تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث معاذ (إن أدنى الرياء شرك، وأحب العبيد الى الله الأتقياء الأخفياء---)]

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:02 م]ـ

بسم الله والحمد لله

رأيت بعض فضلاء الملتقى قد اتخذ من هذا الحديث توقيعاً له، وقد قال عقبه: (الحاكم وصححه الذهبي)، وأنا كنتُ قد علمتُ شدة ضعف هذا الحديث بواسطة تخريجي له في كتابي (الإخبار عما ورد في ظل يوم القيامة من أخبار)، فأحببت أن أكتب ذلك التخريج هنا، للتنبيه والفائدة؛ ولكني وجدت له الآن طريقاً أخرى، ما كنت ذكرتها من قبلُ، فكتبتها من غير تخريج، رجاء أن يتيسر لي، أو لغيري من إخواننا بيان حالها، ولو بعد حين.

فإليك تخريج الحديث، وقد تصرفتُ فيه، أعني غيرت شيئاً مما كنتُ كتبتُ في الكتاب المذكور:

************

هذا الحديث ورد من ثلاثة طرق، عن ابن عمر عن معاذ، رضي الله عنهم، مرفوعاً:

الأولى: عن أبي قحذم عن أبي قلابة عن ابن عمر به.

الثانية: عن زيد بن أسلم عن أبيه به عن ابن عمر به.

الثالثة: عن مجاهد عن ابن عمر به.

***********

أما الطريق الأولى:

فأخرجها الطبراني في (الأوسط) (4950) وفي (الكبير) (20 / رقم 53) - ووقع فيه سقط - وفي (الصغير) (2/ 45 – 46) وأبو نعيم في (حلية الأولياء) (1/ 15)، والحاكم في (المستدرك) (3/ 270) والبيهقي في (الزهد) (ص43 - 44) والقضاعي في (مسند الشهاب) (1298) والشجري في (الأمالي) (2/ 224) وأحمد بن منيع في (مسنده) (1).

قال الطبراني في (الأوسط): حدثنا الفضل بن الحباب قال حدثنا شاذ بن الفياض (2) قال حدثنا أبو قحذم عن ابي قلابة عن ابن عمر قال مر عمر بمعاذ بن جبل وهو يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: حديث سمعته من صاحب هذا القبر، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أدنى الرياء شرك، وأحب العبيد الى الله الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم.

وقال الحاكم عقب إخراجه في (المستدرك): (صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي فقال: "أبو قحذم قال أبو حاتم: لا يكتب حديثه (3)، وقال النسائي ليس بثقة". قلت: وكذا قال تلميذه الدولابي.

وقال فيه ابن معين في (تاريخ الدوري عنه) (4/ 326): "ليس بشيء" (4)؛ ونقله عنه أيضاً ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (4/ 1/474).

فهذا السند ضعيف جداً.

***********

وأما الطريق الثانية:

فأخرجها ابن ماجه في (سننه) (3979) قال:

"حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه خرج يوماً إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد معاذ بن جبل قاعداً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فقال: ما يبكيك؟ قال: يبكيني شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

إن يسير الرياء شرك، وإن من عادى لله ولياً فقد بارز الله بالمحاربة، إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة ".

وسندها ضعيف جداً، عيسى بن عبد الرحمن هو ابن فروة، وهو متروك.

وأخرجه من طريق عياش بن عباس به أيضاً ابن أبي الدنيا في (التواضع والخمول) (8) والطبراني في (الكبير) (20/رقم321) والحاكم في (المستدرك) (4/ 348) والقضاعي في (مسند الشهاب) (1071).

قال ابن أبي الدنيا:

حدثنا أبو بكر بن سهل التميمي حدثنا بن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد عن عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أنه دخل المسجد فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي---؛ الحديث.

وقال الطبراني:

"حدثنا يحيى بن ايوب العلاف المصري ثنا سعيد بن أبي مريم انا نافع بن يزيد حدثني عياش بن عباس (5) عن عيسى بن عبد الرحمن به.

وأخرجه من طريق الطبراني أبو نعيم في (حلية الأولياء) (1/ 5).

وقال الحاكم: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ نافع بن يزيد حدثني عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم ---؛ فذكره ثم قال عقبه:

"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير