تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أحد الباحثين: ((ذكرت في المبحث السابق عن عدد من أئمة النقد أنهم قد يعدون الراوي مجهولاً إذا لم يرو عنه إلا راوٍ واحد، وقد يعدّونه ثقة، وقد يجهلون من روى عنه جماعة، وقد يوثقونه، أو يذكرون أنه معروف، وهذا يعني أن العبرة عندهم ليست في عدد الرواة عن الشيخ، وإنما العبرة بمعرفته واستقامة روايته)) (رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل ص (194)).

والآن حان الوقت للدخول في مناقشة كلام المحررين:

1 - إن من ذكره ابن حبان في ثقاته، وكان له راوٍ واحد، فهو مجهول العين وهذه قاعدة تكاد تكون محل اتفاق المحدثين، إلا أن المحررين لم يلتزما ذلك رغم كونها عميقة الأصالة لدى المحدثين، وسأسوق أمثلة على ذلك:

أ- الترجمة (188)، تفرد بالرواية عنه الأوزاعي، وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 21)، وقال ابن حجر: مجهول، تعقباه بأنه: ثقة!!

ب- الترجمة (1385)، تفرد بالرواية عنه الزهري، وذكره ابن حبان في الثقات (4/ 159) وقال ابن حجر: صدوق الحديث، ولم يتعقباه!!

ج- الترجمة (1722) تفرد بالرواية عنه محمد إسحاق، وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 271) وقال ابن حجر: مقبول، فتعقباه بأنه: ثقة!!

د- الترجمة (3569) تفرد بالرواية عنه أبو سعيد جعثل بنص الذهبي في الميزان (2/ 483 و 499) وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 51) قال عنه ابن حجر: صدوق، فتعقباه بأنه: ثقة!!

هـ- الترجمة (3669)، تفرد بالرواية عنه عبد الله بن أبي مليكة بنصهما وذكره ابن حبان في ثقاته (5/ 47)، وقال عنه ابن حجر: وثقه النسائي، فتعقباه بأنه: ثقة!!

و- الترجمة (5091) تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي بنصهما وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 180)، قال الحافظ عنه: مقبول فتعقباه بأنه: ثقة!!

ز- الترجمة (5214)، تفرد بالرواية عنه عمرو بن دينار، ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 281) قال الحافظ: ليس بمشهور، تعقباه بأنه: صدوق حسن الحديث!!

ح- الترجمة (5878) تفرد بالرواية عنه سليمان بن حرب، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 422)، قال الحافظ: مقبول، فتعقباه بأنه: ثقة!!

ط- الترجمة (7200) تفرد بالرواية عنه الأوزاعي، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 545) قال الحافظ: ثقة، فتعقباه بأنه: صدوق حسن الحديث!!

ي- الترجمة (7338) تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عون، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 573) قال الحافظ: مجهول، فتعقباه بأنه: ثقة!!

ك- الترجمة (8349) تفرد بالرواية عنه أبو مجاهد سعد الطائي، ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 72)، قال الحافظ: مقبول، فتعقباه بأنه: صدوق حسن الحديث!!

وبهذا القدر أكتفي خشية الإطالة وإملال القارئ؛ لكن المحررين ربما اعتذرا عن بعض ذلك بوجود من وثقه، وهذا العذر لا يسعفهم في شيء، فقد أكثرا من الذهاب إلى تجهيل من انفرد عنه بالرواية واحد، وإن وثقه الجمع أما الحافظ ابن حجر فربما عدّل من حاله هكذا لقرينة خاصة كصحة أحاديث الراوي أو غيرها.

2 - من ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه اثنان، فهو مجهول الحال، أود الإشارة هنا إلى أن المحررين لم يعتدا هنا بذكر ابن حبان للراوي في الثقات وذلك لأن رواية الاثنين عن الشيخ رافعة لجهالة العين مبقية على جهالة الحال، وهو أمر شاع بين المحدثين، فما قيمة ذكر ابن حبان عندهما هنا؟!

وقول المحررين قول شاذ غريب؛ لأننا لم نعهد عن أحد من العلماء المتقدمين إهمال ذكر ابن حبان للراوي في ثقاته بالكلية، وإنما كانوا يفصلون في ذلك فيفرقون بين شيوخه وبين من عرفهم وبين غيرهم كما سيأتي إيضاحه، فلا يحكمون لأول وهلة بل يوازنون ويقارنون.

3 - من ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه ثلاثة، فهو مقبول في المتابعات والشواهد، أقول: هذا تنظير غير صحيح، فكيف يختلف لديهما الحكم من اثنين إلى ثالث، وقد سبق الكلام على أن رواية الجمع لا تؤثر في التوثيق وكيف يفرقان بين هذه الفقرة وبين التي قبلها في الحكم، والمحصلة النهائية لحكمهما واحد، إذ إن كلاً منهما مقبول في المتابعات والشواهد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير