تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - إبراهيم الأنصاري. قال ابن حبان (4/ 15): " يروي عن مسلمة بن مخلد. . روى. عنه ابنه إسماعيل بن إبراهيم ".

قلت: وإسماعيل هذا مجهول كما قال الحافظ ومن قبله أبو حاتم. فتبين من هذا التحقيق أن ابن حبان ترتفع جهالة العين عنده برواية واحد ولو كان ضعيفا أو مجهولا، خلافا لظاهر كلام الحافظ المتقدم، وإن كان لم يجزم به، فإنه قال: " وكأن ابن حبان. . "، وهو أخذه من قول ابن حبان الذي نقله عنه آنفا: " هذا حكم المشاهير من الرواة، فأما المجاهيل. . . " إلخ، فهو منقوض بالمثال الثاني كما هو ظاهر.

وبالجملة، فالجهالة العينية وحدها ليست جرحا عند ابن حبان، وقد ازددت يقينا بذلك بعد أن درست تراجم كتابه " الضعفاء " وقد بلغ عددهم قرابة ألف وأربعمائة راو، فلم أر فيهم من طعن فيه بالجهالة، اللهم إلا أربعة منهم، لكنه طعن فيهم بروايتهم المناكير وليس بالجهالة، وهاك أسماءهم وكلامه فيهم:

1 - حميد بن علي بن هارون القيسي. ذكر له (1/ 263 - 264) بعض المناكير ثم قال: " فلا يجوز الاحتجاج به بعد روايته مثل هذه الأشياء عن هؤلاء الثقات. . وهذا شيخ ليس يعرفه كثير أحد ".

2 - عبد الله بن أبي ليلى الأنصاري.

قال (2/ 5): " هذا رجل مجهول، ما أعلم له شيئا يرويه غير هذا الحرف المنكر الذي يشهد إجماع المسلمين قاطبة ببطلانه ".

3 - عبد الله بن زياد بن سليم قال (2/ 7): " شيخ مجهول، روى عنه بقية بن الوليد، لست أحفظ له راويا غير بقية، وبقية قد ذكرنا ضعفة في أول الكتاب فلا يتهيا لي القدح فيه، على أن ما رواه يجب تركه على الأحوال ".

4 - أبو زيد. قال (3/ 158):" أبو زيد. يروي عن ابن مسعود ما لم يتابع عليه، ليس يدرى من هو؟ لا يعرف أبوه ولا بلده، والإنسان إذا كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبرا واحدا خالف فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس والنظر والرأي يستحق مجانبته فيه ولا يحتج به ".

ومن هنا قال ابن عبد الهادي فيما تقدم: " وطريقته فيه أنه يذكر من لم يعرفه بجرح، وإن كان مجهولا لم يعرف حاله ".

لكن الصواب أن يقال عنه: " لم يعرف عينه " للأمثلة المتقدمة.

والله أعلم.

والخلاصة أن توثيق ابن حبان يجب أن يتلقى بكثير من التحفظ والحذر لمخالفته العلماء في توثيقه للمجهولين.

لكن ليس ذلك على إطلاقه كما بينه العلامة المعلمي في " التنكيل " (1/ 437 - 438) مع تعليقي عليه.

وراجع لهذا البحث ردي على الشيخ الحبشي فإنه كثير الاعتماد على من وثقه ابن حبان من المجهولين (ص 18 - 21).

وإن مما يجب التنبيه عليه أيضا، أنه ينبغي أن يضم إلى ما ذكره المعلمي أمر آخر هام، عرفته بالممارسة لهذا العلم، قل من نبه عليه، وغفل عنه جماهير الطلاب، وهو أن من وثقه ابن حبان، وقد روى عنه جمع من الثقات، ولم يأت بما ينكر عليه، فهو صدوق يحتج به.

وبناء على ذلك قويت بعض الإحاديث التي هي من هذا القبيل، كحديث العجن في الصلاة، فتوهم بعض الناشئين في هذا العلم أننى ناقضت نفسي، وجاريت ابن حبان في شذوذه، وضعف هو حديث العجن، وسيأتي الرد عليه مفصلا إن شاء الله، مع ذكر عشرة أمثلة من الرواة الذين وثقهم ابن حبان فقط، وتبعه الحافظان الذهبي والعسقلاني، فاطلب ذلك في بحث " كيفية الرفع من السجود " (ص 197 - 207).

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 10 - 03, 06:37 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أملاه الشيخ

سليمان بن ناصر العلوان

حفظه الله تعال

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:

فقد اشتهر عند كثير من علماء عصرنا أن ابن حيان متساهل في التصحيح يوثق ما يضعفه العلماء ويصحح ما يرغب عنه أهل التحقيق حتى أدى ذلك إلى عدم الاعتماد على آرائه وأقواله، وهذا حيد عن الصواب ورغوب عن التحقيق. ولذا سنتكلم عن كتبه الثلاثة على وجه الاختصار:

1/ الصحيح 2/ المجروحين 3/ الثقات

إنصافاً لهذا الإمام وإيضاحاً لبعض طلاب العلم من أهل هذا العصر الذين يطلقون الكلام على عواهنه دون رجوع إلى كلام المتقدمين إنما غالب اعتمادهم على الذهبي وابن حجر وهما من المتأخرين مع أنهما لم يتفوها بكثير من كلام المعاصرين.

1/ كتابه الصحيح:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير