ولذا أحياناً يذكر أخباراً فيها ضعف عنده ثم يبين أنها ليست من شرط كتابه وإن كان في أحيان أخرى يذكر الخبر ويسكت عليه متعمداً وهذا كثيرٌ في كتابه. وفي أحيان أخرى لا يشترط الصحة فيها، وإنما يشترط أن يكون رواتها ثقات، كما في المغازي والسرايا من المستدرك (3/ 19) وفي كتاب (معرفة الصحابة) من المستدرك مع اشتراطه للصحة صرّح بأنه لا يستغني عن ذكر محمد بن عمر الواقدي وأقرانه في المعرفة كما في المستدرك (3/ 61)
النقل الثاني:
- ص32: أبوعبدالله الحاكم ممن يصحح أحاديث المجاهيل:
فإنه في عدة مواضع من (المستدرك) ينص على جهالة أحد الرواة ومع ذلك يصحح حديثه، ومن ذلك:
• ما أخرجه في المستدرك (1/ 58): (1)
من طريق محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عوف .. ثم قال: وهذا حديثٌ غريب صحيح ولم يخرجاه لجهالة محمد بن عبدالعزيز الزهري هذا.
• وأخرج أيضاً (1/ 491):
من طريق أبي المليح الهذلي عن أبي صالح .. ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، فإن أبا صالح الخوزي وأبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح، إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث. اهـ
• وأخرج أيضاً (1/ 448)
من طريق أبي صفوان عن ابن عباس ... ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد .. وأبو صفوان هذا سمّاه غيره – يعني الراوي عنه – مهران مولى لقريش، ولا يُعرف بالجرح. اهـ قلت: ولم يعرف أيضاً بالعدالة والثقة، وقد قال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث. اهـ وقال ابن حجر: مجهول.
• ومن ذلك ما رواه (1/ 76)
من طريق أبي سبرة بن سلمة الهذلي عن عبدالله بن عمرو، ثم قال: حديثٌ صحيح اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع روايته، غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير، مبين ذكره في المسانيد والتواريخ، غير مطعون فيه.
وأبو سبرة هو سالم بن سبرة، وهو مجهول، قال ابن عبدالبر في (الاستغناء) (2/ 112) قيل: هو مجهول. وقال الذهبي في (الميزان) (4/ 527): لا يُعرف. وكذلك قال في (المغني) (2/ 786) وذكره البخاري في "التاريخ" (4/ 113) وسكت عليه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38165).
وقال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (4/ 182):
سالم بن سبرة أو سبرة الهذلي روى .. (2) روى عنه .. سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: وهو مجهول ا. هـ
ثم قال بعد ذلك: سالم بن سلمة الهذلي، أبو سبرة، روى عن ... روى عنه ... (3) ثنا عبدالرحمن سمعت أبي يقول ذلك.
وأخرج أيضاً (1/ 119)
من طريق كثير بن أبي كثير ثني ربعي بن حراش ... ثم قال: هذا حديثٌ صحيح، فإن كثير بن أبي كثير كوفي سكن البصرة، روى عنه يحيى بن سعيد القطّان وعيسى بن يونس، ولم يُذكر بجرح.
وأخرج (1/ 487):
حديثاً من طريق أبي الأبرد موسى بن سليم ... ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، إلا أن أبا الأبرد مجهول ا. هـ
وهناك أحاديث توقف الحاكم في صحتها من أجل جهالة بعض رواتها،
ومن ذلك:
(1/ 206) روى حديثاً ولم يحكم عليه بالصحة، وذكر أنه لم يعرف أحد رواته بعدالة ولا بجرح.
و (3/ 62) روى حديثاً وقال: لولا مكان محمد بن سليمان السعيدي من الجهالة لحكمت لهذا الإسناد بالصحة ا. هـ
و (3/ 60) روى حديثاً آخر ولم يحكم عليه بالصحة، وحكم على أحد رواته بالجهالة.
ولهذا أمثلة أخرى. اهـ
هوامش النقل الثاني:
(1) وهذا المثال وما بعده كلها من أول (المستدرك)، ومعلومٌ أن كلامه في أوله أحسن من كلامه في أوسطه وآخره.
(2) سقط في أصل (الجرح والتعديل).
(3) سقط في أصل (الجرح والتعديل).
انتهى كلام الشيخ المحدث عبدالله السعد
فجزاه الله خيراً وغفر له وأجزل له المثوبة والأجر.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 01 - 07, 03:26 م]ـ
وبارك الله فيكم
مثل ما ذكر أخي الكريم القرشي:
هذه فوائد من كلام الشيخ المحدث علي الصياح في كتابه (جهود المحدثين في بيان علل الحديث) وهو في صيد الفوائد.
¥