تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت فكيف بعمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي مات سنة ثلاث وعشرين أي قبل مولد الأعمش بثماني وثلاثين سنة.

ولذلك قال الإمام السيوطي في "التدريب" (205/ 1):

"مرسلات أبي إسحق الهمداني، والأعمش، والتيمي، ويحيى بن أبي كثير شبه لا شيء".

قلت: وهذا الانقطاع شر من مجهول العين ومجهول الحال فهو مردود بالاتفاق بين العلماء وذلك للجهل بحال وعين الراوي المحذوف.

سادسًا: تراجع الشيخ الألباني رحمه الله

لئلا يتقَوّل علينا متقول أو يتوهم واهم بأن القصة صحيحة مغترًا بأن الشيخ الألباني رحمه الله أوردها في السلسلة "الصحيحة" (156/ 1)، (158/ 1).

نقول: إن الشيخ الألباني رحمه الله، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء تراجع عن ذلك في السلسلة "الضعيفة" (433/ 3، 434) حيث قال:

1 (تنبيه): كنت ذكرت في المصدر المذكور يعني "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (156/ 1) نقلا عن "تلخيص الحبير" لابن حجر العسقلاني (ص291 - 292) من الطبعة الهندية رواية عبد الرزاق، وسعيد بن منصور وابن أبي عمر، عن سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي بن الحنفية أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم .. القصة، وفيها أن عمر رضي الله عنه كشف عن ساقِها.

2 وقد اعتبرتها يومئذ صحيحة الإسناد، اعتمادًا مني على ابن حجر وهو الحافظ الثقة وقد أفاد أن راويها هو ابن الحنفية، وهو أخو أم كلثوم، وأدرك عمر ودخل عليه.

3 فلما طبع "مصنف عبد الرزاق" بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، ووقفت على إسنادها فيه (10352/ 10) تبين لي أن في السند إرسالا وانقطاعا، وأن قوله في "التلخيص": " .. ابن الحنفية" خطأ لا أدري سببه، فإنه فى "المصنف": " ... عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال: .. ".

وكذلك هو عند سعيد بن منصور (3 رقم 520) كما ذكر الشيخ الأعظمي.

5 وعليه فراوي القصة ليس ابن الحنفية، لأن كنيته أبو القاسم، وإنما هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كما تقدم؛ لأنه هو الذي يكني بأبي جعفر، وهو الباقر.

وهو من صغار التابعين، روى عن جديه الحسن والحسين وجد أبيه علي بن أبي طالب مرسلا كما في "التهذيب" وغيره.

6 فهو لم يدرك عليا بَلْه عمر، كيف وقد ولد بعد وفاته بأكثر من عشرين سنة، فهو لم يدرك القصة يقينا، فيكون الإسناد منقطعا.

7 فرأيت من الواجب على أداءً للأمانة العلمية أن أهتبل هذه الفرصة وأن أبين للقراء ما تبين لي من الانقطاع. والله تعالى هو المسئول أن يغفر لنا ما زلت به أقلامنا، ونَبَت عن الصواب أفكارنا، إنه خير مسئول". اه.

قلت: هذا هو تراجع الشيخ الألباني رحمه الله سائلا الله المغفرة لأن هذا الأمر عظيم، يحسبه من لا دراية له بهذا العلم هينا.

فكيف بالأحداث الذين لا دراية لهم بهذا الفن من قصاص ووعاظ والذين يستخفون العوام بالقصص الواهية التي عندما نبين ضررها ونكشف عوارها يغضبون ويتألمون وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فلماذا لا يرجعون تائبين مستغفرين متأسين بمحدث الديار الشامية رحمه الله وبما أورده الإمام الذهبي رحمه الله في "الميزان" (97/ 4) في ترجمة مسروح أبي شهاب نقلا عن ابن أبي حاتم قال: "سألت أبي عن مسروح، وعرضت عليه بعض حديثه فقال: "يحتاج إلى توبة من حديث باطل رواه عن الثوري" قال الذهبي: "إي والله، هذا هو الحق، إن كل من روى حديثا يعلم أنه غير صحيح، فعليه التوبة أو يهتكه". اه.

يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين {النساء:135}.

هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد.

نقلا من مجلة التوحيد

ـ[طلعت منصور]ــــــــ[27 - 02 - 06, 06:33 م]ـ

شكرا لك عبد الله الكتبى

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 02 - 06, 10:58 ص]ـ

حقيقة هذه القصة التي اتخذها أهل السفور دليلاً شرعيًا للشباب لرؤية بعض جسد المرأة وهم يريدون خِطبتها.

هل نفهم من هذا أن الإمامين أحمد بن حنبل والأوزاعي من أهل السفور؟

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 02:21 م]ـ

قال بجواز النظر إلى جميع بدن المخطوبة: أحمد في رواية، وابن بطال، وأبوبكر القاضي، وداود الظاهري، وابن حزم، وابن القطان.

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 02:30 م]ـ

وللقصة طريق آخر ذكره ابن حجر في الإصابة (8/ 275)، ولكنه منقطع.

وعلى فرض صحة القصة فأم كلثوم كانت جارية لم تحض، فيُفرّق بينها وبين غيرها.

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[28 - 02 - 06, 02:32 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال بجواز النظر إلى جميع بدن المخطوبة: أحمد في رواية، وابن بطال، وأبوبكر القاضي، وداود الظاهري، وابن حزم، وابن القطان.

شيخنا الفاضل أبا المنهال بارك الله فيك

أرجو من فضيليتكم توضيح المقصود بذلك فقد يفهم الكلام على غير معناه الموضوع له

وجزاكم الله خيراً

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 02:45 م]ـ

وفيكم بارك

المراد: أن القصة استدلّ بها بعض أهل العلم، وليس أهل السفور!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير