تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ ابْنُ قُولُوَيْهِ فِي «كَامِلِهِ»: حَدَّثَنِي أَبِي وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَجَمَاعَةُ مَشَايْخِي عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ القَمَّاطِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ مَوَالِيهِ: يَا فُلانُ، أَتَزُورُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ؟، قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي أَزُورُهُ بَيْنَ ثَلاثِ سِنِينَ أَوْ سَنَتَيْنِ مَرَّةً، قَالَ لَهُ ـ وهو مصفرُّ الوجه ـ: أَمَا وَاللهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، لَوْ زُرْتَهُ لَكَانَ أَفْضَلَ لَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ!، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أكَلُّ هَذَا الْفَضْلِ؟، فَقَالَ: نَعَمْ وِاللهِ، لَوْ أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ بِفَضْلِ زِيَارَتِهِ، وَبِفَضْلِ قَبْرِهِ لَتَرَكْتُمُ الْحَجَّ رَأْسَاً، وَمَا حَجَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ، وَيْحَكَ أَمَا تَعْلِمْ أَنَّ اللهَ اتَّخَذَ كَرْبَلاءَ حَرَمَاً آمِنَاً مُبَارَكَاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ مَكَّةَ حَرَمَاً؟، قَالَ ابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ: فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَى النَّاسِ حَجَّ الْبَيْتِ وَلَمْ يَذْكُرْ زِيَارَةَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَإِنَّ هَذَا شَيْء ٌجَعَلَهُ اللهُ هَكَذَا، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ أَبِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَيْثُ يَقُولُ: إِنَّ بَاطِنَ الْقَدَمِ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِ الْقَدَمِ، وَلَكِنَّ اللهَ فَرَضَ هَذَا عَلَى الْعِبَادِ!، أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمَوْقِفَ لَوْ كَانَ فِي الْحَرَمِ كَانَ أَفْضَلَ لأَجْلِ الْحَرَمِ، وَلَكِنَّ اللهَ صَنَعَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الْحَرَم!».

قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ الرَّزَّازُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ القَمَّاطِ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: «إِنَّ أَرْضَ كَعْبَةٍ قَالَتْ: مَنْ مِثْلِي؛ وَقَدْ بَنَى اللهُ بَيْتَهُ عَلَى ظَهْرِي، وَيَأْتِينِي النَّاسُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، وَجُعِلْتُ حَرَمَ اللهِ وَأَمْنِهِ؟!، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهَا أَنْ كُفِّي وَقَرِّي؛ فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي مَا فَضْلُ مَا فُضِّلْتِ بِهِ فِيمَا أَعْطَيْتُ بِهِ أَرْضَ كَرْبَلاءَ إِلا بِمَنْزِلَةِ الإِبْرَةِ غَمَسَتْ فِي الْبَحْرِ فَحَمَلَتْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ، وَلَولا تُرْبَةُ كَرْبَلاءَ مَا فَضَّلْتُكِ؛ وَلَولا مَا تَضَمَّنَتْهُ أَرْضُ كَرْبَلاءَ لَمَا خَلَقْتُكِ، وَلا خَلَقْتُ الْبَيْتَ الَّذِي افْتَخَرْتِ بِهِ؛ فَقَرِّي وَاسْتَقِرِّي، وَكُوني دَنَيِّاً مُتَوَاضِعَاً ذَلِيلاً مَهِينَاً غَيْرَ مُسْتَنكْفٍِ وَلا مُسْتَكْبِرٍ لأَرْضِ كَرْبَلاءَ، وَإِلا سُخْتُ بِكِ، وَهَوَيْتُ بِكِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ».

قُلْتُ: وَهَذَانِ مَوْضُوعَانِ بَاطِلانِ. «وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورَاً»، و «مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبَاً».

وَالْمُتَّهَمُ بِهَذَا الْبُهْتَانِ وَالْهَذَيَانِ: مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الزَّاهِرِيُّ، كَذَّابٌ أَشِرٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلامُ وَآلِ الْبَيْتِ.

قَالَ النَّجَاشِيُّ فِي «رِجَالِهِ»: «مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو جَعْفَرٍ الزَّاهِرِيُّ، مِنْ وَلَدِ زَاهِرٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْحَمَقِ الْخُزَاعِيِّ، كَانَ أبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمِّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سِنَانٍ مَوْلَى زَاهِرٍ، تُوُفِّى أَبُوهُ الْحَسَنُ وَهُوَ طِفْلٌ، وَكَفَلَهُ جَدُّهُ سِنَانٌ، فَنُسِبَ إِلَيْهِ. وقَالَ أبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ رَوَى عَنْ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: ولَهُ مَسَائِلُ عَنْهُ مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ رَجُلٌ ضَعِيفٌ جِدَّاً لا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ وَلا يُلْتَفَتُ إِلَى مَا تَفَرَّدَ بِهِ. وَقَدْ ذَكَرَ أبُو عَمْرٍو الْكَشِيُّ فِي «رِجَالِهِ» قَالَ: أبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَيْبَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: قَالَ أبُو مُحَمَّدٍ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ: لا أَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرْوُوا أَحَادِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ».

وَقَالَ ابْنُ الْغَضَائِرِيِّ فِي «رِجَالِهِ»: «مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، أبُو جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِيُّ، مَوْلاهُمْ ضَعِيْفٌ، غَالٍ، يَضَعُ الْحَدِيثَ، لا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير