تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب لا يفوتكم يا أهل الحديث (للمتخصصين والمدققين فقط)!]

ـ[ابن معين]ــــــــ[05 - 10 - 03, 06:23 ص]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فإن من نفائس كتب المحدثين، ومن نوادر دررهم، وغوالي أسفارهم: كتاب التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة.

وهو كتاب إن شئت في تراجم الصحابة وسياق بعض أحاديثهم فهو كذلك، وإن شئت أن تعده من كتب الجرح والتعديل، وإن شئت في السيرة النبوية فهو في كل ذلك قد عد!

وهذا الكتاب يمتاز بمزايا عديدة منها:

_كثرة النقول عن الأئمة المتقدمين كيحيى القطان وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني ووالده أبي خيثمة وغيرهم.

_وفيه أيضاً بيان علل بعض الأحاديث واختلاف الطرق.

وهذا الكتاب قال عنه الخطيب البغدادي: (ما رأيت أغزر فوائد منه) وحسبك بها من شهادة!

ومع عظيم قدر هذا الكتاب عند أهل العلم وجليل منزلته عند المحدثين خاصة، إلا أنه فقد منه أجزاء كثيرة _ ولا حول ولا قوة إلا بالله _ ولم يصل إلينا منه إلا قطع يسيرة مفرقة الأجزاء.

وقد وجد من مخطوطات هذا الكتاب أربع قطع:

الأولى: قطعة محفوظة في المكتبة المحمودية، وتقع في 22ورقة.

والثانية: قطعة محفوظة في المكتبة الكتانية وصورة منها في الخزانة العامة بالرباط، وصورة أيضاً في مكتبة الجامعة الإسلامية، وتقع في 11ورقة.

والثالثة: قطعة محفوظة في مكتبة القرويين بفاس، وتقع في 199ورقة.

والرابعة: قطعة محفوظة في الخزانة العامة بالرباط، وعنها صورة في مكتبة الجامعة الإسلامية وتقع في 200 ورقة تقريباً.

وقد كتب على الورقة الأولى منها (المعجم الكبير للطبراني!!).

ومع أهمية هذا الكتاب إلا أنه لم يطبع منه إلا جزء يسير يتعلق بأخبار المكيين في رسالة علمية لدرجة الماجستير في مجلد واحد، وكانت بتحقيق إسماعيل حسن حسين، نشر دار الوطن عام 1418هـ.

وقد اعتمد المحقق في تحقيقه على نسخة مكتبة القرويين _ وهي القطعة الثالثة للكتاب _، فحقق جزءاً من هذه النسخة وليس كلها، والجزء الذي حققه مما يتعلق بتاريخ المكيين ليس يوجد في القطع الأخرى.

ثم رأيت بحمد الله تعالى _ قبل أيام يسيرة _ هذا الكتاب وقد حقق منه جزء كبير مما وجد، وهو بتحقيق صلاح فتحي هلل في أربعة مجلدات (والرابع مختص بالفهارس)، نشر دار الفاروق الحديثة بمصر، وقد اعتمد في تحقيقه على نسختين خطيتين فقط وهما القطعة الأولى والثالثة من قطع الكتاب.

ويظهر أن المحقق لم يطلع على باقي نسخ الكتاب، إذ لم يذكر إلا وقوفه على هاتين النسختين فقط.

وقد وقفت بحمد الله على القطعة الرابعة للكتاب، وهي تمثل أجزاء أخرى من الكتاب، وكنت أتمنى إطلاع المحقق عليها حتى يدخلها في تحقيقه، لكن أسأل الله أن ييسر إيصالها إليه حتى تكتمل الفائدة.

وهذه النسخة الأخيرة المحققة تتضمن أيضاً أخبار المكيين الذي حققه إسماعيل حسن لأنهما اعتمدا على القطعة الثالثة التي قدمت الكلام عنها.

ويقع ما يتعلق بـ (أخبار المكيين) في النسخة المحققة الأخيرة في: المجلد الأول (140_297) لمن أراد المقارنة بين المطبوعتين.

وقد قارنت بين التحقيقين في هذا الجزء فقط (وهو أخبار المكيين) _ ولم أستوف النظر كله فيه _ فرأيت فروق كثيرة!

وأضرب أمثلة على ذلك، وسوف أشير إلى الطبعة المفردة لأخبار المكيين بـ (ط إسماعيل)، وإلى الطبعة الأخرى بـ (ط صلاح):

1_ في (ص111رقم 16) من ط إسماعيل: زيادة مقحمة في الإسناد وهي: (عن يزيد بن الهاد عن أبي بكر عن عبدالله)، وليست هذه الزيادة في ط صلاح، ولعل نظر المحقق الأول انتقل إلى الإسناد السابق لهذا الإسناد!

2_ في (ص125رقم 28) من ط إسماعيل: (عن السولي). وفي ط صلاح: (عن السلولي).

3_ في (ص 149رقم 148) من ط إسماعيل: (أخرج الأثرم)، وفي ط صلاح: (أخبرني الأثرم).

4_ في (ص 165رقم 70) من ط إسماعيل: (المسلمي)، وفي ط صلاح: (المسلي).

5_ في (ص 172رقم 78) من ط إسماعيل: (قال نا ابن فليح) وفي ط صلاح: (نا إبراهيم)!!

ولا أدري كيف اختلفت القراءتان لكلمة واحدة بهذا النحو!!

6_ في (ص 179رقم 87) من ط إسماعيل (عن أبي الحجاج) وفي ط صلاح: (عن أبي الجحاف).

هذه أبرز الفروق التي وجدتها حين قارنت بين التحقيقين من أولهما إلى هذا الموضع.

وقد قارنت بينهما في آخر الكتاب فوجدت سقطاً في ط إسماعيل مقداره خمسة أسطر تقريباً!!

ففي (ص 430رقم 460) من ط إسماعيل: سقط بعد آخر المتن قوله:

(قال سفيان: وهذا أصح حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا يعني الصرف.

سمعت .. يقول: سمعت سفيان يقول: سمعت الزهري يقول: سمعت مالك بن أوس بن الحدثان يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. ثم ذكر الحديث).

والذي يظهر لي من النظر السريع بين التحقيقين أن التحقيق الأخير أجود من الأول في ضبط النص، مع أن المحقق الأول ذكر أنه عرض ما نسخه على النسخة الأصلية للمخطوط بعد أن رحل إلى المغرب!

ومما تمتاز به النسخة المحققة الأخيرة محاولة ملأ البياضات والفراغات الموجودة في المخطوط من خلال الرجوع إلى ما نقله أهل العلم عن هذا الكتاب.

فهذا كتاب ثمين من كتب المحدثين، ونادرة من نوادر أسفار المتقدمين، رغبت في عرضه إليكم لعلي أكون داخلاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)!

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير