تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: ويزيد لم أهتد لذكره في غير هذا المحل، لكن روايته أولى من رواية الضعيف الذي أُنكر عليه الحديث، وبذلك لا يثبت عن سالم أصلا، والأقوى عنه هكذا دون إسناد.

ورواه أبوسعد الإدريسي في تاريخ سمرقند -ومن طريقه النسفي في القند (1189 ص683 تحقيق يوسف الهادي) - عن الفضيل بن العباس، نا أحمد بن محمد بن عمرو بن حبيب [كذا]، ثنا الأمير خالد بن أحمد، ثنا أبي، عن سعيد بن سلم بن قتيبة، عن أبيه، عن جده قتيبة بن مسلم، عن محمد بن واسع -ضمن قصة- عن سالم، عن أبيه، عن جده مرفوعا.

وهذا موضوع، وعلته أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب المروزي، فهو كذاب يضع الحديث، وكان يروي عن أمراء خراسان البواطيل، ومنهم الأمير خالد بن أحمد الذهلي، كما في اللسان (1/ 290).

طريق أخرى:

ورواه عبدالله بن أيوب المخرمي في حديثه (40 ضمن مجموع مصنفات أبي الحسن الحمامي وغيره ص242) والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 321) من طريق علي بن يزيد الصدائي، ثنا خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر.

ورواه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 169) من طريق يعقوب بن يوسف القزويني، نا سعيد بن صُلح، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعا.

فأما الإسناد الأول ففيه يزيد الصدائي، وهو ضعيف، وشيخه خارجة متروك، وكان يدلس عن الكذابين.

وأما الثاني فإن يعقوب ثقة، وشيخه صدوق، لكن عبد الرحمن واه، وقال الحاكم و أبونعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة.

فلعله دخل عليه من الرواية السابقة أو رواية عمرو بن دينار.

خلاصة الطرق عن ابن عمر:

تبيّن فيما مضى أن كافة طرقه ضعيفة جداً أو مناكير، وجلُّها يرجع لعمرو بن دينار مولى آل الزبير، وقد نص غير واحد من الحفاظ أن الحديث معروف به، واتفقوا على إنكاره عليه، ولم يلتفتوا للمتابعات والطرق الأخرى، وردُّوها إلى روايته.

وعمرو هذا يتلخص من ترجمته أنه واهٍ، وفي روايته عن سالم مناكير، كما قال البخاري والنسائي والفلاس وأبوحاتم والساجي، وغيرهم، وقال ابن عدي (5/ 136): لا يُعرف هذان الحديثان عن سالم [يعني حديث السوق، وإذا رأى أحدكم مبتلى]، ولا يرويهما عن سالم غير عمرو بن دينار هذا، وكل من تكلم من الأئمة على حديث عمرو عدّها من مناكيره.

وقال علي بن المديني في مسند عمر (كما في مسند الفاروق 2/ 642 - 643): كان أصحابنا يُنكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده.

وقال البخاري في التاريخ الأوسط (1/ 447) بعد ما ساق سند عمرو للحديث: لا يُتابع على أحاديثه.

وقال يعقوب بن شيبة في مسنده (4/أ-ب): هو حديث ليس بصحيح الإسناد، ولا له مخرج يرضاه أهل العلم بالحديث، وإنا لنرجو من ثواب الله عز وجل على هذه الكلمات ما روي في هذا الحديث وأكثر منه، فهو أهل الفضل والإحسان. رواه سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه عن سالم: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، وهو ضعيف. قال علي بن المديني، وغيره: هو ضعيف.

قال يعقوب بن شيبة: لم أر أحدا من أصحابنا ممن يتكلم في الحديث إلا وهو يضعفه، ويضعف أحاديثه، وأحاديثه منكرة، سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ذاهب، وقال مرة: ليس بشيء، وقال ابن المديني: لم يكن عندهم بالقوي.

وقال أبوحاتم في العلل (2/ 171): هذا حديث منكر جدا، لا يحتمل سالم هذا الحديث.

وقال في موضع آخر (2/ 181): هذا حديث منكر.

وقال الآجري في سؤالات أبي داود (1082 و1083): سمعت أبا داود يقول: [حديثا] عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير -يعني حديبث سالم عن أبيه عن جده- ليسا بشيء. قلت لأبي داود: روى أزهر بن سنان عن سالم؟ قال: أزهر ليس بشيء. ا هـ.

قلت: يعني حديث السوق، وحديث من رأى مبتلى، قاله المزي في حاشية تهذيب الكمال (22/ 15).

وقال البزار (1/ 239): إن هذا الحديث لم يتابع عليه عمرو بن دينار.

وقال العقيلي (3/ 304): الأسانيد فيه فيها لين.

وقال الدارقطني في العلل (2/ 50): فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار، وهو ضعيف لا يُحتج به.

وقال الحاكم في المستدرك (كما في إتحاف المهرة 12/ 276): هذا الحديث له طرق تُجمع ويُذاكر بها عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم، وليس من شرط هذا الكتاب.

وأشار ابن تيمية إلى ضعفه في مجموع الفتاوى (18/ 68).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير