تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعبد الله بن الحسن لم يحدث بهذا قط وهو كان أجل قدرا من أن يروي مثل هذا الكذب ولا أبوه الحسن روى هذا عن أسماء وفيه ما أنزل الله في علي في كتابه أعظم من رد الشمس شيئا، ومعلوم أن الله لم ينزل في علي ولا غيره في كتابه في رد الشمس شيئا، وهذا الحديث إن كان ثابتا عن عمرو بن ثابت الذي رواه عن عبد الله فهو الذي اختلقه؛ فإنه كان معروفا بالكذب، قال أبو حاتم بن حبان: يروى الموضوعات عن الأثبات، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون، وقال النسائي: متروك الحديث.

قال المصنف: وأما رواية أبي هريرة فأنبأنا عقيل بن الحسن العسكري حدثنا أبو محمد صالح بن أبي الفتح الشناسي حدثنا أحمد بن عمرو بن حوصاء حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه قال حدثنا داود بن فراهيج عن عمازة بن فرو عن أبي هريرة رضي الله عنه وذكره، قال المصنف: اختصرته من حديث طويل.

قلت: هذا إسناد مظلم لا يثبت به شيء عند أهل العلم بل يعرف كذبه من وجوه، فإنه وإن كان داود بن فراهيج مضعفا كان شعبة يضعفه وقال النسائي: ضعيف الحديث، لا يثبت الإسناد إليه؛ فإن فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو الذي رواه عنه وعن عمارة، قال البخاري: أحاديثه شبه لا شيء وضعفه جدا، وقال النسائي: متروك ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: منكر الحديث جدا، وقال أحمد: عنده مناكير، وقال الدارقطني: ضعيف، وإن كان حدث به إبراهيم بن سعيد الجوهري فالآفة من هذا، وإن كان يقال إنه لم يثبته لا إلى إبراهيم بن سعيد الجوهري ولا إلى ابن حوصاء؛ فإن هذين معروفان وأحاديثهما معروفة قد رواها عنهما الناس؛ ولهذا لما روى ابن حوصاء الطريق الأول كان الإسناد إليه معروفا عنه رواه بالأسانيد المعروفة لكن الآفة فيه ممن بعده، وأما هذا فمن قبل ابن حوصاء لا يعرفون، وإن قدر أنه ثابت عنه فالآفة بعده.

وذكر أبو الفرج بن الجوزي أن ابن مردويه رواه من طريق داود بن فراهيج وذكر ضعف ابن فراهيج ومع هذا فالإسناد إليه فيه الكلام أيضا.

قال المصنف: وأما رواية أبي سعيد الخدري فأخبرنا محمد بن إسماعيل الجرجاني كتابه أن أبا طاهر محمد بن علي الواعظ أخبرهم أنبأنا محمد بن أحمد بن منعم أنبأنا القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر حدثني أبي عن أبيه محمد عن أبيه عبد الله عن أبيه محمد عن أبيه عمر قال قال الحسين بن علي سمعت أبا سعيد الخدري يقول دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأسه في حجر علي وقد غابت الشمس فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا علي صليت العصر قال لا يا رسول الله ما صليت كرهت أن أضع رأسك من حجري وأنت وجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع يا علي أن ترد عليك الشمس فقال علي يا رسول الله ادع أنت أومن قال يا رب إن عليا في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس قال أبو سعيد فوالله لقد سمعت للشمس صريرا كصرير البكرة حتى رجعت بيضاء نقية.

قلت: هذا الإسناد لا يثبت بمثله شيء، وكثير من رجاله لا يعرفون بعدالة ولا ضبط ولا حمل للعلم ولا لهم ذكر في كتب العلم، وكثير من رجاله لو لم يكن فيهم إلا واحد بهذه المنزلة لم يكن ثابتا، فكيف إذا كان كثير منهم أو أكثرهم كذلك ومن هو معروف بالكذب مثل عمرو بن ثابت.

وفيه أنه كان وجعا وأنه سمع صوتها حين طلعت كصرير البكرة وهذا باطل عقلا ولم يذكره أولئك، ولو كان مثل هذا الحديث عن أبي سعيد مع محبته لعليّ وروايته لفضائله لرواه عنه أصحابه المعروفون، كما رووا غير ذلك من فضائل عليّ مثل رواية أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الخوارج قال: تقتلهم أولى الطائفتين بالحق، ومثل روايته أنه قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية، فمثل هذا الحديث الصحيح عن أبي سعيد بين فيه أن عليا وأصحابه أولى بالحق من معاوية وأصحابه، فكيف لا يروى عنه مثل هذا لو كان صحيحا؟ ولم يحدث بمثل هذا الحسين ولا أخوه عمر ولا علي ولو كان مثل هذا عندهما لحدث به عنهما المعروفون بالحديث عنهما فإن هذا أمر عظيم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير