تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ووجه النكارة في المتن أنه ثبت في الصحيح أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقال له يوم القيامة ((إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك))

فكيف لا يدري وأعماله معروضة عليهم وحمل هذا الحديث على المرتدين ساقط لأن من أعمال المؤمنين المعروضة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جهاد المرتدين وذكرهم بالسوء وذكر أخبارهم والحديث يدل على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يعلم جنس فعلهم وليس فقط أعيانهم فيقال له ((إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك))

وقد أشار السقاف لشرح الحافظ ابن حجر على الحديث وإليك قطعة مهمة منه ((وقال النووي.

قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه.

قال عياض وغيره: وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم.

وقيل لا يلزم أن تكون عليهم السيما بل يناديهم لما كان يعرف من إسلامهم وقيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وعلى هذا فلا يقطع بدخول هؤلاء النار لجواز أن يذادوا عن الحوض أولا عقوبة لهم ثم يرحموا ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل فعرفهم بالسيما سواء كانوا في زمنه أو بعده ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم.

والمرتد قد حبط عمله فقد يكون عرفهم بأعيانهم لا بصفتهم باعتبار ما كانوا عليه قبل ارتدادهم ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضا من كان في زمنه من المنافقين وسيأتي في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها " فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين فيعرف أعيانهم ولو لم يكن لهم تلك السيما فمن عرف صورته ناداه مستصحبا لحاله التي فارقه عليها في الدنيا وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بقوله " أصحابي " وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده.

وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضا أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعا سحقا وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضى عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر.

وقال البيضاوي ليس قوله " مرتدين " نصا في كونهم ارتدوا عن الإسلام بل يحتمل ذلك ويحتمل أن يراد أنهم عصاة المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة))

قلت هذا هو رأي النووي والذي أقره الحافظ ابن حجر اللذان صرح السقاف أنهما حملا الحديث على المرتدين فقط جمعاً بينه وبين حديث عرض الأعمال وهو كاذب كعادته وسواء أخذ النووي أو ابن حجر بأي قول من هذه الأقوال فأين ذكر حديث عرض الأعمال وأين تصحيحهما

ويقتضي الإنصاف أن نقول أن سند ابن سعد الذي حسنه السقاف لحديث عرض الأعمال بين السقاف أنه مرسل ولم أقف على هذا التبيين إلا الساعة

وزعم السقاف أن التين قد صحح حديث عرض الأعمال

ولا أدري من أين أتى بهذا التصحيح وهو القائل في حديث الحوض

((وقال ابن التين يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر))

فأين التصحيح المزعوم

وأما تصحيح القاضي عياض للحديث فأظنه كذبه أخرى فإنما نقل عنه الحافظ ((ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم))

فمن أين للسقاف أن الباجي وعياض قالا هذا جمعاً بين حديث الحوض وحديث عرض الأعمال

وأما تصحيح الهيثمي للحديث فكذبة أخرى فهو إنما قال ((رجاله رجال الصحيح)) قلت وهذا لا يعني سلامته من العلة كما لا يخفى

وأما تصحيح النووي فقد تقدم الجواب عليه

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 12:59 ص]ـ

من جملة أكاذيب السقاف على ابن تيمية قوله في رسالته ((وخصوصا أن ابن تيمية يرى أن التشبيه والتجسيم لم يأت لهما ذم في كتاب أو في سنة أو في قول أحد من السلف، كما يقول في كتابه التأسيس في نقد أساس التقديس (1/ 00 1): ولم يذم أحد من السلف أحدا بأنه مجسم ولا ذم للمجسمة))

قلت فالسقاف ينسب لابن تيمية القول بعدم ذم السلف للتتشبيه وإليك نص ابن تيمية كاملاً ((الوجه السابع والسبعون أن لفظ الجسم والعرض والمتحيز ونحو ذلك ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك حق الله لا بنفي ولا بإثبات بل بدعوا أهل الكلام بذلك وذموهم غاية الذم والمتكلمون بذلك من النفاة أشهر ولم يذم أحد من السلف أحدا بأنه مجسم ولا ذم المجسمة وإنما ذموا الجهمية النفاة لذلك وغيره وذموا أيضا المشبهة الذين يقولون صفاته كصفات المخلوقين ومن أسباب ذمهم للفظ الجسم والعرض ونحو ذلك ما في هذه الألفاظ من الاشتباه ولبس الحق كما قال الإمام أحمد يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يشبهون عليهم))

قلت قبح الله السقاف من كذاب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير