3 - ما قولك في قول الشيخ أحمد محمد شاكر:ثم رواه بإسناده إلى محمد بن يوسف، حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. . " وهذا إسناد صحيح متصل، دل على انقطاع الإسناد: "الأعمش عن سعيد بن جبير".
ـ[شرف الدين]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبا عمر
بخصوص النقطة الأولى. لا معنى لها عندي. فإن كان الأعمش يروي الحديث عن سعيد مباشرة فهو صحيح. وإن كان يرويه عن الأعمش بواسطة ثقة. فهو صحيح أيضا. وإن كان يرويه بواسطة ضعيف فهو غير صحيح.
أما إن جاء أثر واحد من طريق الأعمش عن ابن جبير مرة بواسطة ومرة بدونها. فهو كما قلت لك مسبقا في الأثر الذي يحكي مرض أبي طالب. من الممكن أن يكون قد سمعه من يحيى بن عمارة مرة فرواه عنه. ومن الممكن أن يكون قد سمعه من سعيد مباشرة فرواه عنه أيضا.
وأما بخصوص هذا الأثر.
الحديث من رواية جعفر بن إياس
3045 - أخبرناه أبو زكريا العنبري ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا محمد بن يوسف ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله تعالى: {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة} قال هم هؤلاء أهل الكتاب و من الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة و ما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر قال: هو قول أحدهم لصاحبه هز إرسال سرور مهرجان بخور
ومن رواية الأعمش عن سعيد بن جبير نفسه
3044 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: ـ {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} قال: هو قول الأعاجم إذا عطس أحدهم (ده هو أرسال)
وأنت تلحظ يا أخي الفاضل تشابه الروايتين. في الجزء الخاص بقوله تعالى (يود أحدهم أن يعمر ألف سنة) وأنت سألت يا أخي الفاضل عن علاقة عطس الأعاجم بقوله تعالى. وأقول لك يا أخي الفاضل أن الحديث لم يأت عن سعيد من هذا الطريق فقط. فقد جاء من طريق آخر. ولعله ضعيف أيضا. لكنه يشهد له
قال الإمام الطبري في تفسيره
وحدثت عن نعيم النحوي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} قال: هو قول أهل الشرك بعضهم لبعض إذا عطس: ده هزار سال
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره
قال الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} قال: هو كقول الفارسي ده هزار سال يقول: عشرة آلاف سنة
فأنت ترى أن الأعمش قد رواه مرة أخرى عن سعيد بواسطة مسلم البطين وهو ثقة هو الآخر.
ورواه الأعمش أيضا عن مجاهد عن ابن عباس.
فالأعمش أدخل بينه وبين سعيد جعفر بن إياس مرة وهو ثقة/ ومسلم البطين مرة وهو ثقة أيضا/ ورواه مرة مباشرة عن سعيد بن جبير. وأنت ترى أنه أدخلهما بينه وبين سعيد مرتين. فإن كان دلس في الثالثة التي رواها عن سعيد مباشرة. فلماذا يسقطهما إذن وكلاهما ثقة يحتج بحديثه؟؟
وقد قلت لك أن هذا إن دل فإنما يدل على قلة تدليسه وأنه كان ورعا بالفعل كما وصفه ابن حجر فإنه قد روى عن سعيد وأدركه وسمع منه ومع ذلك تجد أغلب مروياته عن سعيد بوسائط مع أنه كان بإمكانه أن يسقط هذه الوسائط. ويروي عن سعيد مباشرة.
وقول الشيخ أحمد شاكر أن الإسناد منقطع بين الأعمش وبين سعيد. فلاحظ أنه لم يقل أنه مدلس. وإنما قال أنه منقطع. وسأفترض معك أن قول الشيخ أحمد شاكر صحيح وأن الإسناد منقطع ما بين الأعمش وسعيد في هذا الحديث. فلاحظ أن
أولا: الشيخ أحمد شاكر لم يحكم على انقطاع السند إلا بعد أن وقف على طريق آخر يروي فيه الأعمش بواسطة بينه وبين سعيد نفس الأثر.
ثانيا: أنه قال عن رواية (الأعمش عن جعفر) أنها إسناد صحيح متصل. بالرغم من أنها معنعنة. فهو لم يرد الأثر بحجة أن الأعمش مدلس وقد عنعن. وإنما حكم له بالصحة والاتصال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:28 م]ـ
الأخ الكريم شرف وفقه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألتك أخي الكريم بقولي:" معنى ذلك عندك أن يكون الحديث الذي يرويه عن سعيد بدون واسطة أصح وأثبت مما يرويه بالواسطة وذلك لعلو إسناده أليس كذلك؟
فبماذا رددت؟
¥