ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 01:09 ص]ـ
وبقي أن نتكلم عن تراجع عائشة المزعوم عن نفيها لسماع الأموات وعمدة من يقول بهذا التراجع ما رواه أحمد عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِأُولَئِكَ الرَّهْطِ فَأُلْقُوا فِي الطُّوَى، عُتْبَةُ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابُهُ، وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: جَزَاكُمْ اللَّهُ شَرًّا مِنْ قَوْمِ نَبِيٍّ، مَا كَانَ أَسْوَأَ الطَّرْدِ وَأَشَدَّ التَّكْذِيبِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُكَلِّمُ قَوْمًا جَيَّفُوا؟ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ بِأَفْهَمَ لِقَوْلِي مِنْهُمْ، أَوْ لَهُمْ أَفْهَمُ لِقَوْلِي مِنْكُمْ».
قلت وسنده ضعيف فهو من رواية مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعي وهي ضعيفة وإبراهيم لم يسمع من عائشة وروايته هنا عن عائشة فالعجب من الحافظ ابن حجر كيف حسن هذا الإسناد والعجب من السقاف كيف تابعه
من الأدلة التي احتج بها السقاف على سماع الأموات حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ ... ))
والجواب أن السبيل للجمع بين الآيات الدالة على عدم سماع الأموات وهذا الحديث هو حمل الحديث على أنه خاص في هذه اللحظة كما يدل عليه ظاهر الحديث فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خصص سماعه لقرع النعال ببداية وضعه في القبر وفي تولي أصحابه عنه
واحتج السقاف بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ». (49)، وهذا الحديث فيه مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل القبور بقوله: «السلام عليكم»، وقوله: «وإنا إن شاء الله بكم لاحقون»
والجواب من وجهين
الوجه الأول أن السلام هو دعاء للأموات وليس خطاباً لهم
قال الحافظ ابن حجر في الأجوبة المهمة ((فخطاب الموتى بالسلام في قول الذي يدخل المقبرة: السلام عليكم أهل القبور من المؤمنين لا يستلزم أنهم يسمعون ذلك: بل هو بمعنى الدعاء , فالتقدير: اللهم اجعل السلام عليكم , كما نقدر في قولنا الصلاة والسلام عليك يا رسول الله , فإن المعنى: اللهم اجعل الصلاة والسلام عليك يا رسول الله))
الوجه الثاني أن ليس كل مخاطب يسمع فقد خاطب عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الحجر الأسود كما في الصحيحين
ومن الأدلة التي تدل على عدم سماع الأموات قوله تعالى ((ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ))
ووجه الدلالة أن الآية عامة في كل من عبد من دون الله وفيهم الأنبياء فكلهم لا يسمع ويوم القيامة يكفرون بشرك من يدعوهم من دون الله
وحتى لو قلنا ان الآية في الأصنام فالأصنام رموز عن أشخاص
قال البخاري حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ اللَّاتَ وَالْعُزَّى كَانَ اللَّاتُ رَجُلًا يَلُتُّ سَوِيقَ الْحَاجِّ
قلت فصنمه رمز عليه
وقد قدمنا أنه حتى لو ثبت سماع الأموات فهو كسمع الأحياء لا سمع خارق كالذي يثبته القبورية لأوليائهم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 07:13 م]ـ
ومن جملة ما احتج به السقاف على سماع الأموات حديث أبي هريرة قال: ((سمعت رسول الله يقول: والذي نفس أبا القاسم بيده، لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا، فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين، وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله، ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه))
¥