[التعقبات الحديثية على مفتى مصر (علي جمعة)]
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[30 - 11 - 05, 02:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فلا يخفى عليكم الواقع المرير الذي تعايشه الأمة من اعتلاء أهل البدع المنابر وتصدرهم المجالس، حتى شاع وذاع صوتهم في كل حدب وصوب، وإلى الله المشتكى!
وقد تجلت لي فكرة هذا الموضوع - ألا وهو: التعقبات الحديثية على مفتي مصر - أثناء مشاهدتي للفقرة "الدينية" من برنامج ((البيت بيتك)) - الذي يستضيف المفتى علي جمعة مساء كل ثلاثاء وقبل ختام الفقرة يطلب مقدم البرنامج من الدكتور أن يُذَكِّر الناس بحديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. والدكتور علي جمعة معروف بعقيدته الفاسدة ونشره للبدع كما هو مسجل عنه في غير مرة، فأصبح تعقب هذا الرجل والرد عليه ردًا علميًا أمرًا ملحًا جدًا. وقد ذكر أحاديثًا ضعيفة في هذا البرنامج من قبل ولكني لم أنشط للرد عليه، والله المستعان.
وفي هذه المرة (ليلة الثلاثاء 27/ 10/1426 الموافق 29/ 11/2005)) قال المفتي علي جمعة - هداه الله -:
((قال رسول الله عليه وسلم: أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل. رواه البيهقي)).
قلت:
الحديث رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (2/ 556) رقم (2703)، قال رحمه الله: أخبرنا أبو عبدالرحمن السلمي وأبو الحسن محمد بن قالا ثنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن قريش ثنا الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم الترجماني ثنا سعد بن سعيد الجرجاني ثنا نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل. ورواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (12/ 125) رقم (12662) بإسناده إلى سعد بن سعيد الجرجاني أيضًا.
هذا الحديث تفرد به سعد بن سعيد هذا عن نهشل بن سعيد بن وردان.
قال العقيلي في الضعفاء (2/ 118): ((حدثنا آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال: سعد بن سعيد الجرجاني عن نهشل ولا يصح حديثه)).
قال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)) (3/ 179): ((ولا يصح حديثه يعني أشراف أمتي حملة القرآن)).
أما نهشل بن سعيد، فقد قال عنه البخاري كما في ((التاريخ الكبير)) (8/ 115): ((أحاديثه مناكير وهو نيسابوري، قال إسحاق بن إبراهيم [بن راهويه] كان نهشل كذابًا)) أ. هـ
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (8/ 496): ((سألت أبى عن نهشل الذي يروى عن الضحاك فقال ليس بقوي متروك الحديث ضعيف الحديث))، وقال: ((سئل أبو زرعة عن نهشل بن سعيد فقال: خراساني ضعيف)).
وقال أبو داود الطيالسي: ((نهشل كذاب)) (المصدر السابق).
وقال أبو زكريا يحيى بن معين: ((نهشل الخراساني الذي يروى عن الضحاك ليس بشيء)) (المصدر السابق).
وقال ابن حبان في ((المجروحين)) (3/ 52): ((كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يحل كتابة حديثه الا على جهة التعجب)).
وقال النسائي: ((متروك الحديث)) وقال في موضع آخر: ((ليس بثقة ولا يكتب حديثه))، انظر: ((تهذيب التهذيب)) (10/ 427).
وقد ورد تضعيف هذا الحديث عن بعض الحفاظ الأكابر، منهم:
(1) البخاري كما ورد في ((الضعفاء)) للعقيلي (2/ 118).
(2) وابن عدي في الكامل وقال بعد ذكر جملة من الأحاديث التي رواها نهشل من سعيد ومنها حديثنا هذا: ((وهذه الأحاديث كلها غير محفوظة)).
(3) والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7/ 161) وقال: ((رواه الطبراني وفيه سعد بن سعيد الجرجاني وهو ضعيف)).
(4) وابن القيسراني في ((ذخيرة الحفاظ)) (1/ 406) وقال: (([فيه] نهشل بن سعيد ليس بشيء [وروي من طريق] سعد الجرجاني وهو ضعيف)).
(5) وقال الألباني في ((السلسة الضعيفة (2416) و ((ضعيف الجامع)) (872): ((موضوع))، وقال في ((مشكاة المصابيح)) (1195): ((إسناده ضعيف جدًا)).
وكان يمكن للمفتي - هداه الله - أن يذكر الأحاديث الصحيحة ففيها الكفاية، ومنها:
(1) ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين رجلين من قتلى أحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن. فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، فقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة. فأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يغسلهم)) رواه البخاري (1353).
(2) ((لا حسد إلا على اثنتين رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار)) رواه البخاري (4637).
(3) ((إن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه)) رواه مسلم (1260).
وغير ذلك مما صح واعتمده أهل العلم المعتبرين.
أقول: هذا الموضوع مفتوح لكل من أراد أن يتعقب مفتي مصر حديثيًا، نسأل الله عز وجل أن يرده إلى الحق ردًا جميلًا.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 06:36 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
جزاكم الله خيرا ...
¥