[حديث "داووا مرضاكم بالصدقة" تخريج موسع للحديث، وحكايات والأخبار فيه]
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - 11 - 05, 08:47 م]ـ
الحمد لله، طلب مني أحد مشايخي الأجلاء أن أبحث له عن صحة حديث: «داوُوا مرضاكم بالصدقة»، وما يتصل به من حكايات وأخبار، فأقول مستعيناً بالله تعالى:
رُوي الحديث عن جماعة من الصحابة:
1 - حديث ابن مسعود مرفوعا:
رواه العسكري (كما في المقاصد الحسنة رقم 413) والطبراني في المعجم الكبير (10/ 128 رقم 10196) والأوسط (2/ 274 رقم 1963) وفي الدعاء (2/ 806 رقم 48) وابن عدي (6/ 341) وأبونعيم في الحلية (2/ 104 و4/ 237) والخطيب (6/ 334 و13/ 20) -ومن طريقهما ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 2 رقم 815) - والقضاعي في مسند الشهاب (691) والبيهقي في السنن (3/ 382) وإسماعيل التيمي الأصبهاني في الترغيب (565) وأبوالغنائم النرسي في فوائد الكوفيين (25/أ كما في الضعيفة 3492) وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (6) والشجري في أماليه (1/ 224) وابن العديم في بغية الطلب (3/ 1497) كلهم من طريق موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداوُوا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء دعاء».
قال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن الحكم إلا موسى، وبنحوه قال ابن عدي والخطيب وابن الجوزي، وكذا نقل البيهقي عن الحاكم، وكذا قال محمد بن سعدون الاندلسي (آخر علل صحيح مسلم لابن عمار الشهيد 145)، وقال أبونعيم في الموضع الثاني: غريب من حديث الحكم وإبراهيم، تفرد به موسى.
وموسى متروك، وكذّبه أبوحاتم. (كما في الميزان 4/ 215 وغيره)
وبه أعله ابن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ (2676) والذهبي في السير (4/ 51) وفي مهذب سنن البيهقي (3/ 1314 رقم 5857) وابن مفلح في الفروع (2/ 144) والهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 64) والألباني في الضعيفة (3492)، وقال ابن الجوزي: لا يصح، وكذلك حكم النووي في خلاصة الأحكام (3249).
تنبيه: عزاه المناوي للبيهقي في السنن من حديث ابن مسعود، فاستدرك عليه الغماري في المداوي (4/ 7) قائلا: وأما عزو الشارح له إلى البيهقي في السنن فذاك من تهوراته وأوهامه، بل هو عند البيهقي في شعب الإيمان. ا. هـ قلت: بل هو في سنن البيهقي كما تقدم، وحديث ابن مسعود ليس في الشعب!
2 - حديث عبادة بن الصامت:
رواه الطبراني في الدعاء (2/ 801 رقم 34) ومسند الشاميين (1/ 34 رقم 18) –ومن طريقه ابن عساكر (40/ 164) - من طريق هشام بن عمار، نا عراك بن خالد بن يزيد، نا أبي، سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت، قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في الحطيم بمكة، فقيل: يا رسول الله، أُتي على مال أبي فلان بسيف البحر فذهب به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تلف مال في بحر ولا بر إلا بمنع الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ما نزل يكشفه، وما لم ينزل يحبسه».
قال أبوحاتم الرازي في العلل (1/ 220 - 221 رقم 640): هذا حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث، وأبوه خالد بن يزيد أوثق منه، وهو صدوق.
وقال الطبراني في الشاميين: إن إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع من عبادة بن الصامت.
وذكره الألباني في الضعيفة (575)، وقال: منكر.
قلت: سنده شديد الضعف.
3 - حديث ابن عمر:
رواه البيهقي في الشعب (7/ 156 رقم 3278 السلفية، 3/ 282 رقم 3556 العلمية) وابن الديلمي في مسند الفردوس (2/ 140 كما في الضعيفة 3591) من طريق محمد بن يونس الكديمي، نا بدل بن المحبر، نا هلال بن مالك [الهزاني]، عن يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: «تصدقوا، وداووا مرضاكم بالصدقة، فإن الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعمالكم وحسناتكم».
اللفظ للبيهقي، وقال عقبه: هذا منكر بهذا الإسناد، ونقله مُقراً له: السخاوي في المقاصد الحسنة (413) فمن بعده.
وقال الألباني: هذا موضوع، آفته محمد بن يونس الكديمي؛ فإنه متهم بالوضع.
قلت: وهلال بن مالك لم أجد له ترجمة.
¥