تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كذا قال الحاكم فوصف هذا الإسناد الذي فيه ذلك المتروك بالصحة، واستدرك هذا الحديث الضعيف جداً، على الشيخين!!

وأخرجه من طريق الليث عن عياش بن عباس عن زيد بن أسلم من غير ذكر لعيسى بن عبد الرحمن الطبراني في (الكبير) (رقم322) والحاكم في (المستدرك) (1/ 4).

قال الطبراني: "حدثنا مطلب بن شعيب الازدي ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن عياش بن عباس عن زيد بن اسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب خرج إلى المسجد يوماً، فوجد معاذ بن يزيد يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فذكر مثله" ا. هـ.

قلت: عبد الله بن صالح هو كاتب الليث، ضعيف، ولكن تابعه عبد الله بن وهب، وهو ثقة مشهور، أخرج روايته الحاكم في (المستدرك) (1/ 4) فقال:

"حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر خرج إلى المسجد يوماً----؛ فذكره الحاكم ثم قال عقبه:

"هذا حديث صحيح ولم يخرج في الصحيحين، وقد احتجا جميعا بزيد بن أسلم عن أبيه عن الصحابة، واتفقا جميعاً على الاحتجاج بحديث الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني (6)، وهذا إسناد مصري صحيح ولا يحفظ له علة.

وهذا الكلام لا يسلم فالظاهر أن هذه الرواية معلولة بسقوط عيسى بن عبد الرحمن من سندها.

وقد جزم بذلك الشيخ الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله فقال في كتابه (أحاديث معلة ظاهرها الصحة) (ص200) بعد أن ذكر كلام الحاكم هذا ما نصه:

"كذا قال، وقد أخرجه (ج4ص348) من طريق عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم به؛ فعلم أن الساقط من السند عيسى بن عبد الرحمن وهو تالف فقد قال البخاري فيه: منكر الحديث؛ كما في (تهذيب التهذيب) ".

***********

وأما الطريق الثالثة:

فقد قال الطبراني في (الأوسط) (7112) حدثنا محمد بن نوح ثنا يعقوب بن إسحاق القطان الرازي ثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أخيه طلحة بن سليمان عن الفياض بن غزوان عن زبيد اليامي عن مجاهد عن ابن عمر قال: مر عمر بن الخطاب بمعاذ بن جبل وهو قاعد عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فقال: يا معاذ ما أبكاك؟ لعلك ذكرت أخاك! إن ذكرته إنه لذلك أهل؛ قال: لا، ولكن أبكاني شيء سمعته منه [صلى الله عليه وسلم] في مجلسي هذا، أو في مكاني هذا، يقول صلى الله عليه وسلم: يسير الرياء شرك، إن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة.

وهذه الطريق لا يتيسر لي الآن النظر في سندها، لبعد مصادر التخريج عني؛ فأرجئ ذلك إلى وقت آخر، إن شاء الله، بل لعل بعض إخواننا لديه تفصيل في هذه الطريق، فيتحفنا به.

********

هذا وقد ورد بعض هذا الحديث، من حديث عمر رضي الله عنه، أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 264) بإسناد تالف ساقط، فقال:

"وقال [يعني حميد بن علي بن هارون القيسي، وهو شيخ متروك] ثنا سليمان الشاذكوني ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أدنى الرياء الشرك بالله العلي العظيم ".

"


(1) انظر (تمهيد الفرش) (ص92) والمطالب العالية ().
تنبيه: قال السيوطي في هذا الحديث "وفيه رواية صحابي عن صحابي عن صحابي"؛ قلت: ولكنه لا يصح.

(2) تنبيه: ورد في مطبوعة كتاب السيوطي (تمهيد الفرش) (ص92) - ويظهر إن ذلك وقع متابعة لما في الاصلين القلميين - في سند هذا الحديث شاذان الفياض بدل شاذ بن الفياض وقال محققه في الهامش "وقعت في مطبوع المعجم [يعني الكبير] شاذ بن الفياض"، قلت: وهو الصواب، فإن هذا الراوي اسمه هلال، وشاذ لقبه، وفياض أبوه؛ وأما شاذان فيظهر انه تصحيف، أو انه كان يلقب بهذا وذاك؛ ولكنني لم أر أحداً ممن ترجمه ذكر شاذان؛ وانظر (ديوان الضعفاء) للذهبي (1/ 373).

(3) كذا نقل الذهبي، والذي في (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم (4/ 1/474) أن أباه قال فيه: "هو لين الحديث يكتب حديثه".

(4) وللدكتور المحقق أحمد محمد نور سيف في تعليقه على هذا الموضع من (تاريخ الدوري) وهم نبه عليه الشيخ حمدي في تعليقه على هذا الحديث من (معجم الطبراني).

(5) قال فيه ابن حجر: ثقة، والذهبي: وثق.

(6) ولكن هل احتج واحد منهما بحديث عياش بن عباس عن زيد بن أسلم؟؟! وهل سمع عياش من زيد شيئاً؟!
"

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:16 م]ـ
"
وقد وصلتني الآن رسالة من أحد إخواني الأفاضل قال فيها: (وقد ضعف طريق ابن ماجة: ابن رجب في ((جامع العلوم والحكم)) (2/ 323 ط الصحابة).
فجزاه الله خيراً؛ ولقد أحببت أن أذكر تنبيهه هذا هنا، رجاء أن يؤجر عليه.
"
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير