تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخيرا قولك عن تصرف الشيخ أحمد محمد شاكر:" أنه قال عن رواية (الأعمش عن جعفر) أنها إسناد صحيح متصل. بالرغم من أنها معنعنة. فهو لم يرد الأثر بحجة أن الأعمش مدلس وقد عنعن. وإنما حكم له بالصحة والاتصال"

وهذا لا يقدح في تصرفه رحمه الله تعالى لأن جعفر بن إياس (أبو بشر اليشكري) هو من أقران الأعمش، فالتهمة ضعيفة في ذلك وهذه مسألة قد تختلف فيها وجهات النظر ولا بأس من ذلك

وفقنا الله وإياكم ورزقنا البصيرة في دينه وجعلنا وإياكم من المتحابين فيه

ـ[شرف الدين]ــــــــ[10 - 04 - 06, 09:26 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل / أبا عمر

أنت تجعل الفارق يا أخي في الروايتين. هو مسألة العطاس. فهل يعد هذا الفارق في رأيك جوهريا للقول بأن الأعمش قد أخذ الأثر عن سعيد بواسطة ضعيف؟؟

وهو لم يزد هذا بمفرده. فالأثر جاء من طريق آخر. لم يكن للأعمش علاقة به. فيه ذكر العطاس أيضا.

وأنا من الممكن أن أقلب المسألة عليك. وأقول أن حال العطاس هو التفسير الصحيح. لأنه جاء من طريق آخر ليس للأعمش ذكر فيه. في حين أن الآثار الأخرى الذي لا يوجد فيها حال العطاس فكلها من رواية الأعمش المعنعنة.

كما أن الرواية التي فيها العطاس رواها الأعمش أيضا عن مجاهد. وحتى لو أسقط ضعيفا بينه وبين مجاهد. فالأثر جاء من طريق مجاهد. وجاء من طريق سعيد. كلاهما عن ابن عباس. فمن الممكن أن أقول لك أن هذا يعضد صحة الرواية التي فيها ذكر العطاس.

هذا يا أخي الفاضل على اعتبار أن هذه الزيادة أساسا زيادة واضحة كما تقول .. وهي ليست كذلك فالقول (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة) هو قولهم (ده هزار سال). وهو ما جاء في رواية مسلم وجعفر والأعمش عن سعيد، والفارق أن الأعمش في روايته عن سعيد أوضح أن هذا القول يكون في حال عطس أحدهم. فلا اختلاف بين الروايتين حتى نقول أن هذه فروق واضحة ونحاكم إحداهما للأخرى.

وإذا كنت تعد الفارق يا أخي في حال العطاس من غيرها. فاقرأ معي إذن ما أخرجه مسلم في صحيحه

حدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال عبد الله بن قيس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى إنهم يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش حدثنا سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا قوله ويجعل له الولد فإنه لم يذكره

تجد أن الأعمش في المرتين صرح بالسماع. ولكنه في المرة الأولى زاد عن الثانية. فهل سنسقط هذه الزيادة أيضا. ونقول أنها فارق معتبر؟؟

وأما قولك (ولكنك تركت ممكنا ثالثا وهو أن يكون سمعه من يحي ثم أسقطه ورواه عن سعيد) هو لم يسقط يحيى بن عمارة. فقد رواه عنه مرتين منهما مرة كانت للثوري نفسه الذي روى عنه الأثر عن سعيد مباشرة. فأخبرني .. هل رأيت مدلسا يفعل هذا. يفضح تدليسه بنفسه؟؟ يحكى الأثر مرة للثوري عن يحيى بن عمارة. ثم يحكيه مرة أخرى له عن سعيد مباشرة؟؟ فإن كان يدلس فيما يرويه هنا. فلماذا ذكره إذن في المرة الأولى؟؟ أخبرنا بالله عليك. أم أنه تصور أن الثوري سينسى؟؟

أما قولك (وهذا أيضا مخالف لحقيقة أن الأعمش رحمه الله تعالى مدلس) لم ينف أحد هذا، ولكن تدليسه لم يمنع الأئمة من الاحتجاج بعنعنته، وقد رأيت قول الإمام أحمد في الموضوع الآخر. وهو كما صنفه ابن حجر في الطبقة الثانية من المدلسين. وأنت تعرف معناها جيدا.

أما قولك (فلو وجدنا وهو ليس مجرد فرض بل له أمثلة - إسنادا وحيدا للأعمش عن سعيد بن جبير بدون واسطة بينهما، فهل تجزم بأنه أخذه عنه مباشرة على حسب تخريجك السابق أم يبقى الأمر على الاحتمال)

يتم الجزم بالاتصال حتى يثبت العكس .. وهذا ما فعله الشيخ أحمد شاكر مثلا. فهو لم يحكم بانقطاع الأثر إلا بعد أن وقف على طريق آخر فيه واسطة.

وهو لم يفعل هذا وحده فقد فعله شعيب الأرناؤوط والذهبي وكل المحدثين. الذين احتجوا برواية الأعمش المعنعنة. والبخاري حكم لعنعته بالصحة والاتصال ووضعها في صحيحه من دون وجود طرق أخرى فيها تصريح بالسماع.

ولو اتبعنا نظريتك يا أخي الفاضل. لما كانت هناك ضرورة لتقسيم المدلسين إلى طبقات. فكان يكفى أن يوصف أي شخص بالتدليس حتى يتم إسقاط روايته إلا ما صرح فيها بالسماع.

وأما قولك (وهذا لا يقدح في تصرفه رحمه الله تعالى لأن جعفر بن إياس هو من أقران الأعمش، فالتهمة ضعيفة في ذلك وهذه مسألة قد تختلف فيها وجهات النظر ولا بأس من ذلك) لا بأس من ذلك!! ما هو عدم البأس في هذه والبأس في تلك؟؟

الرواية في المرتين من عنعنة الأعمش ولم يأت فيها طريق آخر صرح فيه الأعمش بالسماع من جعفر. فإما أن تردها مطلقا .. وإما أن تقبلها مطلقا .. أما أن تقول أنها وجهات نظر. فهو رأيك لا يمكن أن ننكره عليك .. ولكن وجهة نظري أنا مثلا توافقت مع وجهة نظر كل المحدثين الذين قالوا أن عنعنته مقبولة حتى يثبت العكس ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير