(( ... وتوفي من آخر ذلك اليوم)) زيادةٌ غريبة؟؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[06 - 11 - 05, 11:30 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الذهبي: ((أخبرنا إسماعيلُ بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو مُحمد عبدُ الله بن أحمد الفقيه، أخبرنا أبو المكارم المُباركُ بن مُحمد، أخبرنا أبو عالب محمد بن الحسن، أخبرنا عثمانُ بن محمد، أخبرنا أبو بكر الشافعيُّ، حدثنا بِشرُ بن موسى، حدثنا الُحميديُّ، أخبرنا سُفيانُ، عن الزُّهريِّ، أنه سَمع أنسَ بن مالك يقولُ: آخرُ نظرةٍ نظرتُها إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كَشَف السِّتارةَ يومَ الاثنين والناسُ صفوفٌ خلفَ أبي بكر، فلما رأوهُ كأنَّهم تحرَّكوا، فأشار إليهم رَسولُ الله أنِ امضوا، فنظرتُ إلى وجهه كأنه ورقةُ مُصحفٍ، وأَلقَى السِّجفَ، وتُوفي من آخر ذلك اليوم.
متفقٌ عليه. ورواه مسلمٌ عن الحُلواني وعبدٍ عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح، عن الزُّهري.
وقوله: وتُوفي من آخِر ذلك اليوم، غَريبٌ، إنما المحفوظُ أنه تُوفي في أوائِل النهار قَبلَ الظُّهر يوم الاثنين)) (14/ 619 - 620).
قلت الحديث أخرجه البخاري في ثلاثة مواضع:
(1) باب: هل يلتفت لأمر ينزل به أو يرى شيئًا أو بصاقا قي القبلة وقال سهل: التفت أبو بكر رضي الله عنه فرأى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البخاري: ((حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا ليث بن سعد عن عقيل عن بن شهاب قال أخبرني أنس قال: بينما المسلمون في صلاة الفجر لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم صفوف، فتبسم يضحك ونكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه ليصل له الصف، فظن أنه يريد الخروج وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فأشار إليهم أتموا صلاتكم، فأرخى الستر وتوفي من آخر ذلك اليوم)).
(2) باب: من رجع القهقري في صلاته أو تقدم بأمر ينزل به رواه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البخاري: ((حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله قال يونس قال الزهري أخبرني أنس بن مالك: أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الإثنين وأبو بكر رضي الله عنه يصلي بهم ففجأهم النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة رضي الله عنها فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك فنكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحًا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين رأوه فأشار بيده أن أتموا ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفى ذلك اليوم)).
(3) باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وقول الله تعالى: إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون.
قال البخاري: ((حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن بن شهاب قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه ثم أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الإثنين وأبو بكر يصلي لهم لم يفجأهم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة فقال أنس وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر)).
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: ((قوله وتوفى من آخر ذلك اليوم يخدش في جزم بن إسحاق بأنه مات حين أشتد الضحى ويجمع بينهما بأن إطلاق الآخر بمعنى ابتداء الدخول في أول النصف الثاني من النهار وذلك لزوال واشتداد الضحى يقع قبل الزوال ويستمر حتى يتحقق زوال الشمس وقد جزم موسى بن عقبة عن بن شهاب بأنه صلى الله عليه وسلم مات حين زاغت الشمس وكذا لأبي الأسود عن عروة فهذا يؤيد الجمع الذي أشرت إليه)).
ولكن الذي أثار انتباهي أن البخاري لم يذكرها - أي زيادة: وتوفى من آخر ذلك اليوم - في باب (مرض النبي صلى الله عليه وسلم) وهو أولى مكان تذكر فيه.
السؤال: هل من الممكن أن تكون تلك الزيادة غريبة بالفعل عند البخاري وذكرها في غير هذا الباب لدلالة على غرابتها؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[08 - 11 - 05, 12:18 ص]ـ
للرفع والمدارسة
ـ[السدوسي]ــــــــ[08 - 11 - 05, 03:33 ص]ـ
أخي الفاضل:
بالنظر إلى الرواة عن الزهري نجد أن الأكثر على خلاف ماذكرت
فقد جاء الحديث من طريق شعيب عن الزهري عند البخاري
ومعمر عند ابن حبان وأبي عوانة والآجري في الشريعة
وابن جريج عند الامام أحمد وأبي عوانة
وصالح بن كيسان عند مسلم وقال عقبه: وحديث صالح أتم وأشبع.
ويونس عند البخاري وقد ذكرتها أنت
وسفيان بن حسين في جزء حديث خيثمة بن سليمان
وهؤلاء رووه بلفظ (وتوفي ذلك اليوم)
ورواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق عقيل قال أخبرني محمد بن مسلم عن أنس .... وفيه فتوفي في ذلك اليوم .. قال ابن خزيمة عقيبه: هذا حديث محمد بن عزيز وهو أحسنهم سياقا وأتمهم حديثا.
ولاشك أخي الفاضل أن رواية هؤلاء- وهم الأكثر - مقدمة على رواية من خالف وأشهرهم فيما أعلم سفيان بن عيينة عن الزهري.
وفقك الله للخير.