضطرب الحديث عن نافع كما قال القطان
لكن منهج المحدثين التفريق بين أخبار هذه الأبواب كما ذكرت آنفا
على سبيل المثال لا الحصر نقل أبو الفضل عباس بن محمد الدوري عن أحمد بن حنبل قال: " أما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث " كأنه يعني المغازي ونحوها " فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا " , وقبض أبو الفضل أصابع يده الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام.
- وعليه فهذا الحديث مشهور عند أهل العلم عامة وعند أهل الفن (السير والمغازي) خاصة فيجب قبوله والحكم بصجته والله أعلم
فكيف إذا أضفنا إلى ذلك أنه مروي بعدة طرق غير ما ذكره أهل السير
وكيف إذا أضفنا أيضا تلقى واحتجاج أهل العلم (من علماء الأنساب والتراجم وغيرهم) بها
والله أعلم