تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالليل دفناه، وسوينا القبور كلها لنعمّيه على الناس لا ينبشونه" فقلت: وما يرجون منه؟ قال: "كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون" فقلت: من كنتم تظنون الرجل؟ قال: "رجل يقال له دانيال. فقلت: منذ كم وجدتموه مات؟ قال: "منذ ثلاث مئة سنة" قلت: ما كان تغير منه شيء؟ قال: " لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع"

ففي هذه القصة: ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره، لئلا يفتتن به الناس، وهو إنكار منهم لذلك.

ويذكر أن قبر أبي أيوب الأنصاري عند أهل القسطنطينية كذلك، ولا قدوة بهم، فقد كان من قبور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمصار عدد كثير، وعندهم التابعون ومن بعدهم من الأئمة، وما استغاثوا عند قبر صاحب قط، ولا استسقوا عند قبره ولا به، ولا استنصروا عنده ولا به. ومن المعلوم أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، بل على نقل ما هو دونه، ومن تأمل كتب الآثار، وعرف حال السلف، تيقن قطعاً أن القوم ما كانوا يستغيثون عند القبور، ولا يتحرون الدعاء عندها أصلاً، بل كانوا ينهون عن ذلك من كان يفعله من جهالهم. كما قد ذكرنا بعضه). اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 199 - 201) بتحقيق د. ناصر عبد الكريم العقل

قلت: هذا نص ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه، وبهذا يتبين أن قول محققي كتاب "الجواب الصحيح" حيث قالوا: (ولقد كان منتظراً من الشيخ المؤلف – رحمه الله – أن يحذف هذه العبارة الأخيرة (وكانوا إذا أجدبوا ... ) وإذا لم يحذفها من كلامه، ... إلخ) ليس بصواب، وأنه لا وجه له، لأن شيخ الإسلام تكلم عن ذلك في الموضع المذكور، وكان الأولى بهم البحث عن كلام له في المسألة. والله أعلم.

وقصة دانيال قال عنها الحافظ ابن كثير رحمه الله (وهذا إسناد صحيح إلى أبي العالية) البداية والنهاية (2/ 40).

ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:35 م]ـ

يرفع للفائدة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير