فقال الدارقطني في العلل (2/ 50): "ورُوي عن المهاصر بن حبيب، وعن أبي عبد الله الفراء، عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعا.
وروي عن عمر بن محمد بن زيد المدني، قال: حدثني رجل من أهل البصرة مولى قريش، عن سالم.
فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار، وهو ضعيف لا يُحتج به".
قلت: رواية ابن زيد المذكورة أخرجها الحاكم في المستدرك (سقطت من المطبوع، وهي في المخطوط 1/ 246/1 كما في حاشية علل الدارقطني، وإتحاف المهرة 12/ 276).
ورواه الحاكم (كما في إتحاف المهرة 12/ 277) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي، عن إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد بن زيد، عن سالم به. لم يذكر بينهما أحدا.
وعبد الوهاب متروك، وكذبه أبوحاتم، ثم إسماعيل روايته عن غير الشاميين منكرة، وشيخه مدني.
ورواه الدارقطني في الأفراد (1/ 121 أطرافه) من طريق ابن زيد عن سالم: وقال: غريب من حديث عمر بن محمد بن زيد عن سالم عن أبيه عن جده، وإنما يُعرف هذا من حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم.
وقد بيّنت رواية الحاكم الواسطة بين ابن زيد وسالم، وأنه عمرو بن دينار كما قال الدارقطني.
وأما رواية أبي عبد الله الفراء فعلّقها البخاري في الكنى (50) عن ضرار، عن الدراوردي، عن الفراء، عن سالم نحوه.
وضرار هذا هو ابن صُرَد؛ تركه جماعة، وصرح ابن معين بأنه كذاب، ومع ذلك قال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام وخطأ! ثم الفراء هذا مجهول.
وأما رواية مهاصر -وفي أكثر المصادر: مهاجر- بن حبيب، فرواها يعقوب بن شيبة (5/أ) والطبراني في الدعاء (793) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة. ورواها عبيدالله بن عبدالرحمن الزهري في حديثه (176) من طريق أبي هشام الرفاعي القاضي، كلاهما عن أبي خالد الأحمر، نا المهاجر بن حبيب، سمعت سالما، عن أبيه، عن جده مرفوعا.
وذكر المزي رواية أبي خالد الأحمر هذه في تحفة الأشراف (8/ 58) وقال: رواه غيره عن المهاجر، فلم يقل عن جده. وكذلك قال ابن كثير في مسند الفاروق (2/ 642).
ورواه عبد الله بن أحمد بن زوائد الزهد (214) عن ابن أبي شيبة عن أبي خالد، ولكن عنده: عن المهاجر، قال: سمعت ابن عمر. موقوفا عليه من قوله، ولعل في سنده سقط.
وأبوخالد الأحمر فيه بعض لين، وروايته معلولة، فقال علي بن المديني في مسند عمر (كما في مسند الفاروق 2/ 642 - 643): وأما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق: فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقه أبوخالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد، والأحوص بن حكيم، وفرج بن فضالة، وأهل الشام، وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنه سمع سالما، وإنما روى هذا الحديث شيخ لم يكن عندهم بثبت، يُقال له عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، حدثناه زياد بن الربيع عنه به، فكان أصحابنا يُنكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده .. ولو كان مهاجر يصح حديثه في السوق لم يُنكر على عمرو بن دينار هذا الحديث. ا هـ.
وقال يعقوب بن شيبة (4/ب): وهذا الحديث من هذا الوجه رجاله ثقات، غير أن أبا خالد لم يلق مهاصر بن حبيب، ومهاصر بن حبيب شامي ثقة، روى عن ثور بن يزيد، والأحوص بن حكيم، والمتقدمون، ومن دونهم في السن فرج بن فضالة، ونحوه، وقال علي بن المديني في هذا الحديث بعينه: أبوخالد الأحمر لم يدرك مهاصرا، ولم يسمع منه.
اختلاف آخر:
ورواه الطبراني في الكبير (12/ 300 رقم 13175) -ومن طريقه أبونعيم في الحلية (8/ 289 وانظر تقريب البغية 3/ 384) - وابن عساكر (45/ 405) من طريق عمرو بن أسلم الحمصي، نا سلم بن ميمون الخواص، عن علي بن عطاء، عن عبيد الله العمري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، مرفوعا.
هكذا جاء عند الطبراني وتقريب البغية: عبيد الله العمري، بينما جاء في الحلية مرتين: عبد الله العمري.
وقال أبونعيم: غريب من حديث [عبيد الله] عن سالم، أبوزيد [كذا في المطبوع، ولعله: تفرد به] علي بن عطاء.
قلت: الخواص أحد الصالحين، لكنه واهٍ في الحديث، وعلي بن عطاء أراه أبا عمر المقدَّمي، ذكره بحشل في تاريخ واسط (159)، ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا، أما عمرو بن أسلم فعابد صدوق.
اختلاف آخر:
ورواه الدارقطني في الأفراد (1/ 130 أطرافه) من طريق الربيع بن بدر، عن راشد أبي محمد الحماني، عن أبي يحيى، عن ابن عمر، عن عمر مرفوعا.
¥