هداك الله ........... يا (عداب الحمش)!
سليمان بن صالح الخراشي
كنت قد ذكرت في مقدمة رسالتي عن " انحرافات خالص جلبي " أن القادمين إلى بلاد التوحيد من العلماء وطلبة العلم المتلبسين بشيئ من البدع أصناف: فمنهم من يدع بدعته، ويُقر بخطئه، بل ويُحذر منه بعد أن يتبين له الحق،؛ لأنه طالبٌ له، مبتغٍ الدار الآخرة - نحسبه كذلك -؛ كالشيخ الشنقيطي - رحمه الله -.
ومنهم من يبقى على بدعته، ولكنه يخفيها ولايجهر بها؛ كما قيل: ودارهم ما دمت في دارهم! وهذا الصنف سرعان ما يجهر بل يجأر ببدعته عندما يخرج دون عودة من هذه البلاد؛ كممدوح سعيد وأمثاله.
ومنهم - وهم الأخطر - من يبقى على بدعته وانحرافه، جاهرًا به، ناشرُا له؛ لما يلقاه من تأييد بعض أشباهه من المنحرفين في هذه البلاد؛ كخالص جلبي القابع منذ أكثر من عشر سنين في بريدة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
والدكتور عداب الحمش - هداه الله - هو في نظري من الصنف الثاني؛ لأننا لم نكن نراه يجهر ببدعته عندما كان بيننا قبل أزمة الخليج، بل كان يكتب المؤلفات النافعة على منهج أهل الحديث! كدفاعه عن الصحابي ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه، وكرده على أبي غدة في مسائل حديثية ..
ولكننا تفاجأنا بعد خروجه من هذه البلاد بنفَسٍ غير النفس الذي كان يكتب به سابقًا؛ فوجدنا عنده الهمز واللمز بعلماء أهل السنة، ووجدنا التقارب مع الروافض، والدفاع عن غلاة الصوفية وملاحدتها!! وذلك في كتابه الأخير " المهدي المنتظر ".
- (انظر: ص 32، 52، 77، 83، 236 لمزه في ابن القيم والشيخ حمود التويجري والشيخ الألباني رحمهم الله).
- (وانظر: ص 61، 405 - 410، 413، 535 تبجحه بعلاقاته الطيبة مع الروافض! وادعاءه الكاذب أن الخلاف بيننا وبينهم إنما هو في مسائل الفروع ولا يتجاوز 5%!!!!!!!! ودعوته إلى التعايش السلمي بين الفريقين وعدم الحرص دعوتهم للحق؛ لأنهم يدعون أنهم على الحق ونحن ندعي أننا على الحق ولن يتراجع أحد عن قوله! ولا أدري: هل يشك عداب في أن الحق مع أهل السنة!! إنها مصيبة ما بعدها مصيبة أن لا يجني طالب العلم من كل هذه السنين الماضية سوى الشك والريب في الحق، وعدم معرفة دين الرافضة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
وقد وُفق الشيخ أحمد بن أبي العينين - حفظه الله - في التنبيه على انحرافات عداب السابقة؛ وذلك في كتابه " تحذير ذوي الفطن من عبث الخائضين في أشراط الساعة والملاحم والفتن " (ص 292 - 321).
ولهذا سأركز في ردي هذا على مسألة تعرض لها عداب في كتابه الآنف لم يبينها الشيخ أحمد في رده؛ وذلك عندما دافع عداب عن أعلام الصوفية، وكال لهم عبارات المديح، منخدعًا بأساليبهم في التغرير بالمسلمين، من حيث تكلف الخشوع والرقة والأدب .. الخ (انظر ص 239)، وكل هذا لا يغني صاحبه شيئا عند الله مادام دينه خاويًا من التوحيد الخالص لله رب العالمين، ومن متابعة سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
ثم كانت الطامة الكبرى عندما قال - بعد ذلك - (ص 246): (لقد ترجح عندي أن كل مخالفة عقدية في كتب الشيخ محيي الدين! ابن عربي إنما هي من دس الزنادقة الذين كانوا يتظاهرون بالتصوف، ولاعتقادي هذا فإنني أترحم على الشيخ وأترضى عنه)!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
فعداب - هداه الله - يردد ما يروجه غلاة الصوفية عندما يواجَهون بالكفريات " الصريحة " لابن عربي وغيره من ملاحدة الصوفية، التي لا يجدون ما يدفعها؛ فيزعمون أن هذه الكفريات مدسوسة في كتبه من قبل الشانئين أو غيرهم!
منقول من موقع صيد الفوائد