تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[05 - 12 - 05, 02:29 ص]ـ

للفائدة .. قال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة:

«فضل عليّ وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم ولله الحمد من طرق ثابتة، أفادتنا العلم اليقيني، لا يحتاج معها إلى كذب ولا إلى مالا يعلم صدقه، وحديث رد الشمس له قد ذكره طائفة: كالطحاوي والقاضي عياض وغيرهما، وعدوا ذلك من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.

لكن المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع، كما ذكره ابن الجوزي في كتاب الموضوعات، فرواه من كتاب أبي جعفر العقيلي في الضعفاء: من طريق عبيد الله بن موسى عن فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحي إليه ورأسه في حجر عليّ؛ فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صليت يا علي؟ قال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فقالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت، قال أبو الفرج: وهذا حديث موضوع بلا شك، وقد اضطرب الرواة فيه: فرواه سعيد بن مسعود عن عبيد الله بن موسى عن فضيل بن مرزوق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن الحسين عن فاطمة بنت علي عن أسماء، قال: وفضيل بن مرزوق ضعفه يحيى وقال أبو حاتم بن حبان يروي الموضوعات ويخطيء على الثقات، قال أبو الفرج: وهدا الحديث مداره على عبيد الله بن موسى عنه.

قلت: والمعروف أن سعيد بن مسعود رواه عن عبيد الله بن موسى عن فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء، ورواه محمد بن مرزوق عن حسين الأشقر عن علي بن عاصم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن الحسين عن فاطمة بنت علي عن أسماء كما سيأتي ذكره، قال أبو الفرج: وقد روى هذا الحديث ابن شاهين: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي حدثنا عبد الرحمن بن شريك حدثني أبي عن عروة بن عبد الله بن قشير قال دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب فحدثتني أن أسماء بنت عميس حدثتها أن علي بن أبي طالب .. ، وذكر حديث رجوع الشمس، قال أبو الفرج: وهذا حديث باطل: أما عبد الرحمن بن شريك فقال أبو حاتم هو واهي الحديث قال وأنا لا أتهم بهذا الحديث إلا ابن عقدة فإنه كان رافضيا يحدث بمثالب الصحابة، قال أبو أحمد بن عدي الحافظ: سمعت أبا بكر بن أبي طالب يقول ابن عقدة لا يتدين بالحديث كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب يسوى لهم نسخا ويأمرهم أن يرووها وقد بينا ذلك منه في غير نسخة، وسئل عنه الدارقطني فقال رجل سوء، قال أبو الفرج: وقد رواه ابن مردويه من حديث داود بن فراهيج عن أبي هريرة، قال: وداود ضعيف ضعفه شعبة، قلت: فليس في هؤلاء من يحتج به فيما دون هذا.

وأما الثاني ببابل فلا ريب أن هذا كذب، وإنشاد الحميري لا حجة فيه؛ لأنه لم يشهد ذلك، والكذب قديم فقد سمعه فنظمه وأهل الغلو في المدح والذم ينظمون ما لا تتحقق صحته لا سيما والحميري معروف بالغلو.

وقد أخرجا في الصحيحين عن أبي هريرة قال: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة يريد أن يبني بها ولما يبنِ ولا رجل قد بنى بيتا ولم يرفع سقفه ولا رجل اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها، قال: فغزوا، فدنا من القرية حتى صلى العصر قريبا من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور؛ اللهم احبسها عليّ شيئا، فحسبت عليه حتى فتح الله عليه .. الحديث، فإن قيل: فهذه الأمة أفضل من بني إسرائيل، فإذا كانت قد ردت ليوشع فما المانع أن ترد لفضلاء هذه الأمة؟ فيقال: يوشع لم ترد له الشمس، ولكن تأخر غروبها، طول له النهار، وهذا قد لا يظهر للناس؛ فإن طول النهار وقصره لا يدرك، ونحن إنما علمنا وقوفها ليوشع بخبره صلى الله عليه وسلم، وأيضا لا مانع من طول ذلك لو شاء الله لفعل ذلك، لكن يوشع كان محتاجا إلى ذلك؛ لأن القتال كان محرما عليه بعد غروب الشمس لأجل ما حرم الله عليهم من العمل ليلة السبت ويوم السبت، وأما أمة محمد فلا حاجة لهم إلى ذلك ولا منفعة لهم فيه؛ فإن الذي فاتته العصر إن كان مفرطا لم يسقط ذنبه إلا بالتوبة ومع التوبة لا يحتاج إلى رد، وإن لم يكن مفرطا كالنائم والناسي فلا ملام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير