تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إشكال: ترجيح الترمذي رواية الأعمش عن أبي وائل عن مسروق:بعث معاذاً إلى اليمن؟

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 11:50 ص]ـ

- بسم الله، والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليكم مشايخنا الأفاضل وأجزل الله لكم المثوبة والأجر

فإنه قد أشكل علي مسألة:

الامام الترمذي – رحمه الله – رجح رواية الأعمش عن أبي وائل عن مسروق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فأمره أن يأخذ .. الحديث.

قال الترمذي: وهذا أصح من روايته عن مسروق عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم.

السؤال:

لماذا رجح الترمذي الرواية الأولى على الثانية؟

منشأ الاشكال لدي: قول الامام الصنعاني – رحمه الله – معلقاً على ترجيح الترمذي: وكأن رأي الترمذي رأي البخاري، أنه لا بدّ من تحقق اللقاء. اهـ فلم أفهم وجه استنباط الامام الصنعاني في هذه المسألة؟

أفيدونا أفادكم الله

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 01 - 06, 01:22 م]ـ

الشيخ / طلال ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذا نصُّ أبي عيسى الترمذي - رحمه الله - في سننه (623):

"حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل قال: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة ومن كل حالم دينارا أو عدله معافر) ".

قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن فأمره أن يأخذ ... ، وهذا أصحّ".

قال ابن حجر - رحمه الله - في البلوغ: "وحسنه الترمذي وأشار إلى اختلاف في وصله".

وعلّق عليه الصنعاني في السبل: " لفظ الترمذي بعد إخراجه: وروى بعضهم هذا الحديث عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق: " أن النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بعث معاذاً إلى اليمن فأمره أن يأخذ ". قال: وهذا أصح - أي: من روايته عن مسروق عن معاذ عن النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم -.

وإنما رجح الترمذي الرواية المرسلة لأن رواية الاتصال اعترضت بأن مسروقاً لم يلق معاذاً، وأجيب عنه بأن مسروقاً همداني النسب من وداعة يماني الدار، وقد كان في أيام معاذ باليمن، فاللقاء ممكن بينهما فهو محكوم باتصاله على رأي الجمهور.

قلت: وكأن رأي الترمذي رأيُ البخاري أنه لا بد من تحقق اللقاء" ا. هـ.

أقول:

هذه قصَّةٌ حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذيُّ - رحمه الله - فرَّق بين أن يروي مسروقٌ القصّةَ عن معاذٍ، وأن يذكرها هو.

فهو يفرّق بين:

1 - رواية مسروق، عن معاذ: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ...

2 - وبين قول مسروق: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا ...

ورجح أبو عيسى الثاني.

والصنعاني - رحمه الله - ظنَّ أن لا فرق بين هذين الأمرين، وأنَّ مسروقًا يروي في الحالتين عن معاذ، وأنَّ سبب التفريق والترجيح: كون الترمذي يرى عدم لُقِيِّ مسروقٍ معاذًا وعدم سماعه منه، ثم راح يردُّ على هذا.

لكن تفريق الترمذيِّ ملمسٌ دقيق من منهج الأئمة المتقدمين، فكلامُهُ لا يتعرَّض لإدراك مسروقٍ معاذًا، وإنما تعرَّض لإدراك مسروق بعثَ النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا إلى اليمن!

فهو - رحمه الله - يرجّح أن مسروقًا روى قصةً حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لم يدركها، فهذه الرواية من مراسيله.

وعليه؛ فإن من جعل مسروقًا يروي عن معاذٍ هذه القصة = مخطئٌ، لأنه وصل المرسل، والمرسل أرجح - كما قال أبو عيسى -.

وسبب الترجيح يحتاج إلى سبر الروايات عن الأعمش، فقد يكون من روى المرسل أكثر، أو أوثق، والله أعلم.

للمباحثة، وأرجو أن يكون واضحًا ما قلتُهُ.

ـ[سيف 1]ــــــــ[25 - 01 - 06, 12:15 ص]ـ

هو كما قلت شيخنا الكريم محمد

ويطابق قولك وفهمك كلام ابن حجر في معرض تعليقه على حديث الديات والجراحات الذي رواه الشعبي عن شريح القاضي في ان عمر بعث اليه بكتاب ..... الحديث

واختلاف الرواه فبعضهم قال عن الشعبي ان عمر بعث الي شريح ...

وبعضهم قال عن الشعبي عن شريح ان عمر .....

فجاء بمثل ما جئت رحمك الله والشعبي محتمل لقياه لشريح ولم يدرك الشعبي زمن عمر الذي حدثت فيه الواقعة.

والله اعلم

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 03:58 م]ـ

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله: بعد السلام والتحية

بارك الله فيكم

أحسن الله إليكم أخي الفاضل محمد:

اتضح سبب ترجيح الامام الترمذي - رحمه الله -، وفيما يبدو لي - والله أعلم - أنّه حتى لو سلّمنا للامام الصنعاني - رحمه الله - توجيهه لترجيح الترمذي، لبقيت مشكلة، إذ كيف يختار الترمذي رواية مرسلة ويرجحها على رواية مرسلة أيضاً (مسروق عن معاذ بالعنعنة)، فكأنه استوى الطرفان في الارسال.، فكأن مراد الترمذي غير موضوع تحقق اللقاء من عدمه في ترجيحه ولعله ما ذكرتم

من إرادة حكاية القصة بدون ذكر أخذ مسروق عن معاذ.

شكر الله لكم ولاعدمنا فوائدكم

ملاحظة:

لعلّ في بداية كلامكم "سبق قلم":)

-------

وبارك الله في الأخ الفاضل سيف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير