ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 06:51 م]ـ
ومن أدلته المزعومة على جواز الإستغاثة ما رواه البخاري عن ابن عباس أنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فذلك سعي الناس بينهما). فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت صه - تريد نفسها - ثم تسمعت، فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء، الحديث
قلت وليس في هذا الحديث دليل على الإستغاثة الممنوعة وبيان ذلك من وجوه
الأول أنها إنما استغاثت بحي موجود بدليل أنها سمعت صوته فأين من استغاثة القبورية بالمقبورين ومناداتهم لهم من مسافات بعيدة لا يسمع منها الأحياء فضلاً عن الأموات
الثاني انها إنما طلبت شيء يقدر المخلوق على إنجازه وهو إغاثتها بالماء لأنها كانت تبحث عنه فلم تطلب منه أن ينزل عليها مطراً ولا أن يشفي لها مريضاً دونما تأثير حسي بالدواء أو غيره (وهو اختصاص إلهي) كما يفعل القبورية مع أوليائهم
ويا ليت شعري هل يستطيع المقبور أن يعطي شخصاً كوباً من الماء؟!!
الثالث أنها علقت السؤال بالقدرة فقالت ((قد أسمعت إن كان عندك غواث))
أي اغثني إن كان عندك غواث وتعني به الماء الذي من الممكن لأي مسافر أن يحمله فأين سؤال غير فيما لا يقدر عليه إلا الله
هذا والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 08:25 م]ـ
ومن أوابد السقاف في رسالته السيئة قوله ((وأقر الصحابة أن يسألوا غير الله تعالى أشياء، ففي سنن أبي داود في كتاب الزكاة: باب عطية من سأل بالله: أي سأل الناس قائلا: بالله عليكم أعطوني، فروى أبو داود والنسائي مرفوعا: (من سألكم بوجه الله تعالى فآعطوه) ولم يقل كفروه، لحديث: (وإذا سألت فاسأل الله)))
قلت ألا لعنة الله على الكاذبين
نحن لا نكفر من يسأل الخلق الأحياء أموراً يقدرون عليها
بل حتى من يقع في الشرك لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة
وحديث ((وإذا سألت فاسأل الله)) محمول على فيما لا يقدر عليه إلا الله
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 09:30 م]ـ
واحتج السقاف بحديث الطبراني وأبو يعلى في مسنده وابن السني في عمل اليوم والليلة عن عبد الله ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا أنفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم))
قلت وفي سنده معروف بن حسان قال عنه ابن عدي ((منكر الحديث))
قلت وهذا جرح شديد وروايته عن سعيد بن أبي عروبة بعد الإختلاط
وفي رواية أخرى لهذا الحديث: (إذا ضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني، يا عباد الله أغيثوني، فان لله عبادا لا نراهم). رواها الطبراني في الكبير
قلت وسنده معضل فالحديث يرويه زيد بن علي وقد ولد سنة ثمانين عن عتبة بن غزوان ووفاته سنة سبع عشرة
والمعضل غير صالح للإعتبار
ورواه البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا بلفظ: (إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني)
قلت هذا الحديث إن دل فإنما يدل على جواز الإستغاثة بالملائكة الأحياء الحاضرين فيما يقدرون عليه وعليه تحمل الألفاظ السابقة
فأين هذا من الإستغاثة بالأموات الذين لا يسمعون وإن سمعوا فسمعهم ليس بالسمع الخارق الذي يتخليه القبورية
وإعانة الأعرج وحبس الدابة أمر يستطيعه آحاد البشر فأين هذا من الإستغاثة بالأموات فيما لا يقدر عليه كسؤال الأمن والأمان والهداية وغيرها حتى يلزمنا السقاف بتكفير من عمل بهذا الحديث من أهل العلم
وقد قدمنا أن الأصل في أعمال الأموات أنها مقطوعة فلا يقاسون على غيرهم
ومن عجائب السقاف تعالمه على الألباني وزعمه أن ترجيح الألباني للموقوف على المرفوع غير علمي وكلام السقاف غير العلمي
فقد تفرد برواية الرفع حاتم الأصم عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً عند البزار في المسند
وخالفه أبو خالد الأحمر عند ابن أبي شيبة في المصنف (29135) فرواه موقوفاً على ابن عباس وأو خالد شيخ ابن أبي شيبة
وخالفه روح بن عبادة عند البيهقي في شعب الإيمان (7437) فرواه عن أسامة بن زيد موقوفاً على ابن عباس
وسند البيهقي صحيح إلى روح وهذا يكفي لترجيح رواية الوقف ونقض اتهامه للألباني بالتناقض
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 12:36 ص]ـ
واحتج السقاف بأثر مالك الدار
قال الحافظ ابن حجر روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار - وكان خازن عمر - قال: (أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال؟ يا رسول الله استسق لامتك فانهم قد هلكوا.
قلت و الصواب أن سنده منقطع فمالك الدار لا يعرف له تاريخ وفاة وأبو صالح السمان ولد في آخر خلافة عمر (كما قال الذهبي في السير) فيوجد احتمال كبير أن يكون مالك الدار قد توفي عندما كان السمان طفلاً فمثل هذه المعاصرة لا تنفع
وقد أشار لهذه العلة
الخليلي في الإرشاد حيث قال ((يقال أن صالح السمان سمع مالك الدار هذا الحديث والباقون أرسلوه))
قلت والقول ما قال الباقون لأن رواية السماع غير معروفة
وهذا الأثر لا يدل على ممارسات القبوريين
فهو لم يسأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يسقيه مباشرة وإنما طلب منه أن يستسقي
ومن وجه آخر هذا الرجل الذي ذهب للقبر لم يسأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على بعد أميال مثبةً له سمع يشبه سمع رب العالمين في وجه أوجه كماله كما يفعل القبوريون
ومن عجائب السقاف بل ومن تناقضاته الكثيرة زعمه أن مسألة الإستغاثة لا علاقة لها بالعقيدة ثم بعد ذلك يقرنها بمسألة سماع الأموات ومسألة حياة الأنبياء في قبورهم وكلاهما مسألة عقدية بل السقاف نفسه عد مسألة سماع الأموات من مسائل العقيدة في رسالته ((الإتحاف))
¥