تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث: "ليس فيها خير" يعني المعدن]

ـ[أبوخليفة]ــــــــ[05 - 03 - 06, 09:37 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي الأفاضل طلاب العلم، وعلماء المنتدى المبارك،

هذا جهد يسير من أخيكم أبي خليفة لتخريج حديث في سنن أبي داود، وسأتبعه بإذن الله بأحاديث أخرى،

ولكني قليل البضاعة، فأرجو ممن كان له فضل علم أن يعود به على أخيه الضعيف، واحتسبوا أجر نشر العلم عند الله -عز وجل-

أخرج أبو داود في كتاب البيوع، باب في استخراج المعادن قال:

حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي: ثنا عبد العزيز -يعني ابن محمد-، عن عمرو يعني بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلا لزم غريما له بعشرة دنانير، فقال: "والله لا أفارقك حتى تقضيني، أو تأتيني بحميل، فتحمل بها النبيَُّ -صلى الله عليه وسلم-، فأتاه بقدر ما وعده فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أين أصبت هذا الذهب؟ ". قال: "من معدن". قال: "لا حاجة لنا فيها، ليس فيها خير"، فقضاها عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"

تخريج الحديث:

الحديث أخرجه عبد بن حميد [(ح596) نقلته عن طريق المسند الجامع] من نفس طريق أبي داود، وابن ماجه عن محمد بن الصباح عن عبد العزيز بن محمد الداروردي به،

وهذا إسناد ظاهره الحسن؛ لأجل الكلام الذي في الداروردي، وعمرو بن أبي عمرو،

والحديث صححه الألباني، وبشار عواد في تحقيقه لسنن ابن ماجه،

والذي يظهر لي –والله أعلم- أنه لا يصح؛ لأن عمرو بن أبي عمرو متكلم في سماعه من عكرمة:

قال ابن معين: "عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "اقتلوا الفاعل والمفعول به".

وقال الإمام أحمد: "كل أحاديثه عن عكرمة مضطربة" ثم عزى الاضطراب إلى عكرمة، لكن تخصيص عمرو بالذكر يدل على أن في حديثه عن عكرمة خاصة اضطراب، لا سيما والإمام أحمد قد وثق عكرمة في رواية أخرى.

وقال البخاري: "هو صدوق، لكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع من عكرمة".

وقال العجلي: "ثقة ينكر عليه حديث البهيمة"

والحديث ضعفه ابن حزم في المحلى (8/ 116) بعمرو بن أبي عمرو،

وسألت عنه شيخنا الشيخ سعد الحميد فقال: الذي يظهر لي ضعفه، والعلة فيه عمرو بن أبي عمرو؛ فإن روايته عن عكرمة متكلم فيها، فقلت له: هل يقبل تفرد الداروردي هنا؟ مع أنه صدوق، وطبقته متأخرة، فقال: نعم؛ لأنه لم يتفرد عن مكثر، والتفرد من أمثال الداروردي لا يقبل إذا كان عن المكثرين، وقال: الذي أراه أن الخطأ هنا من قبل عمرو –والله أعلم-،

ثم رأيت الشيخ مقبلا –رحمه الله- قد ضعف الحديث بنفس ما ضعفه به شيخنا سعد الحميد وذلك في كتابه أحاديث معلة ظاهرها الصحة (ص197)، (ح206)، والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير