[من قال من العلماء بأن أسماء الله التسع والتسعين مدرجة]
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:39 ص]ـ
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تسعاً وتسعين اسماً، مائة إلا واحد، من أحصاها دخل الجنة).
وفي أحد روايات الترمذي عن أبي هريرة جاء ذكر الأسماء، مع أن الترمذي قال حديث غريب، وأنكر ورود الأسماء وقال أنه لم يصح حديث عن رسول الله فيه ذكر الأسماء.
فمن من أهل العلم قال بإدراج هذه الأسماء في الحديث؟
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 05:56 ص]ـ
الأخ الفاضل, كتاب التوحيد لابن مندة فيه التفصيل,
وبالنسبة لي فسيظل وكما أوحيت أنت, من المدرج, أدرجها الوليد بن مسلم الدمشقي, وهو من رجال الستة, فمداره عليه,
أظن كتاب ابن مندة أفضل ماكنب في هذا الباب, والله اعلم
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلى في صفات الله و اسمائه الحسنى ما يلي:
القاعدة السادسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح (3).
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها (4) دخل الجنة" (5)، فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أو نحو ذلك.
إذن فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في "الفتاوى" ص 383 جـ6 من "مجموع ابن قاسم": تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه، وقال قبل ذلك ص 379: إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسراً في بعض طرق حديثه. أهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ص215 جـ11 ط السلفية:
ليست العلة عند الشيخين (البخاري ومسلم)، تفرد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه والاضطراب، وتدليسه واحتمال الإدراج. أهـ.
ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم في ذلك أنواع. وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن كتاب الله تعالى:
الله ... الأحد ... الأعلى ... الأكرم ... الإله ... الأول ... والآخر ... والظاهر ... والباطن ... البارئ ... البر ... البصير ... التواب ... الجبار ... الحافظ ... الحسيب ... الحفيظ ... الحفي ... الحق ... المبين ... الحكيم ... الحليم ... الحميد ... الحي ... القيوم ... الخبير ... الخالق ... الخلاق ... الرؤوف ... الرحمن ... الرحيم ... الرزاق ... الرقيب ... السلام ... السميع ... الشاكر ... الشكور ... الشهيد ... الصمد ... العالم ... العزيز ... العظيم ... العفو ... العليم ... العلي ... الغفار ... الغفور ... الغني ... الفاتح ... القادر ... القاهر ... القدوس ... القدير ... القريب ... القوي ... القهار ... الكبير ... الكريم ... اللطيف ... المؤمن ... المتعالي ... المتكبر ... المتين ... المجيب ... المجيد ... المحيط ... المصور ... المقتدر ... المقيت ... الملك ... المليك ... المولى ... المهيمن ... النصير ... الواحد ... الوارث ... الواسع ... الودود ... الوكيل ... الولي ... الوهاب ...
ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل (1) الجواد (2) الحكم (3) الحيي (4) الرب (5) الرفيق (6) السبوح (7) السيد (8) الشافي (9) الطيب (10) القابض (11) الباسط (12) المقدم (13) المؤخر (14) المحسن (15) المعطي (16) المنان (17) الوتر (18).
هذا ما اخترناه بالتتبع، واحد وثمانون اسماً في كتاب الله تعالى وثمانية عشر اسماً في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندنا تردد في إدخال (الحفي)؛ لأنه إنما ورد مقيداً في قوله تعالى عن إبراهيم: (إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) (1) وما اخترناه فهو حسب علمنا وفهمنا وفوق كل ذي علم عليم حتى يصل ذلك إلى عالم الغيب والشهادة ومن هو بكل شيء عليم.
ـ[ناصر الاحمد]ــــــــ[27 - 02 - 06, 12:39 م]ـ
قال ابن كثير: "والذي عول عليه جماعة من الحفاظ ان سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه , وانما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد انه بلغه عن غير واحد من اهل العلم انهم قالوا ذلك اي جمعوها من القران كما ورد عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وابي زيد اللغوي والله اعلم.
ثم ليعلم ان الاسماء الحسنى ليست منحصرة في التسعة والتسعين ... الخ"
تفسير ابن كثير (3/ 515 - تحقيق السلامة)
¥