وأخرجه الدارقطني في الأفراد (3/ 381 أطرافه) والمخلص في فوائده (7/ 193/ب رقم 140) والنرسي في حديث أبي محمد بن معروف وحديث أبي بكر الوراق (142/ 1 - 2 كما في حاشية علل الدارقطني) وأبونعيم في أخبار أصبهان (2/ 180) من طريق فضيل بن عياض، عن هشام، عن عمرو، عن سالم، عن أبيه. لم يذكر عمر.
قال الدارقطني: غريب من حديث فضيل بن عياض عن هشام الدستوائي، لا أعلم رواه عنه غير محمد بن زنبور المكي.
بينما رواه ابن عدي (5/ 135) وأبوالشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 173 - 174 رقم 185) من طريق الفضيل، وعندهما: "عن عمر"، كرواية الجماعة.
ورواه الحاكم (1/ 539) من طريق مسروق بن المرزبان، ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا.
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي قائلا: مسروق بن المرزبان ليس بحجة.
قلت: وروايته شاذة أو منكرة، فقد خالف المحفوظ عن هشام في إسناده، وغفل بعض الناس عن علة المخالفة فحسّنه!
قلت: فيظهر مما سبق أن الأقوى عن عمرو بن دينار رواية الجماعة عنه، ولكن قال الدارقطني في العلل: يشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار، لأنه ضعيف قليل الضبط.
اختلاف آخر:
كما اختُلف على عمران بن مسلم:
فرواه عنه بُكير بن شهاب ويوسف بن عطية -وهما متروكان- كلاهما عن عمرو بن دينار كرواية الجماعة، وقد تقدم.
وروى الترمذي في العلل الكبير (674) ويعقوب بن شيبة (5/أ) والبزار (12/ 302 رقم 6140) والعقيلي (3/ 304) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 181) وابن عدي (5/ 91) والدارقطني في الأفراد (3/ 396 أطرافه) والحاكم (1/ 539) من طريق يحيى بن سليم الطائفي -وهو لين- عن عمران، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعا.
وقال أحمد في مسائل أبي داود (1879): عمران لم يحدّث عن عبد الله بن دينار، وهذا حديث منكر.
وقال الترمذي: سألت محمداً [يعني البخاري] عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث منكر.
وقال يعقوب بن شيبة (4/ب): لا نحفظه عن ابن دينار عن أحد من أصحابه المشهورين، إنما رواه هذا الشيخ عمران بن مسلم، وإنما أثبتناه ههنا ليُعرف موضعه إن شاء الله تعالى.
وعدّه العقيلي وابن عدي من مناكير عمران.
وقال أبوحاتم: هذا حديث منكر. (وزاد ابن القيم نسبة القول لأبي زرعة أيضا، انظر المنار المنيف 42).
وقال ابن أبي حاتم: وهذا الحديث هو خطأ، إنما أراد عمران بن مسلم، عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، فغلط، وجعل بدل عمرو: عبد الله بن دينار، وأسقط سالما من الإسناد.
وقال الدارقطني في العلل (4/ 58/أ): إن يحيى وهم فيه، وهو كثير الوهم في الأسانيد.
وقال في الأفراد: غريب من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر، تفرد به [يحيى] بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عنه.
وقال ابن طاهر عقبه: لم يزد أبوالحسن على هذا، وهذا الحديث محفوظ من رواية عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه.
واختُلف في عمران هنا: هل هو ابن مسلم القصير المتقدم، أم غيره؟ فاختار أبوحاتم هنا والدارقطني والمزي أنه نفسه، وتوقف فيه أحمد، واختار الجمهور أنه آخر، وقد سأل الترمذي في الموضع السابق شيخه البخاري: مَن عمران بن مسلم هذا؛ هو عمران القصير؟ قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث.
فعلى كلا الاحتمالين فالسند منكر، إما لمخالفة الطائفي الضعيف للمشهور عن عمرو، فضلا أن له مناكير عمن عمران كما قال ابن حبان، أو لحال عمران نفسه.
وضعفه الذهبي في تلخيص المستدرك (1/ 539).
ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام (29/ 345 - 346) وفي السير (17/ 498) من طريق سليمان بن المعافى، عن أبيه، عن موسى بن أعين، عن عمران، عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعا.
وقال الذهبي في التاريخ: هذا حديث حسن غريب. وقال في السير: هذا إسناد صالح غريب.
قلت: إن لم يكن سقط عمرو بن دينار من الناسخ أو الطابع؛ فهو اختلاف آخر، وهو منكر، لأن سليمان بن المعافى لم يسمع من أبيه شيئا، فحمله الناس على الرواية عنه! كما في اللسان (3/ 108).
فاتضح أنه لم يثبت عن عمران أصلا، ولكن الرواية ترجع لحديث عمرو بن دينار كرواية الجماعة.
اختلافات أخر:
وهناك طرق أخرى ترجع لحديث عمرو بن دينار أيضا عند التحقيق:
¥