[حديث جابر في استقبال القبلة عند البول]
ـ[رائد محمد]ــــــــ[21 - 02 - 06, 01:04 ص]ـ
حديث جابر بن عبدالله الأنصاري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء، قال: ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة.
المسند 3/ 360
هل يتفضل علينا الأخوة بالكلام على هذا الحديث؟ وذكر من صححه من المتقدمين والمتأخرين؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو إسحاق النجمي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 08:28 ص]ـ
الحمد لله له أزكى الحمد وأنماه، وأصلى وأسلم على عبده ومصطفاه محمد
فهذا كلام كنت وقفت عليه من تخريج حديث جابر المذكور والكلام عليه:
أما الحديث فقد أخرجه كما قال الشيخ الحويني في بذل الإحسان ص 234 - 242
أخرجه أبو داود 13، والترمذي 9، وابن ماجه 325، وأحمد 3/ 360، وابن خزيمة 1/ 34 وابن حبان 134، وابن الجارود في المنتقي 31 والطحاوي في شرح المعاني 4/ 234 والدارقطني 1/ 58 - 59، والحاكم 1/ 154 وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ ق12/ 2 والحازمي في الاعتبار 57، والبيهقي 1/ 92 من طريق محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر بن عبد الله به.
قال الشيخ حفظه الله:
قال الترمذي حديث حسن غريب
وكذا حسنه البزار كما في التلخيص 1/ 104 والنووي في شرح مسلم 3/ 155 وفي المجموع 2/ 82.
وقد ذكر الحافظ في التلخيص أن النووي توقف فيه لعنعنة ابن إسحاق
قال الشيخ: قلت: وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد وابن حبان وابن الجارود والدار قطني والحاكم ولعل النووي اطلع على ذلك بعد فحسنه والله أعلم.
وصححه البخاري فيما نقله عنه الترمذي وابن السكن.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!!
وليس كما قالا، فإن ابن إسحاق ليس من شرط مسلم .... وإنما هو حسن فقط لأجل ابن إسحاق وقد ضعفه بعضهم.
قال ابن حزم في المحلى 1/ 198 وأما حديث جابر فإنه من رواية أبان بن صالح وليس بالمشهور.
وقال ابن عبد البر في التمهيد 1/ 312 "وليس حديث جابر بصحيح عنه فيعرج عليه لأن أبان بن صالح الذي يرويه عنه ضعيف.
وهذا قول مردود على صاحبيه ولعله عن ذهول منهما، فأبان وثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والعجلي ويعقوب بن شيبة وابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به
وفد نكت عليهما الحافظ في التهذيب فقال: وهذه غفلة منهما، وخطأ توارد عليه، فلم يضعف أبان هذا أحد قبلهما. أ. هـ.
وكذلك أخطأ شمس الحق آبادي فيه، فقال في "عون المعبود" 11/ 362 تحت حديث: "لا مهدي إلا عيسى .... "
والحديث ضعفه البيهقي والحاكم وفيه أبان بن صالح، وهو متروك.
والغريب أن ينقله صاحب تحفة الأحوذي 6/ 484 ويقره عليه.
وغالب ظني أنهما أرادا "أبان بن أبي عياش" فانقلب عليهما، والله أعلم.
وقال بن مفوز:
وأما الحديث فإنه انفرد به محمد بن إسحاق، وليس هو ممن يحتج به في الأحكام، فكيف أن يعارض بحديثه الأحاديث الصحاح، أو ينسخ به السنن الثابتة. أ. هـ.
قال الشيخ: قلت: وهذا الحديث مع ثبوته لا يعارض حديث أبي أيوب الأنصاري في النهي عن استقبال القبلة واستدبارها، وقد أجاب العلماء بأجوبة منها:-
1 - أن هذه حكاية فعل لا عموم لها، ولا يعلم هل كان في فضاء أو بنيان؟ وهل كان لعذر من ضيق مكان ونحوه، أو اختياراً؟ فلا يقدم على النصوص الصحيحة الصريحة بالمنع.
2 - أن حديث ابن عمر وحديث جابر ليس فيهما إلا مجرد الفعل، وهو لا يعارض القول الخاص بالأمة.
وله شاهد منكر من حديث عائشة قالت: ذكر عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوم يكرهون أن يستقبلوا بفروجهم القبلة، فقال: "أراهم قد فعلوها؟! استقبلوا بمقعدتي القبلة".
أخرجه ابن ماجه 324 وأحمد 6/ 137، 219 وغيرهم
قال الشيخ: قلت وهذا حديث منكر كما قال الذهبي في الميزان في ترجمة خالد ابن أبي الصلت.
وحكم عليه بالنكارة أيضاً شيخنا الألباني .... في الضعيفة 947 في بحث قوي ممتع وأعله بست علل فانظرها لزاما.
وشاهد آخر من حديث أبي قتادة أنه رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – يبول مستقبل القبلة.
أخرجه الترمذي 10 والطبراني في الأوسط 1/ (رقم) 174 والطحاوي في شرح المعاني 4/ 234 من طريقين عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن أبي قتادة
قال الترمذي: وابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى القطان وغيره من قبل حفظه.
قال الطبراني: لا يروى هذا عن أبي قتادة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة.
قال الشيخ: قلت: ........ ورواه عنه قتيبة أسد بن موسى وسعيد بن أبي مريم، وهم ليسوا من قدماء أصحابه.
ثم أبو الزبير مدلس وقد عنعنه.
ولذلك قال ابن عبد البر في التمهيد 1/ 312 وهو حديث لا يحتج بمثله.
وله شاهد باطل من حديث عمار بن ياسر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد النهي يستقبل القبلة ويستدبرها.
أخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع 1/ 206 وابن عدي في الكامل 2/ 560 من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم الشامي عن عمار به.
قال الشيخ: قلت: وهذا حديث باطل وجعفر بن الزبير كذبه شعبة، وقال ابن معين ليس بثقة، وقال البخاري تركوه.
وله شاهد من فعل عبد الله بن عمر وفعله ذكره الشيخ وتكلم عليه بالتضعيف في نفس الموضع فليراجع لزاما.
ملاحظة: تصرفت في كلام الشيخ في بعض المواضع فلنتبه.