يروي البخاري حديث إنما الأعمال بالنيات: عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم.
مثال المرسل: لو روى البخاري الحديث السابق هكذا: عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن النبي لى الله عليه و سلم، فإن الإسناد هكذا يصدق عليه أنه أضافه التابعي (علقمة) إلى النبي صلى الله عليه و سلم.
مثال المعلق: لو روى البخاري الحديث السابق هكذا: عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم، فإنه يصدق عليه أنه سقط من أول إسناده راو، و هو " الحميدي ".
و كذا لو أسقط أكثر من واحد، بأن رواه: عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم.
أو رواه: عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم.
أو رواه: عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم.
أو رواه: عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم.
أو حذف الإسناد كله، و قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم.
مثال المنقطع: لو روى البخاري الحديث السابق: عن الحميدي عن يحيى بن سعيد .... إلخ، فإن في الإسناد سقطا و هو بين " الحميدي " و " يحيى بن سعيد "، فإن الحديث حينئذ يكون منقطعا.
18 - و المعضل الساقط منه اثنان ................................
المعضل: هو ما سقط من وسط إسناده راويان فأكثر على التوالي.
بعض أهل العلم لا يشترط الوسطية في تعريف المعضل، فيقول: " هو ما سقط من إسناده راويان فأكثر على التوالي "، و على هذا التعريف يدخل فيه المعلق إذا سقط من أول إسناده راويان فأكثر، فيكون: معلقا و معضلا في آن واحد، و كذا المرسل إذا كان الساقط فيه أكثر من واحد، كأن يقول محمد بن إبراهيم التيمي في حديث إنما الأعمال بالنيات: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم، فإنه يكون مرسلا و معضلا في آن واحد.
و الأمر واسع في مثل هذا التعريف.
............................. و ما أتى مدلَّسًا نوعان
19 - الأول الإسقاط للشيخ و أن ينقل عمن فوقه بعن و أن
20 - و الثان لا يسقطه لكن يصف أوصافه بما به لا ينعرف
التدليس: مأخوذ من الدَّلَسِ، و هو اختلاط النور بالظلام.
فكأن المدلس يُعَمِّي على الناظر في الحديث.
التدليس: رواية الراوي عمن لقيه و سمع منه ما لم يسمعه منه، بصيغة تحتمل السماع و عدمه كـ: " عن " و " قال ".
[فإن روى الراوي عمن عاصره ولم يلقه، أو لقيه ولم يسمع منه، فإنه يكون: مرسلا خفيا] ز.
التدليس – كما قال الناظم - على قسمين:
و الواقع أنه أكثر من قسمين، و لكنّ القسمين اللذين ذكرهما الناظم هي أشهر أنواعه:
1 – تدليس الإسناد: أن يسقط الراوي شيخه الذي حدثه بالحديث، و يروي الحديث عن شيخ شيخه – الذي لقيه و سمع منه -، بصيغة تحتمل السماع و عدمه.
2 – تدليس الشيوخ: هو أن يسمي شيخه أو ينسبه أو يكنيه أو يلقبه بما لا يُعرف به، حتى لا يُعرف.
مثاله: عطية بن سعد العوفي، هذا الراوي تكلم فيه أهل العلم لعدة أسباب، من أهمها: تدليسه القبيح الذي يستخدمه، و عطية بن سعد العوفي يروي عن أبي سعيد الخدري و هو صحابي، و يروي عن محمد بن السائب الكلبي و هو تابعي كذاب.
محمد بن السائب الكلبي: اشتهر بكنية هي: أبو هشام، لأن له ابناً اسمه: هشام، و هو كذاب مثل أبيه، و له ابن يُقال له: سعيد.
فيقول عطية بن سعد العوفي في بعض الأحيان: حدثني أبو سعيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كذا، و هو لا يقول: " سمعتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم " لأنه أبا سعيد هذا (محمد بن السائب) لم يدرك النبي صلى الله عليه و سلم، ولا يقول: حدثني أبو سعيد الخدري، لئلا يقع في الكذب.
و هذا تدليس قبيح من عطية بن سعد العوفي، و لهذا تكلم أهل العلم فيه.
¥