تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

,وأما الاضطراب في معناه، فقيل: إن القلة - اسم مشترك - يطلق على الجرة وعلى القربة وعلى رأس الجبل، وروى الشافعي في تفسيرها حديثاً، فقال في "مسنده" أخبرني مسلم بن خالد الزنجي عن ابن جريج بإسناد لا يحضرني ذكره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال: "إذا كان الماء قلتين لم يحمل خبثاً"، وقال في الحديث: "بقلال هجر"، قال ابن جريج: وقد رأيت قلال هجر، فالقلة تسع قربتين، أو قربتين وشيئاً، قال الشافعي: فالاحتياط أن يجعل القلة قربتين ونصفاً، فإذا كان الماء خمس قرب كبار، كقرب الحجاز لم يحمل نجساً، إلا أن يظهر في الماء ريح أو طعم أو لون، انتهى. وهذا فيه أمران: أحدهما: أن سنده منقطع، ومن لا يحضره مجهول فلا يقوم بهذا الحجة عنده. والثاني: أن قوله: وقال في الحديث: "بقلال هجر" يوهِم أن هذا من قول النبي صلى اللّه عليه وسلم، وليس كذلك، فروى الدارقطني من حديث أبي بكر عبد اللّه بن محمد بن زياد النيسابوري عن أبي حميد عن حجاج عن ابن جريح، قال: أخبرني محمد بن يحيى، فذكره، قال محمد بن يحيى: قلت ليحيى بن عقيل: أيُّ قلال؟ قال: قلال هجر، قال محمد: فرأيت قلال هجر، فأظن كل قلة تسع قرباً، قال: وإسناد الأول أحفظ، فهذان الوجهان ليس فيهما رفع هذا الكلمة إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، ولو كان مرسلاً، فإن يحيى بن عقيل ليس بصحابي، ثم الطريق التي ذكر البيهقي أن إسنادها أحفظ يقول فيها: فأظن أن كل قلة تحمل قربتين، والقربة تسع عشر رطلاً، فيكون مجموع القلتين أربعة وستين رطلاً، وهذا لا يقول به، والرواية الأخرى - كل قلة قربتين - يقتضي أن القلتين أربع قرب، وقد روى ابن عدي في "الكامل" من حديث المغيرة بن سقلاب عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا كان الماء قلَّتين لم ينجسه شيء" والقلة: أربع آصع، قال: والمغيرة ترك طريق هذا الحديث، وقال: عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر، وكان هذا أسهل عليه، ومحمد بن إسحاق يرويه عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عمر، ثم روى ابن عدي من طريق المغيرة أيضاً عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا كان الماء قلتين من قلال هجر لم ينجسه شيء" ويذكر أنهما فرقان، قال ابن عدي: قوله في "متنه": من قلال هجر غير محفوظ، لا يذكر إلا في هذا الحديث من رواية مغيرة هذا، عن محمد بن إسحاق، قال: ومغيرة بن سقلاب يكنى "أبا بشر" منكر الحديث، ثم أسند إلى أبي جعفر بن نفيل، قال: المغيرة بن سقلاب لم يكن مؤتمناً على حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال ابن عدي: وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، فهذا الحديث ذكر فيه قلال هجر، وذكر أنهما فرقان، وهذا لا يقول به من حزرهما بخمسمائة رطل أو أكثر، وأخرج الدارقطني من حديث عبد العزيز بن أبي رَزمة عن حماد بن زيد عن عاصم بن المنذر، قال: القلال: الجواني العظام، وأخرج أيضاً من جهة الحسن بن عرفة سمعت هشيماً، يقول: القلتان: هما الجرتان الكبيرتان، وقال ابن مندة: قال الأوزاعي. وأصحابه: القلة ما تقلد اليد "أي ترفعه" وأخرج البيهقي من جهة عبد الرحيم بن سليمان، سألت أحمد بن إسحاق عن القلتين، فقال: هي الجرار التي يستقى فيها الماء. والدواريق، وأخرج عن وكيع، قال: هي الجرة، وقال البيهقي في "كتاب المعرفة": وقلال هجر كانت مشهورة عند أهل الحجاز، ولشهرتها عندهم شبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما رأى ليلة المعراج من نبق سدرة المنتهى بقلال هجر، فقال في حديث مالك بن صعصعة: "رفعت إلى سدرة المنتهى، فإذا ورقها مثل أذان الفيلة، وإذا نبقها مثل قلال هجر" قال: واعتذار الطحاوي في ترك الحديث أصلاً، بأنه لا يعلم مقدار القلتين، لا يكون عذراً عند من علمه، و كذلك ترك القول ببعض الحديث بالاجماع لا يوجب تركه فيما لم يجمع عليه، وتوقيته بالقلتين لمنع من حمله على الماء الجاري على أصله).

انتهى كلام الزيلعي ملخصا كلام الإمام ابن دقيق العيد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير