تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفيه أحاديث موضوعة، ولهذا لا ينبغي قراءته إلا لطالب علم يميز بين ما يقبل من الأحاديث التي فيه وما لا يقبل ليكون على بصيرة من أمره ولئلا ينسب إلى رسول الله صلي الله علية وسلم ما لم يقله أو ما لا تصح نسبته إليه فإن من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبيَن وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من كذب عليه متعمدا فليتبوأ مقعدا من النار فنصيحتي لمن ليس له علم بالأحاديث أن لا يطلع على هذا الكتاب، ومن عنده علم يميز بين المقبول وغير المقبول ورأى في قراءته مصلحة فليفعل وإن رأى أنه يصده عن قراءة ما هو أنفع منه له فلا يذهب وقته في قراءته.

الوقفةُ الثالثةُ:

الحديثُ ورد من طريقٍ آخر بلفظٍ مختصرٍ، ونصهُ:

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا جبريل؛ مالي أراك متغير اللون؟! فقال: ما جئتك حتى أمر الله بمفاتيح النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل؛ صف لي النار وانعت لي جهنم. فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها، والذي بعثك بالحق لو أن ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره، والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب الكفار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره، والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأرفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حسبي يا جبريل، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي قال: تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت فيه؟ فقال: وما لي لا أبكي أنا أحق بالبكاء، لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما أدري لعلي ابتلى بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة، وما أدري لعلي ابتلى بما ابتلي به هاروت وماروت، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل، فما زالا يبكيان حتى نوديا: أن يا جبريل ويا محمد إن الله قد أمنكما أن تعصياه ".

أخرجهُ الطبراني في " الأوسط " (4840 – مجمع البحرين)، وأورده العلامةُ الألباني – رحمهُ اللهُ - في " الضعيفة " (1306، 4501)، وفي " ضعيف الترغيب والترهيب " (2125) وحكم عليه بالوضعِ في المواضعِ الثلاثةِ، وفي سندهِ سلامُ الطويل وهو متهمٌ بالكذبِ.

والحديثُ فيه علةٌ أخرى ربما لم ينتبه لها الشيخُ، أو أنهُ اكتفى بعلةِ الكذابِ الذي في السندِ، وهي علةٌ كافيةٌ لردِ الخبرِ، والعلةُ الثانيةُ الانقطاعُ بين عدي بنِ عدي الكندي وعمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه.

وأكتفي بهذه الوقفاتِ، وأسألُ اللهَ أن يرينا الحقَ حقاً ويرزقنا اتباعهُ، ,أن يرينا الباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابهُ ".

كتبه

عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير