الموضوع: هو الحديث المذكوب المختلق المصنوع المنسوب إلى النبي صلى الله عليه و سلم.
و الحديث الموضوع يُعرف:
1 – بأن يكون في إسناده راو معروف بأنه كذاب أو وضاع.
2 – أن يكون متن الحديث لا يمكن قبوله بحال، و إن لم يوجد في إسناده من هو معروف بأنه كذاب أو وضاع، و الأحاديث التي فيها نكارة، تُعرف:
أ - إما بمصادمتها للقرآن، مثل الحديث الذي ورد في تحديد عمر الدنيا وأنه سبعة آلاف سنة، و أن النبي صلى الله عليه و سلم بُعث في الألف الأخيرة، و ابن القيم ذكره في المنار المنيف و بين أنه حديث موضوع، و هو يناقض قول الله تعالى: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها، قل إنما علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو ".
ب - أن يناقض حديثا صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ج - أن يناقض ما عرف بالتاريخ، كقول أحدهم: " حدثتني عائشة "، فقيل له: ألقيت عائشة؟ قال: نعم، قالوا: و رأيتها؟ قال: نعم، قالوا له: صفها لنا، قال: كانت أدماء، قالوا: أين لقيتها؟ قال: بواسط.
فكلامه يدل على أنه كذاب، فعائشة توفيت سنة 58 هـ أو 59 هـ، و في ذلك الوقت لم تبن مدينة واسط، و عائشة لم تكن أدماء بل كان فيها حمرة، و أيضا لا يمكن أن يراها، لأنها كانت تحتجب من الرجال.
د - أن يقر هو على نفسه بالوضع.
هـ - أن يحدث بما لا يقبله العقل، كما حدث أحدهم: أنه كان يمشي في طريق، فأدركه الظمأ، و إذا ببيت عالية و فيه جرة، قال: فأخذت بندقة من الأرض فرميتها على تلك الجرة فثقبتها، فانسكب الماء، فوضع فمه تحت الماء فشرب حتى ارتوى، ثم أخذ بندقة أخرى فقذفها فسد ذلك الثقب الذي انبثق منها ذلك الماء، فهذا لا يقبله العقل.
كذلك حدث أنه رأى قردا، ينفخ في الكير و يصوغ الذهب، فقالوا له: إذا أراد أن ينفخ عى الكير كيف ينفخ - لأن القرد لا يمكن له أن ينفخ -؟ قال: كان يشير إلى أحد المارة، فيأمره أن ينفخ على الكير.
فإذا عُرف عن الراوي مثل هذه الأمور، فإنهم يعرفون أنه كذاب.
أسباب الوضع في الحديث:
- الانتصار للمذاهب السياسية و العقدية.
- أسباب دنيوية: كأن يكون صاحب سلعة و يريد أن تُباع سلعته، أو تحقيق منافع شخصية أخرى، كالأعمى الذي وضع حديث: " من قاد أعمى أربعين خطوة .... "، و هو يريد ذلك أن يقوم الناس على خدمته.
- امتحان الرواة، و يُشترط أن يبين ذلك في نفس المجلس حتى لا يغتر أحد.
فائدة: الكذب على النبي صلى الله عليه و سلم من كبائر الذنوب، بل قد قال بعض أهل العلم بكفره، و بعضهم فصل فقال: إن كان الذي وضع الحديث وضعه تأولا كجهلة المتعبدين، فإنه لا يكفر، لكن بعض أصناف الوضاعين يضعون الأحاديث بغضا منهم للإسلام، و هم: الزنادقة، فهؤلاء كفار، فإذا وجد راو من الرواة يضع حديثا فيه شينا للإسلام، أو تحليل الحرام، أو تحريم الحلال، فلا شك في كفره، لأنه توجد قرينة تدل على خبث طويته.
مصنفات في الموضوعات:
- الموضوعات لابن الجوزي.
- اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي.
- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة، للكناني.
- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، للشوكاني.
33 - و قد أتت كالجوهر المكنون سميتها منظومة البيقوني
" و قد أتت " أي: هذه المنظومة، " كالجوهر المكنون ": أي: كالجهور المصون، و هذا دلالة على أنها غالية و ذات قيمة، " سميتها منظومة البيقوني ".
34 – فوق الثلاثين بأربع أتت أبياتها تمت بخير ختمت
أي: أن هذه المنظومة عدة أبياتها: أربع و ثلاثون بيتا، و أنه ختمها بخير، و كأنه أراد بالخير أنه يختمها بالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم و إن لم يذكر ذلك.
و هذه فوائد حديثية، كان الشيخ يذكرها عند نهاية كل مجلس، فأحببت أن أذيلها هذا الشرح:
فَوَائِدُ حَدِيثِيَّةٌ:
¥