وأخرجه الترمذي (223) عن عباس العنبري، والطبراني في الأوسط (4207) من طريق عثمان بن طالوت الصيرفي، كلاهما عن يحيى بن كثير أبي غسان العنبري.
وأخرجه الباغندي في أماليه (106) ومن طريقه البيهقي (3/ 63)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 357)، والبيهقي في السنن (3/ 63) والشعب (2643) من طريق محمد بن عبد الله السوسي، والقضاعي في الشهاب (752) من طريق محمد بن إبراهيم الطرسوسي،
أربعتهم عن محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري.
كلهم - أبو عبيدة الحداد وأبو غسان العنبري وابن المثنى الأنصاري - عن إسماعيل بن سليمان الضبي الكحال، عن عبد الله بن أوس، عن بريدة - رضي الله عنه -.
وهذا الحديث بهذا الإسناد تفرَّد به عبد الله بن أوس عن بريدة، وعبد الله بن أوس مجهول ([6])، وتفرد عن ابن أوسٍ إسماعيلُ الكحال، وهو صالح الحديث، يخطئ ([7])، وقد أعله بهذا التفرد: أبو زرعة الدمشقي، بإخراجه إياه في الفوائد المعللة، والترمذي، إذ قال (في سننه:
ل20 - ب من نسخة الكروخي): «هذا حديث غريب»، والدارقطني في أفراده (1472 - أطرافه)، وابن القطان؛ نقله عنه الذهبي في الميزان
(4216)، وأعله ابن الجوزي قال: «فيه مجاهيل».
فالحديث ضعيف جدًّا - بل منكر - عن بريدة - رضي الله عنه -، لجهالة ابن أوس، وتفرُّده عن بريدة، وقد روى عن بريدة أصحابٌ له ثقاتٌ يبعد أن يتفرد من بينهم هذا المجهول بهذا الحديث، ثم لِلِين المتفرِّد عن ابن أوس.
3) حديث حارثة بن وهب الخزاعي - رضي الله عنه -:
أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك (91)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1855) كلاهما من طريق إبراهيم النخعي، عن معبد بن خالد الجهني، عن حارثة بن وهب.
وهو سند غريب فرد، ليس فيه تصريحٌ بسماع، وفيه من لم يُعرف، كابن عطاء بن مسلم، ورواياتٌ لا تعرف، كرواية عطاء بن مسلم عن إبراهيم النخعي، والغالب على تفردات المتأخرين بمثل هذه الأسانيد أنها معلولة.
4) حديث زيد بن حارثة - رضي الله عنه -:
أخرجه الطبراني في الكبير (4662) والأوسط (4581) وابن عدي (3/ 292) عن عبدان بن أحمد، وعن الطبراني أبو نعيم في معرفة الصحابة
(2509)، وأخرجه القضاعي في الشهاب (754) من طريق علي بن عبد العزيز البغدادي، وابن عساكر (19/ 343) من طريق أحمد بن عبد الله الحداد،
ثلاثتهم عن سليمان بن أحمد الواسطي، عن الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد، عن أبيه - رضي الله عنهما -.
وهذا إسناد ظاهر الضعف، بل منكرٌ، ففيه سليمان بن أحمد الواسطي، كذَّبه ابن معين، واتُّهم بسرقة الحديث ([8])، واجتمع إلى ذلك أن فيه ابن لهيعة، وهو مشهور الضعف معلومُهُ، ورواه عنه الوليد بن مسلم، وهو موصوف بتدليس التسوية، ولم يذكر التحديث إلا عن ابن لهيعة، فلا يُدرى أأسقط فوق ابن لهيعة أحدًا أم لا.
تنبيه: قال ابن عدي بعد أن أسند هذا الحديث: «ولم يبلغني هذا الحديث بهذا الإسناد إلا عن سليمان هذا، ولم أسمع أحدًا يذكره بهذا الإسناد غير عبدان عن سليمان»، لكن ظهر أن هناك راويين غير عبدان يرويانِهِ عن سليمان، ثم أعله ابن عدي بأنه خطأ، وإنما الصحيح أنه متن آخر، قال: «وبهذا الإسناد إنما هو أن النبي صلى الله عليه وسلم نضح فرجه»، وقد يكون سليمان بن أحمد الواسطي سرق هذا الحديث فيما سرق، لأنه - كما مرَّ - متهم بسرقة الحديث.
5) حديث سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -:
أخرجه ابن ماجه (780)،
والطبراني في الكبير (5800) عن عبدان بن أحمد وزكريا بن يحيى الساجي،
وأخرجه الحاكم (768) وعنه البيهقي في السنن (3/ 63) والشعب (2641)، وأخرجه البيهقي في ذات الموضع من الشعب عن أبي زكريا يحيى بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى،
كلاهما - الحاكم وأبو زكريا - عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري،
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال (31/ 259) من طريق عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان،
كلاهما - أبو إسحاق وابن حيان - عن أبي بكر ابن خزيمة،
وذكر المزي في تحفة الأشراف (4676) رواية عبد الله بن محمد بن ناجية،
¥