تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 11:51 م]ـ

يستمر مسلسل جهالات السقاف فقد زعم أن قوله تعالى ((وما أنت بمسمع من في القبور)) معناه أنه كما أن الميت ينتفع بالموعظة فكذلك الكافر فالتشبيه من هذا الوجه فقط وبالتالي الآية ليست دليلاً على سماع الأموات

وزعم أن المفسرين قد نصوا على ذلك وهذا كذب

وإليك نص الطبري في تفسير الآية ((كما لا يقدر أن يسمع من في القبور كتاب الله، فيهديهم به إلى سبيل الرشاد، فكذلك لا يقدر أن ينفع بمواعظ الله، وبيان حججه، من كان ميت القلب من أحياء عباده، عن معرفة الله، وفهم كتابه وتنزيله، وواضح حججه، كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور} كذلك الكافر لا يسمع، ولا ينتفع بما يسمع))

قلت فابن جرير يرى أن الميت لا يستطيع أن يسمع القرآن مطلقاً وبناءً عليه لا ينتفع به بل ويروي عن قتادة بسند صحيح أن الآية على ظاهرها في عدم سماع الأموات ووجه تشبيه الكافر بالميت في عدم الإستفادة من الخطاب والقول أن الآية فيها تشبيه للكافر بالميت من حيث عدم الإنتفاع بالخطاب قول صحيح ولكنه لا ينفي دلالة الآية على عدم سماع الأموات بدليل قوله تعالى ((وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ {19} وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ

{20} وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ {21} وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ

إنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ))

فكما لا يخفى أن الكفار يبصرون ولكنهم لما كانوا لا ينتفعون بالآيات التي يرونها كانوا كالعميان الذين لا يرون ولا يتفكرون بالآيات المرأية فالتشبيه بوجه من الوجوه فقط ومع ذلك هذا لا ينفي عدم رؤية العميان وكذلك الكفاركالموتى الذين لا يسمعون لأنهم لا ينتفعون بما يسمعون ومثله قوله تعالى ((وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ))

فأثبت لهم سمعاً ثم شبههم بالصم الذين لا يسمعون مطلقاً فتأمل

فتشبيههم بالصم من وجه من الوجوه لا ينفي عدم سماع الصم وهذه الحقيقة لم يفهمها السقاف

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 09:43 م]ـ

ومن أدلة عدم سماع الأموات قوله تعالى ((فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين))

ووجه الدلالة أن رب العالمين شبه المشركين بالموتى والصم الذين لا يسمعون لعدم انتفعاهم بما يسمعونه من التنزيل فكما أن الأصم لا يسمع فكذلك الميت لا يسمع

والقول الذي اختاره السقاف من أن قوله تعالى ((إذا ولوا مدبرين)) عائد على الموتى والصم معاً قول ساقط لأن الميت لا يتحرك فكيف يولي مدبراً وفائدة تقييد الإدبار بالأصم أن الأصم إذا كان مقبلاً قد يقرأ الشفتين فينتفع بالخطاب وأما إذا أدبر فلا مجال للإنتفاع

وقد تشبث السقاف بحديث ((مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت))

قلت ومعنى الحديث مختلف عن معنى الآية فالمقصود هنا حياة القلب وموته ثم إنه لا ذكر للسماع في الحديث على خلاف الآية

وقد حاول السقاف تزوير موقف ابن جرير الطبري من سماع الأموات حيث نقل عنه قوله ((وقوله: {إنك لا تسمع الموتى} يقول: إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته، لأن الله قد ختم عليه أن لا يفهمه. يقول: ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصم الله عن سماعه سمعه))

وقد أوهم السقاف أن ابن جرير لا يرى في الآية دلالة على عدم سماع الأموات

وكتم قول ابن جرير الآخر في تفسير سورة الروم ((يقول تعالى ذكره: {فإنك} يا محمد {لا تسمع الموتى} يقول: لا تجعل لهم أسماعا يفهمون بها عنك ما تقول لهم، وإنما هذا مثل معناه: فإنك لا تقدر أن تفهم هؤلاء المشركين الذين قد ختم الله على أسماعهم، فسلبهم فهم ما يتلى عليهم من مواعظ تنزيله، كما لا تقدر أن تفهم الموتى الذين قد سلبهم الله أسماعهم، بأن تجعل لهم أسماعا))

وهذا كاف لبيان موقف ابن جرير فهو من سلف السلفيين في تحريم الإستغاثة بالأموت إذ كيف يجيز الإستغاثة بمن لا يسمع؟!!

ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 04:50 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير