تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ حُجَّةُ الرَّافِضَةِ ابْنُ بَابَوَيْهِ الصَّدُوقُ فِي «كِتَابِ مَعَانِي الأَخْبَارِ» (ص108):

بَيَانُ مَعْنَى «إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ»

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أبُو مُحَمَّدٍ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الأَرْوَاحَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَجَعَلَ أَعْلاهَا وَأَشْرَفَهَا أَرْوَاحَ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَالأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ عَلَيْهِمْ السَّلامُ، فَعَرَضَهَا عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَغَشِيَهَا نُورُهُمْ، فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى للسَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ: هَؤُلاءِ أَحِبَّائِي، وَأَوْلِيَائِي، وحُجَجِي عَلَى خَلْقِي، وَأَئِمَّةُ بَرِيَّتِي، مَا خَلَقْتُ خَلْقَاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ، وَلِمَنْ تَوَلاهُمْ خَلَقْتُ جَنَّتِي، وَلِمَنْ خَالَفَهُمْ وَعَادَاهُمْ خَلَقْتُ نَارِي، فَمَنْ ادَّعَى مَنْزَلَتَهُمْ مِنِّي وَمَحَلَهُمْ مِنْ عَظَمَتِي عَذَّبَتُهُ عَذَابَاً لا أُعَذِبثهُ أَحَدَاً مِنَ الْعَالَمِينَ، وجعلته مَعَ الْمُشْرِكِينَ فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنْ نَارِي، وَمَنَّ أَقَرَّ بِوِلايَتِهِمْ وَلَمْ يَدِّعِ مَنْزِلَتَهُمْ مِنِّي، وَمَكَانَهُمْ مِنْ عَظَمَتِي جَعَلْتُهُ مَعَهُمْ فِي رَوْضَاتِ جَنَّاتِي، وَكَانَ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ عِنْدِي، وأبحتهم كرامتي، وأحللتهم جِوَارِي، وَشَفَّعْتُهُمْ فِي الْمُذْنِبِينَ مِنْ عِبَادِي وَإِمَائِي، فَوِلايَتُهُمْ أَمَانَةٌ عِنْدَ خَلْقِي، فَأَيُّكُمْ يَحْمَلُهَا بِأَثْقَالِهَا، وَيَدَّعِيهَا لِنَفْسِهِ دُونَ خِيرَتِي؟، فَأَبَتْ السَّماوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْجِبالُ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأََشْفَقْنَ مِنْ ادِّعَاءِ مَنْزَلَتِهَا، وَتَمَنِّي مَحَلِهَا مِنْ عَظَمَةِ رَبِّهَا، فَلَمَّا أَسْكَنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ الْجَنَّةَ، قَالَ لَهُمَا «كُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ - يَعْنِي شَجَرَةَ الْحِنْطَةِ - فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ»، فَنَظَرَا إِلَى مَنْزِلَةِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَالأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ عَلَيْهِمْ السلامُ، فَوَجَدَاهَا أَشْرَفَ مَنَازِلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَقَالا: يَا رَبَّنَا لَمَنْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ؟، فَقَالَ اللهُ جَلَّ جَلالُهُ: ارْفَعَا رُؤُوسَكُمَا إِلَى سَاقِ عَرْشِي، فَرَفَعَا رُؤُوسُهُمَا، فَوَجَدَا اسْمَ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَالأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ عَلَيْهِمْ السلامُ مَكْتُوبَةً عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ بِنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ جَلَّ جَلالُهُ، فَقَالا: يَا رَبَّنَا مَا أَكْرَمَ أهْلَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ عَلَيْكَ، وَمَا أَحَبَّهُمْ إِلَيْكَ، وَمَا أشْرَفَهُمْ لَدِيْكَ!، فَقَالَ اللهُ جَلَّ جَلالُهُ: لَولاهُمْ مَا خَلَقْتُكُمَا، هَؤُلاءِ خَزَنَةُ عِلْمِي، وَأُمَنَائِي عَلَى سِرِي، إيَّاكُمَا أَنْ تَنْظُرَا إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ الْحَسَدِ، وتتمنيا منزلتهم عندي، ومحلهم من كرامتي، فتدخلا بذلك في نهيي وعصياني، فتكونا من الظَّالِمِينَ!، قَالا: رَبَّنَا؛ ومَنْ الظَّالِمُونَ؟، قَالَ: المدعون لمنزلتهم بِغَيْرِ حَقٍّ، قَالا: رَبَّنَا؛ فَأَرِنَا مَنَازَلَ ظَالِمِيهِمْ فِي نَارِكَ، حَتَّى نَرَاهَا كَمَا رَأَيْنَا مَنْزِلتَهُمْ فِي جَنَّتِكَ، فَأَمَرَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّارَ، فَأَبْرَزَتْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير