ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 01:17 ص]ـ
الأخ شرف وفقه الله وأعانه
أخي الكريم
أخرج عبد الرزاق في مصنفه:" أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده"
وعلى قاعدتك التي تود تمشيتها يكون هذا الحديث صحيحا على شرط الشيخين، بينما الأعمش رحمه الله قد أسقط من هذه الرواية رجلا ليس من شرط الصحيح وهو يحيى بن عمارة (أو يحيى بن عباد أو عباد) [وليس له راو غير الأعمش وعطاء بن السائب (ولم أقف على غيرهما)، روى له الترمذي والنسائي في السنن الكبرى، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر:مقبول يعني عند المتابعة وإلا فلين الحديث،]،
وبيان ذلك الإسقاط تجده في الروايات التالية
روى أحمد في مسنده
حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ يَعْنِي الْأَعْمَشَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ وَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ وَعِنْدَ رَأْسِهِ مَقْعَدُ رَجُلٍ فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ فَقَعَدَ فِيهِ فَقَالُوا إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَقَعُ فِي آلِهَتِنَا قَالَ مَا شَأْنُ قَوْمِكَ يَشْكُونَكَ قَالَ يَا عَمِّ أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي الْعَجَمُ إِلَيْهِمْ الْجِزْيَةَ قَالَ مَا هِيَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَامُوا فَقَالُوا أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا قَالَ وَنَزَلَ
{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}
و حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا عَبَّادٌ فَذَكَرَ نَحْوَهُ و قَالَ أَبِي قَالَ الْأَشْجَعِيُّ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ.
وقال ابن أبي شيبة في المصنف:
حدثنا يحيى بن سعيد عن سليمان هو الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن أبا طالب مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال النسائي في السنن الكبري:
أخبرنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا يحيى عن سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن بن عباس وساق لفظ أحمد المتقدم، وبلفظه أيضا وسنده أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأخرجه غير هؤلاء سندا ومتنا، ففي كل هذه الروايات يأتي يحيى بن عمارة بين الأعمش وبين سعيد بن جبير بينما رواية عبد الرزاق ليس فيها هذا الراوي مما يجعلها صحيحة على شرط الشيخين حسب رأيك
فماذا أنت قائل وفقك الله
ـ[شرف الدين]ــــــــ[08 - 04 - 06, 01:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبا عمر
ما جئت به يؤكد أن الأعمش لم يكن يدلس فيما يرويه عن سعيد. وهذا واضح لسبب بسيط وهو أنه روى الحديث مرة عن يحيى بن عمارة، ورواه مرة عن سعيد بن جبير نفسه. فلا يمتنع أن يكون سمعه يحيى بن عمارة أولا. ثم سمعه من سعيد نفسه بعد ذلك. فرواه بنفس الألفاظ التي أخبره بها يحيى بن عمارة، ورواه مرة أخرى بما سمعه من سعيد نفسه. وأنت ترى أن الحديث في المرتين كان من رواية الثوري عنه. فلو أراد أن يسوي الحديث كما تقول يا أخي الفاضل لكان أولى به أن يسقط يحيى بن عمارة في المرتين. أما كونه قد أخبر الثوري به. فهو دليل على أنه كان لا يدلس فيما يرويه عن سعيد. كان يمكن أن يكون قولك صحيحا لو جاء الحديث من طريق آخر عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير. فمن هنا كان من الممكن أن يكون قولك صحيحا. وأن يكون الأعمش قد سمعه من يحيى ثم أسقطه. أما أن يأتي الحديث في المرتين عن الأعمش مرة من رواية يحيى ومرة من رواية سعيد مباشرة فهو دليل على أن سمعه مرة من يحيى وسمعه مرة من سعيد. فذكر ما سمعه من يحيى وذكر ما سمعه من سعيد مباشرة مرة ثانية. وهذا لم يحدث في هذا الحديث فقط يا أخي الفاضل ...
فاقرأ معي ما أخرجه الحاكم في المستدرك.
(أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: ـ {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} قال: هو قول الأعاجم إذا عطس أحدهم (ده هو أرسال) رواه قيس بن الربيع عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى بزيادة ألفاظ)
فأنت ترى أن الحديث قد رواه الأعمش مرة من رواية جعفر بن إياس (وهو ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير كما قال الحافظ). ورواه مرة عن سعيد بن جبير نفسه باختلاف في الألفاظ.
والحديث في الروايتين صحيح.
فلو كان الأعمش يسوي فميا يرويه عن سعيد فما الحاجة إذن إلى أن يسقط (جعفر بن إياس) فهو ثقة والإسناد به صحيح أيضا. فهذا يدلك على أن الأعمش لم يكن يدلس فيما يرويه عن سعيد. وإنما كان يذكر ما سمعه منه سواء مشافهة أو بواسطة.
وبهذه الطريقة يا أخي الفاضل استدل ابن حجر على قلة تدليس ابن جريج فيما يرويه عن نافع مولى ابن عمر. فقال في الفتح (3/ 412)
[وقد سمع ابن جريج من نافع كثيرا وروى هذا عنه بواسطة وهو دال على قلة تدليسه] اهـ
وقال في موطن آخر (10/ 364)
[فقد نزل ابن جريج في هذا الإسناد درجتين وفيه دلالة على قلة تدليسه] اهـ
وهو نفس الأمر فيما رواه الأعمش عن سعيد. فقد صرح بالسماع منه. وروى عنه بواسطة أيضا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥