[ما هو الدليل على حجية خبر الثقة؟]
ـ[أحمد الطائي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 11:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اتصل بي أحد الأخوة هذه الليلة ودار بيني وبينه حوار وسألني هذا السؤال: ما هو الدليل على حجية خبر الثقة؟
في الواقع كانت عدة اجوبة في ذهني منها: سيرة السلف، سيرة العقلاء، الآية القرآنية (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) ... ولكنني لم اجب بواحدة منها على نحو القطع؛ لانني لم استق هذه الأدلة من مصدر معين انما هي نتيجة تأملات، فخفت ان لاتكون ادلة وافية أو تكون غير مطابقة لما يقوله العلماء، لذلك اطلب من الأخوة مساعدتي في هذا الامر، وأقوال العلماء في ذلك.
تجدر الإشارة الى ان الاخ السائل سيكون باذن الله من اعضاء هذا الملتقى.
ـ[أبو يعقوب الشامي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 02:03 م]ـ
لعل البحث في حجية خبر الثقة من شئون علم الأصول
ولذلك لم تجد صدى لسؤالك في منتدى التخريج ودراسة الأسانيد
على أن ما ذكرته تام بلحاظ السيرة العقلائية وأماسيرة السلف فليس الأمر بمختص بهم بما هم متشرعة، وأما الاستدلال على حجية خبر الثقة من الكتاب فلايكاد يسلم الاستدلال من خدشة
وأما السنة فإن كانت آحادية لزم الدور أو كانت متواترة فالاستدلال تام كبرويا ولكن قد لانجد في المتواتر ما يدل على حجية خبر الثقة.
خاصة وأن البحث في خبر الثقة ليس بحثا مختصا بإثبات مضامين السنة بل هو شامل للموضوعات الخارجية والأحكام الوضعية كالوثاقة والنجاسة والإسلام والقبلة والفسق ونحوها
وهذا البحث الذي أشرت إليه أخي أصل أصول البحث في التخريج ودراسة الأسانيد، فإن الحجية التي يتعامل معها كثير من الطلبة في أبواب تصحيح الأسانيد وتضعيفها هي الحجية العقلية في عدد من الموارد أي إذا حصلت له غلبة الظن بالاتصال حكم بالحجية، رغم أن الحجية المعتبرة في المقام هي الشرعية والأصل عدم حجية الظنون ويستثنى منها ما جعل الشارع له الحجية كخبر الثقة مثلا ولومن تحقق شروط حجية السيرةالعقلائية، فلابد أن ندور مع أخبار الثقة مدار مدرك حجيتها الشرعية لا مدار غلبة الظن بإطلاق، وإذا تحرر مدرك حجية خبر الثقة تنقحت كثير من المسائل الخلافية في تصنيف الأسانيد إلى صححاح وضعاف واتضح قول الراجح من المرجوح
ومع المساجلات العلمية في كثير من الموارد بدون تحرير مدرك الحجية ومنشأها بقي كثير من الطلبة حيارى إزاء الترجيح وآلت المسألة في موارد أخرى إلى التقليد وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 08:02 م]ـ
أخي الفاضل أبو يعقوب الشامي
كلامك فيه الكثير من الغموض بالنسبة لي.
ولم يتضح لي ما تريد أن تخلُص إليه في حجية خبر الثقة.
ولكن الذي أعلمه أن خبر الثقة حجة بضرورة العقل والعادة والحس أيضا
فإن الناس على اختلاف مشاربهم وأديانهم وبلادهم وعاداتهم لم يختلفوا في حجية خبر الثقة
وإنما اختلفوا في مدى هذه الحجية: هل تفيد الظن أو تفيد القطع.
ومبنى حياة الناس جميعا على الأخبار، فلا يستطيعون العيش بغيرها، في دينهم ودنياهم
وأنت إذا تصفحت كلامك في هذه المشاركة، وأيضا إذا تصفحت جميع ما تعرفه في هذه الحياة لوجدت غالبه مبنيا على أخبار الثقات، فسواء كنت تقرأ كتابا أو تستمع لمحاضرة أو تدرس على شيخ أو .. أو ... فإن ذلك هو خبر من أخبار الثقات عندك.
والله قد فطر الناس على أنهم يصدقون الثقة ولا يصدقون الكاذب، فهذه فطرة ضرورية يجدها الإنسان في نفسه، ولا أظن أحدا يخالف في هذا.