تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف يفهم صنيع أبي حاتم الرازي هنا]

ـ[علي أبو الحسن المصري]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:04 ص]ـ

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب "العلل" مسألة رقم (2136):

((وسألت أبي عن حديث رواه عيسى بن يونس، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم {يوم يقوم الناس لرب العالمين} قال: ((يقوم الرجل في رشحه إلى أنصاف أذنيه)).

ورواه معاذ بن معاذ العنبري، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر. موقوف [كذا في العلل]. قلت لأبي: أيهما أصح؟

قال أبي: جميعًا حافظين، ولا أعلم أحدًا يسند [كذا في العلل ولعلها: يسنده. يعني يرفعه] سوى عيسى بن يونس، وموقوف أشبه)) انتهى كلام ابن أبي حاتم.

وفي الحقيقة لم أفهم هذا الصنيع من أبي حاتم رحمه الله.

فرواية عيسى بن يونس أخرجها البخاري في صحيحه (6531) ومسلم (2862). وليس هذا موضع الإشكال، إنما أشكل علي قول أبي حاتم: ((لا أعلم أحدًا يسند سوى عيسى بن يونس))

والصواب أنه قد أسنده غير واحد من الأئمة الحفاظ، فأخرجه البخاري في صحيحه (4938) ومسلم (2862) وغيرهما من طريق مالك، عن نافع به مرفوعًا.

وأخرجه مسلم في نفس الموضع من طريق موسى بن عقبة وأيوب وصالح بن كيسان كلهم، عن نافع به مرفوعًا.

فهؤلاء أربعة من الحفاظ قد رووه مسندًا من حديث ابن عمر مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

نعم قد يقول قائل: إنما أرد أبو حاتم أنه لم يروه عن ابن عون مسندًا غير عيسى بن يونس.

فأقول: يعكر على هذا أمران: الأول: أن الحديث قد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 125) ومسلم في صحيحه في الموضع السابق، وابن ماجة في سننه (4278) من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن ابن عون به مسندًا مثل رواية عيسى بن يونس.

الثاني: أن أبا حاتم قد رجح رواية الوقف على رواية الرفع، ولم يروها إلا معاذ بن معاذ روايته ذكرها أبو حاتم في هذه المسألة وتابعه يزيد بن زريع روايته أخرجها الطبري في تفسيره (24/ 279).

والسؤال الذي لأجله أوردت ما سبق هو: هل أبو حاتم الرازي مع جلالته وسعة علمه وحفظه لم يقف على هذه الروايات وهي في أشهر الكتب في عصر أبي حاتم وما بعده وبعضها في كتاب شيخه المبجل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله. أفيدونا نفع الله بكم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 10 - 03, 03:06 م]ـ

جزاكم الله خيرا على ما ذكرته من فوائد حول كلام أبي حاتم

ولعل المقصود من كلام أبي حاتم هو رواية ابن عون فقط

ولعله لم يعتد برواية أبي خالد الأحمر لما فيه من الكلام وإخراج مسلم لهذه الرواية ليست في الأصول، والرواية التي ذكرها أولا هي ما اتفق معه البخاري في إخراجها

فلعل أباحاتم يقصد الروايات الصحيحة فقط

معنى قول حفاظ الحديث (لايعرف إلا من هذا الطريق) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6960)

ـ[ابن معين]ــــــــ[29 - 10 - 03, 07:05 م]ـ

بارك الله فيك أخي أبي الحسن على هذه الفائدة.

والأمر كما قال الشيخ عبدالرحمن الفقيه أن ترجيح أبي حاتم الرازي هو بالنسبة لرواية ابن عون، لأن الحديث له طرق أخرى كثيرة عن نافع لا تخفى على من هو دون أبي حاتم الرازي فضلاً عنه.

وممن يضاف إلى من روى الحديث عن ابن عون موقوفاً: عبدالله بن المبارك كما في مسنده (رقم 94).

ـ[محمود شعبان]ــــــــ[10 - 11 - 03, 10:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأمر كما قال الشيخين الفقيه وابن معين جزاهما الله خيرا؛ هو بالنسبة لرواية ابن عون بغض النظر عن الطرق الأخرى.

ويبدو لي سبب ترجيح أبي حاتم أن عيسى بن يونس على ثقته فلم يرو له البخاري ولا مسلم عن ابن عون غير هذا الحديث وكذلك الترمذي وابن ماجه.

أما معاذ بن معاذ فله روايات كثيرة عن ابن عون في الصحيحين وغيرهما.

فاحتمال ذلك وشهرته عن ابن عون جعلت أبا حاتم يرجح الوقف مع اعترافه أنهما حافظان.

ثم انضمام رواية ابن المبارك ويزيد بن زريع يقوي ذلك.

ويراجع له علل الدارقطني.

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير