تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[قاهر الفتن]ــــــــ[24 - 11 - 05, 06:40 م]ـ

جزاك الله خيرًا أخي الحبيب,

ولي عودة إن شاء الرّحمن

وأسأل الله أن يوفّقنا وإيّاك لما يحبّه الله ويرضاه

ـ[قاهر الفتن]ــــــــ[24 - 11 - 05, 08:26 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الحبيب قاهر البفتن حفظه الله:

لقد أرسلت رسالتي لك حفظك الله قبل قرائتي مقالك قبيل قليل وأزيد و أقول بل لعلك خيرنا ولا نزكيك على الله ولعلك أعلمنا واناس مع تباعد الديار ونئي البلاد جهل اناس أحبة السنة وأنصار التوحيد.

فلا تجد في نفسك علي شئيا فالذي قلته على باب الافتراظ لا على باب الحكم.

لا أبدًا يا أخي العزيز.

جُزيتَ خيرًا وز زُوِّجت بكرًا .... وأن ممتنٌّ جدًا لوجودك ...

وأتبعته بالنصيحة لأنك أعلم الناس بنفسك كما قال الله تعالى (بل الإنسان على نفسه بصيرة).

وأما جوابا على سؤالك: أقول بين يديه.

لا يبنى على هذا اللسؤال أو الجواب فيما يبدو لي أي مسألة نقدية وذلك أن الفتنة الحاصلة كانت بين الكرام وقاعدة أهل السنة منها معلومة يكفي بها قول من قال (تلك فتنة وقى الله سيوفنا منها أفلا نقي ألسنتا منها).

أتّفق معك في هذا, وأنا مؤمنٌ بهذا القول,

ولكن عند محاورة مثل هؤلاء, وما إن تُطرَح مثل هذه الشّبهات, فلابدّ من الرّد عليها, وأسأل الله أن يعينني ويوفّقني وإيّاك لما يحبّه الله ويرضاه

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهايةفي سنة تسع وثلاثين (ومنع اكثر تلك النواحي خراجهم ولا سيما اهل فارس فإنهم تمردوا وأخرجوا عاملهم سهل بن حنيف كما تقدم في العام الماضي من بين أظهرهم فاستشار علي الناس فيمن يوليه عليهم فأشار ابن عباس وجارية ... فقال علي هو لها ... )

عفوًا أخي النّص هنا كاملاً هو كالآتي

وفي هذه السنة ولي علي بن أبي طالب زياد بن أبيه على أرض فارس وكانوا قد منعوا الخراج والطاعة وسبب ذلك حين قتل ابن الحضرمي وأصحابه بالنار حين حرقهم جارية بن قدامة في تلك الدار كما قدمنا فلما اشتهر هذا الصنيع في البلاد تشوش قلوب كثير من الناس على علي واختلفوا على علي ومنع أكثر أهل تلك النواحي خراجهم ولا سيما أهل فارس فانهم تمردوا وأخرجوا عاملهم سهل بن حنيف كما تقدم في العام الماضي من بين أظهرهم فاستشار على الناس فيمن يوليه عليهم فأشار ابن عباس وجارية بن قدامة أن يولى عليهم زياد بن أبيه فانه صليب الرأي عالم بالسياسة فقال علي هو لها فولاه فارس وكرمان وجهزه إليهما في أربعة آلاف فارس فسار إليها في هذه السنة فدوخ أهلها وقهرهم حتى استقاموا وأدوا الخراج وما

فنفهم من هذا النّص أنّ الذي وُلّيَ فارس هو زياد بن أبيه ....

وقال الواقدي وفي هذه السنة علي بن ابي طالب عبد الله بن عباس على الموسم ... - 322 - قال ابن جرير وفي هذه السنة خرج ابن عباس من البصرة غلى مكة وترك العمل في قول عامة اهل العلم وقد انكر ذلك بعضهم وزعم انه لم يزل عاملا على البصرة حتى صالح علي معاوية).

أما إذا كنت تقصد ما بعده من تهمة ابن عباس رضي الله عنه.

فعليك أولا النظر في الإسناد الذي رواه ابن جرير لتتحقق من صحته.

ثانيا: أن متن هذ القصة ينقض بعضها بعضا ,ذلك باتهام عالم بإمام.

وذلك أن أبا الأسود الدؤلي من القراء وابن عباس رضي الله عنه من القراء بل هوشيخهم بعد أبي موسى وغيرهم والتناصح بينهم أولى من التهم.

كما أن هذه القصة تهمة لأبي الأسود لا لابن عباس رضي الله عنه.

وذلك لسببين: أن القصة تزعم أن أبا الأسود لم يكلم عليا رضي الله عنه إلا بعد خلاف شخصي وهذا يعني تبعا للقصة لو كان صادقا لأخبر أول ما علم ولم يرتب على كشف الفساد نصرة شخصه واتباعه لهواه.

صدقت أخي كما تبيّن من الرّواية:

ثم ذكر ابن جرير سبب خروج ابن عباس عن البصرة؛ زذلك أنه كلم أبا الأسود الدؤي -وكان قاضيا عليا- بكلام فيه غض من أبي الأسود، فكتب أبو الأسود إلى علي يشكو إليه ابن عباس وينال من عرضه؛ بأنه تناول شيئا من أموال الناس من بيت المال فبعث علي إلى ابن عباس فعاتبه في ذلك، وحرر عليه القضية فغضب ابن عباس من ذلك وكتب إلى علي ابعث إلى عملك من أحببت فإني ظاعن عنه والسلام. ثم سار ابن عباس إلى مكة مع أخواله بني هلال وتبعتهم قيس كلها وقد أخذ شيئا من بيت المال مما كان اجتمع له من العمالة والفيء، ولما سار تبعه أقوام أخر فلحقهم بنو تميم وأرادوا ردهم ومنعهم من المسير فكان بينهم بعض قتال، ثم تحاجزوا ودخل ابن عباس مكة.

الثانية: أخبرت القصة ردة فعل ابن عباس رضي الله عنه وهو رفضه للتهمة وتركه لعمله وهذا لا يكون إلا ممن يكذّب ما اتهم فيه.

بل والغريب أن هذا الأمر فيه تهمة لعلي رضي الله عنه إذ لم يقم بالواجب الشرعي المنوط به وهذه تهمة له.

صدقت أخي أنا أحضّر الإجابة ووضعت هذه النّقطة في الحسبان ...

وما سيجاب به عن علي رضي الله عنه يمكن أن يجاب به عن ابن عباس رضي الله عنه.

ماذا تقصد هنا؟

وفي الختام: متن القصة يدل على تساقط كلام المتهم والمتهم على حد سواء بل وتتساقط أمور كثيرة بسببها وتفضي إلى تهمة الاثنين وإن كانت التهمة لأبي الأسود أكبر وإسقاط قوله أولى لعدم إقامة البينة.

إذ لوقامت لترتب عليها حكم شرعي لو ثبت لما توانا عن تطبيقه علي رضي الله عنه بل إن القصة تقول أن ابن عباس أخذ المال إلى مكة وهذا لا يخرج عن أحد أمرين:

الأول: إما أن يكون هذا المال لابن عباس فتركه علي له.

الثاني: أن لا يكون فكيف تركه وتركه تهمة لعلي في الدين والنفس.

أما في الدين لعدم تطبيق الحكم الشرعي وإعادة المال لمكانه وهو بيت المال وأهله وهم عامة المسلمين.

وفي نفسه لخشيته الناس أكثر من خشية الله.

وهذا كله باطل لم يكن أبدا من واحد ممن ذكرتهم القصة.

والله أعلم.

جزيت خيرًا أخي على هذه الإضافة المثرية والمفيدة,

وسأوافيك بالمستجدّات إن شاء الله,

إلى ذلك الحين, أودّ أن أسأل هل هناك كتب تنقد مذهب أو شبهات "العقلانيين" غير كتاب ابن تيمية رحمه الله (درء تعارض النّقل والعقل) ... ؟ وفي أيّ هذه الكتب تنصح؟

وأحسن الله إليكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير