تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أريد صحة حديث النظر إلى موضع سجوده في الصلاة]

ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[15 - 12 - 05, 02:33 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما صحة هذا الحديث؟

عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله: أن عائشة كانت تقول: عجبا للمرء المسلم إذا دخل الكعبة كيف يرفع بصره قبل السقف يدع إجلالا لله و إعظاما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها

وإن كان الحديث ضعيفا فهل يوجد حديث صحيح يدل على أن ننظر إلى موضع السجود في الصلاة حال القيام؟

وجزاكم الله خيرا

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 12 - 05, 03:38 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

وفقك الله ... ونفع بك.

ما روي عن السيدة الحصان الرزان أمنا عائشة - رضي الله عنها - أخرجه ابن خزيمة - رحمه الله - والحاكم في مستدركه وصححه ... ولكن رأيت العيني - رحمه الله - ينقل عن ابن أبي حاتم عن أبيه - رحمهما الله - أنه قال: منكر .... فلعل أهل الحديث الغر الميامين يفيضون في بيان درجته ... فإن لم يفعلوا - وما أراهم يقصرون - تكلم مثلي بعد حين - إن شاء الله -.

وأما أقاويل الفقهاء الأماجد في هذا الأمر؛ فخلاف بينهم، قال العلامة الشيرازي في مهذبه: (وَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يَنْظُرَ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ لَمْ يَنْظُرْ إلَّا إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ}).

قال العلامة النووي في مجموعه شارحا قول الشيرازي: ((الشَّرْحُ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا غَرِيبٌ لَا أَعْرِفُهُ , وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ أَحَادِيثَ مِنْ رِوَايَةِ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ بِمَعْنَاهُ وَكُلُّهَا ضَعِيفَةٌ. (أَمَّا حُكْمُ الْمَسْأَلَةِ) فَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِ الْخُشُوعِ وَالْخُضُوعِ فِي الصَّلَاةِ وَغَضِّ الْبَصَرِ عَمَّا يُلْهِي وَكَرَاهَةِ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ وَتَقْرِيبِ نَظَرِهِ وَقَصْرِهِ عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ , ثُمَّ فِي ضَبْطِهِ وَجْهَانِ (أَصَحُّهُمَا) وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ الْمُصَنِّفُ وَسَائِرُ الْعِرَاقِيِّينَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ غَيْرِهِمْ أَنَّهُ يَجْعَلُ نَظَرَهُ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ فِي قِيَامِهِ وَقُعُودِهِ (وَالثَّانِي) وَبِهِ جَزَمَ الْبَغَوِيّ وَالْمُتَوَلِّي يَكُونُ نَظَرُهُ فِي الْقِيَامِ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ , وَفِي الرُّكُوعِ إلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ , وَفِي السُّجُودِ إلَى أَنْفِهِ , وَفِي الْقُعُودِ إلَى حِجْرِهِ ; لِأَنَّ امْتِدَادَ الْبَصَرِ يُلْهِي فَإِذَا قَصَرَهُ كَانَ أَوْلَى. وَدَلِيلُ الْأَوَّلِ أَنَّ تَرْدِيدَ الْبَصَرِ مِنْ مَكَان إلَى مَكَان يَشْغَلُ الْقَلْبَ وَيَمْنَعُ كَمَالَ الْخُشُوعِ , وَفِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فُرُوعٌ وَزِيَادَاتٌ سَنَبْسُطُهَا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ ذَكَرَهَا الْمُصَنِّفُ فِي آخِرِ بَابِ مَا يُفْسِدُ الصَّلَاةَ).

وللإمام مالك إمام الحديث والفقه والسنة - رحمه الله رحمة واسعة - رأي آخر في هذه المسألة لعلي أنشط لنقله قريبا ... فقد جاءني ما يشغلني عن العلم وأهله ... أعوذ بالله من عوائق الطلب والتحصيل ومجالسة أهل الحديث الكرام.

ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[15 - 12 - 05, 08:04 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 12 - 05, 01:53 م]ـ

بارك الله فيكم.

ومن الحنابلة من استدل بمرسل ابن سيرين، قال ابن ضويان صاحب "منار السبيل" في شرح سياق سنن الصلاة من "الدليل":

" (ونظره إلى موضع سجوده) لما روى ابن سيرين "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقلب بصره في السماء، فنزلت هذه الآية {الذين هم في صلاتهم خاشعون}، فطأطأ رأسه". رواه أحمد في الناسخ و المنسوخ وسعيد بن منصور في سننه بنحوه وزاد فيه: "وكانوا يستحبون للرجل أن لا يجاوز بصره مصلاهُ"، وهو مرسل" ا. هـ.

وأخرجه أبو داود في المراسيل (45)، والحاكم، والبيهقي.

وقد تكلم عليه الألباني - رحمه الله - في الإرواء (354)، ورجَّح إرسالَه، خلافًا لمن قال بوصله عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وهو ترجيح البيهقي وغيره.

لكنَّ بعض العلماء قوَّى مراسيل ابن سيرين، فنقل ابن عبد البر في التمهيد أن الجمهور على صحتها، وذكر ابن تيميَّة في المنهاج أنها من أصح المراسيل.

ثم عضد صاحب "المنار" ذلك بقوله: "قال أحمد: الخشوع في الصلاة أن ينظر إلى موضع سجوده"، فالنظر إلى موضع السجود معنى من معاني الخشوع الذي أُمر المصلِّي به.

قال ابن قدامة في "المغني" (2/ 8): (فصل: يستحب للمصلي أن يجعل نظره إلى موضع سجوده، قال أحمد - في رواية حنبل -: (الخشوع في الصلاة أن يجعل نظره إلى موضع سجوده)، وروي ذلك عن مسلمة بن يسار وقتادة، وحكي عن شريك أنه قال: (ينظر في حال قيامه إلى موضع سجوده، وفي ركوعه إلى قدميه، وفي حال سجوده إلى أنفه، وفي حال التشهد إلى حجره)، وقد روى أبو طالب العشاري في الأفراد قال: (قلت: يا رسول الله، أين أجعل بصري في الصلاة؟) قال: "موضع سجودك" قال: قلت: (يا رسول الله، إن ذلك لشديد، إن ذلك لا أستطيع)، قال: "ففي المكتوبة") ا. هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير