ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 05:31 م]ـ
واحتج السقاف بثلاثة أحاديث خارج محل النزاع وهي حديث الشفاعة عندما يأتي ويسألون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يشفع لهم وحديث الأعرابي الذي سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يستسقي لهم وذلك في حياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحديث الأعمى الذي سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يدعُ له الله أن يرد بصره
وهذه الأحاديث الثلاثة إنما فيها التوسل بدعائه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا الإستغاثة وقد بينت الفرق بينهما سابقاً
ثم إنهم لم يسألوه على بعد أميال لا يسمع منها الحي فضلاً عن الميت
ثم إن الميت أعماله مقطوعه ومنها الدعاء لنفسه أو لغيره
فإن احتج محتج بحديث ((الأنبياء احياءٌ في قبورهم يصلون))
قلنا هذه حياة برزخية بدليل وقوع الموت عليهم
قال تعالى ((إنك ميت وإنهم ميتون))
وهذه الحياة خاصة بالأنبياء دون الأولياء فتنبه
ثم إن هذه الحياة بالقبر خاصة بالصلاة فلا يعملون عملاً غيرها
وهذه الحياة لا تعطيهم سمعاً خارقاً ولا قدرةً خارقة
وقد قدمنا أن الله عز وجل سمى الإستغاثة به فيما لا يقدر عليه إلا هو تعالى دعاء
ومن أمثلة هذه الأمور
شفاء المريض فالطبيب يعطي علاجاً للمريض لكي يشفى وهذا سبب وتسبيب هذا السبب من الإختصاصات الإلهية وشفاء المريض دون علاج ودون أثر حسي اختصاص إلهي أيضاً
ومثله سؤال الله عز وجل أن ينجيه من أهوال البحار الذي كان المشركون يسألونه لله عز وجل
والقبورية يثبتون هذه الأمور لأوليائهم
فقد رأيناهم في العراق يسألون الحسين أن يحفظ بلادهم
ومنهم من استغاث بالأقطاب الأربعة ليبعدوا عنه صواريخ الأمريكان
كل هذا دون أثر حسي
إذاً الأولياء لهم قدرة كقدرة الله!!!! والعياذ بالله
ومن تناقضات السقاف احتجاجه بحديث الأنبياء أحياء في قبورهم رغم أنه خبر آحادي وقد قرر في مقدمته على دفع شبه التشبيه عدم الأخذ بأخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 08:31 م]ـ
ومن عجائب السقاف في رسالته هذه زعمه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدعُ للأعمى
والحق الذي لا يماري فيه منصف أنه قد دعا له وإليك البرهان
جاء في الحديث قول الأعمى ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي لي وتشفعني فيه وتشفعه في))
رواه أحمد بسند صحيح من طريق شعبة عن أبي جعفر المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف فذكره
قلت والشفاعة كما جاء في لسان العرب كلام للشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره
قلت فسؤال الأعمى الله عز وجل أن يقبل شفاعة النبي فيه يدل على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد دعا له
ويؤيد ذلك حديث إذ يقال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((واشفع تشفع)) ولا يخفلى أنه يدعو في ذلك المقام
وهذا يبين لنا جلياً علة القصة التي يحتج بها القبورية والتي فيها أن رجلاً كان يتردد على عثمان في حاجة
فالقبورية يزعمون أن القصة فيها دليل على التوسل بالذات وقد بينت لك بالبرهان أن التوسل بالدعاء في رواية شعبة فلا بد من الترجيح ورواية شعبة أرجح ولا شك وسواءً كان الحمل في رواية القصة على روح بن القاسم أو على شبيب بن سعيد الحبطي (قال فيه الذهبي صدوق يغرب)
وخصوصاً أن رواية شعبة تدعمها رواية حماد بن سلمة فقد روى النسائي في السنن الكبرى (9171) هذا الحديث من طريق محمد بن معمر (وهو ثقة روى عن أبو داود والنسائي) قال حدثنا حبان (هو ابن هلال ثقة حافظ) قال حدثنا حماد أخبرنا أبو جعفر فذكره وفي آخره ((اللهم شفع في نبيي وشفعني في نفسي))
قلت و قد تابع مؤمل بن إسماعيل حبان بن هلان عند أحمد في المسند وروايته نحو من رواية شعبة
ويؤيد رواية شعبة رواية هشام الدستوائي فقد روى النسائي في السنن الكبرى بسند لا بأس هذا عن الحديث عن هشام الدستوائي عن أبي جعفر الخطمي به وفي آخره ((شفعه في (أي النبي) وشفعني في نفسي))
هذه هي علة القصة التي سود القبورية عشرات الصحائف في تصحيحها
والقصة لا تدل على جواز الإستغاثة فقول الأعمى ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك عز وجل، فيقضى لي حاجتي)) إنما فيه التوسل بالذات ولو سألنا
ماذا طلب الأعمى من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
سيكون الجواب أن يتوسل به إلى الله
فنقول إذن مرجع الأمر التوسل بالذات وهذا ليس بالأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فالتوسل بالذوات ممكن مع كل الأولياء والأنبياء وغيرهم
والتوسل بالذات لا يشترط فيه معرفة المتوسل به مما يجعل القول بأن خطاب الأعمى للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أستحضاري
كقولنا ((رحمك الله يا فلان)) أو ((هداك الله يا فلان)) وهو غير موجود ولا يسمع ولو قال قائل أن الأعمى إنما طلب دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان في ذلك القول نقض لغزل من يدعي أن التوسل كان بالذات
ولكن ظاهر النص لا يخدم هذا القول والله الموفق
¥