تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون) هل هذا الحديث صحيح؟]

ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[02 - 03 - 06, 11:16 م]ـ

و إن كان صحيحا فمن الذى دعى_ النبى صلى الله عليه و سلم_ لهم بالمغفرة؟

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[03 - 03 - 06, 02:11 ص]ـ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال:

كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَحْكِى نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهْوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ».

أخرجه البخاري (3477) و (6929)، ومسلم (1792).

وقال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث:

[لَمْ أَقِف عَلَى اِسْم هَذَا النَّبِيّ صَرِيحًا، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون هُوَ نُوح عَلَيْهِ السَّلام، فَقَدْ ذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق فِي " الْمُبْتَدَأ " وَأَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِير الشُّعَرَاء مِنْ طَرِيق إِسْحَاق قَالَ " حَدَّثَنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ، عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر اللَّيْثِيّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ قَوْم نُوح كَانُوا يَبْطِشُونَ بِهِ فَيَخْنُقُونَهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ: اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ ". قُلْت: وَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَكَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي اِبْتِدَاء الْأَمْر، ثُمَّ لَمَّا يَئِسَ مِنْهُمْ قَالَ (رَبّ لا تَذَر عَلَى الْأَرْض مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا).

وَقَدْ ذَكَرَ مُسْلِم (بَعْد) (1) تَخْرِيج هَذَا الْحَدِيث حَدِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي قِصَّة أُحُد: " كَيْف يُفْلِح قَوْم دَمَّوْا وَجْه نَبِيّهمْ "، فَأَنْزَلَ اللَّه (لَيْسَ لَك مِنْ الأَمْر شَيْءٌ)، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الْقُرْطُبِيّ: "إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْحَاكِي وَالْمَحْكِيّ مَا سَيَأْتِي".

وَأَمَّا النَّوَوِيّ فَقَالَ: "هَذَا النَّبِيّ الَّذِي جَرَى لَهُ مَا حَكَاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَقَدْ جَرَى لِنَبِيِّنَا نَحْو ذَلِكَ يَوْم أُحُد"]. انتهى كلام الحافظ.

ـــــــــ

(1) قلتُ: الإمام مسلم ذكره قبل تخريج الحديث كما في النسخة المطبوعة برقم (1791).

ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[03 - 03 - 06, 06:19 م]ـ

وَأَمَّا النَّوَوِيّ فَقَالَ: "هَذَا النَّبِيّ الَّذِي جَرَى لَهُ مَا حَكَاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَقَدْ جَرَى لِنَبِيِّنَا نَحْو ذَلِكَ يَوْم أُحُد"]. انتهى كلام الحافظ ..

هل أفهم من ذلك أن النبي _صلى الله عليه و سلم_دعا لهم بالمغفرة وهم غير مسلمين؟

ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[03 - 03 - 06, 07:41 م]ـ

هذا القول يا إخواني جرت به ألسنة الأنبياء، فقد جاء في مسند أحمد (الحديث رقم 4328) من حديث عبد الله بن مسعود حديث يُنْسَبُ فيه هذا القول إلى النبي موسى - عليه السلام -. ووجدته أيضا يثبت في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله في عدة مواطن، والله أعلم.

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[03 - 03 - 06, 08:17 م]ـ

لقد ظهَر لي وجه آخر في شرح هذا الحديث، هو أن قول هذا النبي الذي ضربه قومه: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ».

يُحْمَل على المَغْفرة في الدنيا، لأن الكافر لا يُغفر له كفره يوم القيامة وهذا بإجماع أهل العلم.

وهكذا يحمل قول الخليل عليه السلام: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

فُيُحمل أيضاً على رده أمر العذاب أو المغفرة إلى مشيئة الله وذلك يكون في الدنيا، أما في الآخرة فإن الكافر لا يُغفر له كما قال الله: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ).

فتعذيب الكافر في الدنيا داخل تحت مشيئة الله إن شاء عذبه في الدنيا وإن شاء غفر له، أما في الآخرة فإن الله أخبرنا أنه يعذب ويخلد في هذا العذاب.

هذا ما ظهر لي، والله تعالى أعلم.

وارجو من الإخوة التعقيب على كلامي لإتمام الفائدة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير