تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الضمة فقد ورد أن القبر ضمه رضي الله عنه ولكن فيما أظن أن هذا الحديث فيه ضعف؛ لأن الأحاديث الصحيحة تدل على أن الرجل إذا سأله الملكان وأجاب بالصواب فسح له في قبره، فإن صح الحديث فالمعنى أنه أول ما دخل ضمه القبر ثم فسح له وقد ذكر أن ضمة القبر للمؤمن كضمة الأم الرحيمة لولدها، أي: ليس ضماً يؤلم أو يؤذي، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السعداء

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=111343

ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[30 - 05 - 10, 03:53 م]ـ

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

وهذا سئال لشيخنا محمد بن صالح المنجد في موقعه:

هل ينجو أحد من ضمة القبر؟

السؤال: أثناء اطلاعي على مواضيع دينية وجدت هذه الجملة: (للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ)، وفي رواية: (هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهد له سبعون ألفا من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه) فهل هذا يعني أن سعد بن معاذ هو الوحيد من بين البشر الذي نجا من ضغطة القبر , أي هل ضغطة القبر واجبة على كل مسلم حتى لو عمل بأسباب تنجي من عذاب القبر ?

الجواب:

الحمد لله

أولا:

ضمَّةُ القبرِ أوَّلُ ما يلاقيه الميتُ في عالم البرزخ، وقد جاءت بإثباتها نصوص صريحة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها:

1 - عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ)

رواه أحمد (6/ 55،98)، قال العراقي في " تخريج الإحياء " (5/ 259): إسناده جيد. وقال الذهبي في " السير " (1/ 291): إسناده قوي. وقال الألباني في " السلسلة الصحيحة " (1695): " وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح بلا ريب " انتهى. وصححه محققو مسند أحمد في طبعة مؤسسة الرسالة (40/ 327).

2 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن سعد بن معاذ رضي الله عنه حين توفي:

(هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ)

رواه النسائي في " السنن " (2055) (4/ 100) وسكت عنه، وبوب عليه بقوله: " ضمة القبر وضغطته "، وصححه الألباني في " صحيح النسائي ".

3 - عن أبي أيوب رضي الله عنه: أن صبيًا دُفنَ، فقالَ صلى الله عليه وسلم:

(لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لَأَفْلَتَ هَذَا الصَبِيُّ).

رواه الطبراني " المعجم الكبير " (4/ 121) وصحح الحافظ ابن حجر نحوه في " المطالب العالية " (13/ 44)، وصححه الهيثمي في " مجمع الزوائد " (3/ 47)، والألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2164).

وذكر القرطبي في " التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " (ص/323) تحت باب: " ما جاء في ضغطة القبر على صاحبه وإن كان صالحا " نصوصا أخرى في الموضوع، ولكن يغلب عليها الضعف والنكارة.

كما أورد ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 231) كثيرا منها تحت باب ضمة القبر، وفيما ذكرناه من الصحيح كفاية، إن شاء الله.

ثانيا:

اختلف أهل العلم في المؤمن، هل تصيبه ضمة القبر، وكيف يكون حاله فيها، على قولين:

القول الأول:

تصيب ضمة القبر كل مؤمن وتشتد عليه، غير أن المؤمن الصالح سرعان ما يفرج عنه ويفسح له في قبره، فلا يطول العذاب عليه، أما الفاسق فتشتد عليه الضمة ويطول عليه ضيق لحده بحسب ذنبه ومعصيته.

قال أبو القاسم السعدي رحمه الله:

" لا ينجو من ضغطة القبر صالح ولا طالح غير أن الفرق بين المسلم والكافر فيها دوام الضغط للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلى الانفساح له " انتهى.

وقال الحكيم الترمذي رحمه الله:

" سبب هذا الضغط أنه ما من أحد إلا وقد ألم بذنب ما فتدركه هذه الضغطة جزاء لها ثم تدركه الرحمة " انتهى.

نقلا عن حاشية السيوطي على " سنن النسائي " (3/ 292)، ونقله الرملي في " فتاواه " (4/ 210)

القول الثاني:

تصيب ضمة القبر المؤمنين الصالحين ولكنها ضمة رفق وحنان، ليس فيها أذى ولا ألم، أما المسلمون العاصون فتشتد عليهم سخطا بحسب كثرة ذنوبهم وسوء أعمالهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير